عبدالجبار الغراب *||
الأمم المتحدة من التسمية كإسم جامع للدول والنشأة والتأسيس لأهداف وضعها الأمريكان لتعزيز نفوذهم ومد قبضتهم على أغلب دول العالم , ومن صياغة المواثيق والعمل على حفظ السلام العالمي والتدخل لفض النزاعات والحيادية الكاملة وإدخال كبرى الدول وامتلاكها لحق النقض الفيتو : كلها عناوين لأهداف مرسومة ومصالح ومطامع لتحقيق نفوذ وتوسع وسيطرة لقوى النفوذ العالمية الإستكبارية على حساب قوى مستضعفه بانت وظهرت وأنكشفت نوايا المستكبرين سريعا لتحقيق الأهداف والمطامع في فلسطين وتمسك الصهاينة فيها كموطن لهم بدعم بريطاني أمريكي.
فهذه المنظمة أنشئت بفعل وقائع وأحداث أسفرت عنها نتائج الحرب العالمية الثانية فكان لتأسيسها عام 1945 من قبل الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية أمريكا والغرب كبريطانيا وفرنسا في المقام الأول المرتكز الاول لتعزيز ادوار الأمريكان في بسط نفوذهم والامتداد نحو مختلف انحاء العالم, وما وجود الاتحاد السوفيتي والصين فيها كمقعدين الا بفعل إمتلاك لهاتين الدولتين قوة عسكرية واقتصاد ينمو ويتطور وفي تصاعد كبير ونتاج واقعي فرضته افرازات نهاية الحرب العالمية الثانية وأيضا تحالفهم العالمي مع أمريكا وبريطانيا وفرنسا ضد ألمانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية.
والمتتبع لهذة المنظمة المسماة الدولية منذ إنشائها: فإنه يلاحظ أن جميع القرارات الصادرة من هذة المنظمة الدولية لا يمكن أن تكون ذات قيمة اذا ما تم إصدارها لأجل العمل بها وتطبيقها عمليا اذا ما كانت صادره على قوى النفوذ والتسلط كالصهاينة ولا لها احترام اذا ما قرر الأمريكان الذهاب الى وقائع حرب يشعرون بعرقلة طريقهم إصدار قرار من مجلس الامن كما في حرب العراق وأفغانستان وغيرها, فكم يا قرارات أصدرتها أمم العار والإرتهان والخانعه للغرب والامريكان وكم يا بيانات أخرجتها ولكنها لا لها قبول أو فاعلية واحترام فقرارها حبر مكتوب على أوراق بيضاء لا تمثل الا مجرد إعلانات ودعايات إعلامية انها تصدر قرارات وتعقد اجتماعات طارئة, فلا التزام ولا تطبيق وخاصتا عندما تصدر ضد من هم المتحكمين والعابثين بهذة المنظمة الدولية , لكن عندما يتعلق الأمر لترتيب الأعمال والتحرك نحو خدمة أجندة الأمريكان والغرب تراها تتحرك وتصدر قرارات ويكون مواقفها تصب في إطار ما تم تفعيله لذلك , فقد شاهدنا ما جرى سابقا لأحداث العدوان على اليمن ومازالت مستمرة في ذلك التعصب الواضح والخادم والمنحاز والمساعد لتحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي البريطاني الجبان فلا اكتفت بالتلاعب والاكاذيب ولا بإدخالها اليمنيين ضمن قائمه المرتكبين جرائم ضد الطفولة ولا بتشديد حصارها على اليمنيين بل هي في تواصل واستمرار تتماشى مع معطيات الأحداث العالمية ولمصالح الأمريكان والغرب تجدها مصاعه للأوامر ومنفذه للتوجيهات وما أحداث الحرب الروسية الاوكرانية الا دلالات وبراهين لخنوع الأمم المتحدة التام لكل إملاءات ومخططات الغرب والأمريكان فالمساعدات للاوكرانيين وحجمها الكبير وبمختلف ما يحتاجه الإنسان النازح من الحروب قدمتها الأمم المتحدة بشكل كبير وبعنصرية إثبات وتفضيل وتميز بين مختلف الأجناس , فنلاحظ في اليمن وما تسبب فيه تحالف العدوان من كارثة إنسانية ونزوح لملايين اليمنيين لا يجدون مسكن ولا غذاء ويعيشون في الصحارى والعراء. بين خيم بسيطة متواضعة عكس النازحين الاوكرانيين والمرحب بهم في كل الدول , حتى الدول العربيه التى فتحت حدودها للنازح الاوكراني وأغلقته على ابناء جلدتهم النازح اليماني هو العار الذي لا ينساه التاريخ أبدا.
فهكذا هي الأمم المتحدة إزدواجية في المعايير بلا إستثناء والإنسانية على وجه الخصوص والتميز العنصري والكيل بمكيالين لا بمكيال واحد وإجحاف وظلم وخداع منقطع النظير , وانحياز وطاعة وخنوع لكل ما يصب نحو تحقيق أهداف أمريكا وإسرائيل ,فالتخاذل مسار موجود عندما يكون للحق ظهور وبروز كما في قضية الشعب الفلسطيني وما يحدث من عدوان على اليمن , وتعاون وشراكة أممية كانت واضحة المعالم ومكشوفة وغير خافية لأحد منذ أول يوم لإنطلاق تحالف العدوان لضرب اليمن, ووقوفها متحيزة مع التحالف في حصار اليمنيين لتشارك العدوان في تجويع ملايين وقتل الأطفال المحرمين من الدواء , لكن أبناء الشعب اليمني الصامد الصابر الذي عجزوا عن إخضاعة بقوة السلاح والحرب والذين إنهزموا بفعل صلابه وقوة الرجال من الجيش اليمني واللجان الشعبية ليكون لدور الأمم المتحدة دوره في وضع مختلف العراقيل يشكل لهم سلاح يضربون بها اليمنين فعندما تتدخل أمم الشر والعار العالمية لمثل هكذا تدخل بقرارات اليمنيين والتى قدموا فيها التضحيات بمئات الآلاف من الشهداء والجرحى بفعل عدوانهم وهمجيتهم.
أساليب حقيرة وممارسات كثيرة افتعالتها الأمم المتحدة وإجرام وانتهاكات وعنصرية وتميز لمنظمة تدعي مناداتها بحقوق الإنسان وتشجيعها للحرية والاستقلال فهي الدمار للإنسان وبوجودها تعزز حلف الشيطان وامتد في غروره لارتكاب الجرائم بحق الإنسان, وتوسعت دائرة الظلم والاستكبار في الانتشار , وما الإجرام والقتل والدمار الحالي في عديد دول العالم الا بشراكة وتعاون ورضاء وخنوع تام من قبل الأمم المتحدة للغرب والصهاينة والأمريكان , وما قرار مجلس الأمن الدولي الأخير والذي تم التصويت عليه ضد اليمنيين ويحظر عليهم السلاح وهم ضمن مرتكبي جرائم حرب هو ليس جديد فالحصار الجائر ولسبعه أعوام قد منع الغذاءو الدواء فكيف بالسلاح وغيره وفي هذه الظروف الدولية المتأزمة بين الغرب والأمريكان من جهة وروسيا من جهة ثانية بحق اليمن هو ضمن سلسلة طويلة من بقايا أوراق وأسلحة جاءت المقايضه مع الطرف الإماراتي لتمرير القرار حتى ان الروس وافق على القرار ردآ لحياد الإمارات وإمتناعها عن التصويت لصالح مشروع القرار الأمريكي الذي يدين روسيا في حربها على اوكرانيا.
والعاقبة للمتقبن.