بهاء الخزعلي||
قام كل من رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي و رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر بزيارة غير معلنة لتركيا بتاريخ ٢٦/٢/٢٠٢٢ حيث اجريا مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبحضور رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان.
ورغم أن أسباب الزيارة التي اعلن عنها غير واقعية، وكذلك تواجد خميس الخنجر الذي لا يمتلك تمثيل دبلوماسي يعطيه الحق للتباحث في شؤون العراق الداخلية، وكذلك وجود رئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان، والذي يعطي مؤشر خطير لتلك الزيارة، الا أن الأمر كان مبهماً.
ولكي نستقرء أسباب الزيارة علينا توضيح أمران في غاية الأهمية...
*الأول: أن هذه الزيارة جائت بعد الاجتياح الروسي لأوكرانيا بيومين فقط.
*الثاني: مآلات الحرب الى أين ستتجه؟؟
وبذلك نتفهم أن أسباب الزيارة لم تكن بخصوص من يستلم منصب وزير الدفاع في العراق كما سُربت المعلومة عن تلك الزيارة، بل أن الأمر أخطر بكثير من ذلك.
فتركيا على سبيل المثال حصلت على أحد أسلحتها الاستراتيجية من روسيا وهو منظومة S-400، كما أن الموقع الجغرافي لتركيا على البحر الأسود ومضايق تركيا البحرية الدردنيل والبسفور تجعلها ممراً إجبارياً للسفن الحربية التي تود الانتقال من وإلى البحر الأسود. بالإضافة إلى ذلك تتقاطع تركيا مع روسيا في أكثر من ملف من وسط آسيا إلى البحر الأسود إلى البلقان والشرق الأوسط، وبالتالي سيكون لأي خطوة تركية حسابات شاملة متعلقة بكافة هذه الملفات.
كما أن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أعلن في مقابلة مع تلفزيون "NTV" التركي أثناء التصويت في ستراسبورغ (مقر مجلس أوروبا) "اختارت تركيا الامتناع عن التصويت ولا نريد قطع الحوار مع روسيا".
وكل هذه التصرفات دلالات بأن تركيا أذا ادانت الاجتياح الروسي لأوكرانيا، فهي تمنع على نفسها قرار التدخل في الشؤون الداخلية للعراق وسوريا، حيث تنتظر تركيا نتائج الاجتياح الروسي لأوكرانيا وهناك ثلاثة سيناريوهات لذلك...
*الأول: أذا تمكنت روسيا من فرض سيطرتها على أوكرانيا وأجبار الغرب بالموافقة على شروطها فقد تنسحب تركيا من سوريا وتخضع لها بحثاً عن التسوية، لكنها قد تتوجه بكامل قوها نحو العراق.
*الثاني: اذا انكسر الروس في ذلك الاجتياح قد تخطو تركيا بأتجاه سوريا خطوات متقدمة لمعاقبتها على تحالفها مع الروس ومواقفها الداعمة لروسيا.
*ثالثاً: أذا تطورت الأمور لحرب عالمية ثالثة فمن المعروف في مثل هذه المراحل يشهد العالم صعود قوى ونزول قوى اخرى، وحينها ستقوم اي دولة لديها اطماع بدولة أخرى بالاعتداء عليها دون المثول لأي قوانين دولية لأن القوانين الدولية ستنهار تلقائياً.
وبما أن تركيا تستخدم اسلوب منح الجنسية للعديد من اهالي الموصل بل ويؤكدون ان التركمان هم جزء من الشعب التركي، وهذا العمل مشابه لأسلوب روسيا بتجنيس مواطنين الدونباس، وكذلك تعمد تركيا دائماً بوضع ليرة في موازنتها سنوياً لكركوك والموصل، وكذلك تصريح رئيس البرلمان التركي بأن الموصل هي المحافظة التركية رقم ٨٢ وكركوك المحافظة التركية رقم ٨٣، ومع استمرار التواجد التركي في أراضي شمال العراق فأن الخطوات التركية المقبلة بدت واضحة للعيان.
وبذلك نتفهم التواصل الغيرر من قبل قادة تحالف السيادة مع اردوغان ورئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان، فكل هذه التصرفات تدخل في أطار التواصل مع حليف داخلي في العراق يسهل عملية أجتياح تركية محتملة على أراضي العراق بشكل أكبر، مما يسهل على القوات التركية التوغل للوصول إلى كركوك، وكخطوة أولية أقدم عليها السيد الحلبوسي لإثبات حسن النية بالتحالف مع اردوغان، اعلن مصدر مطلع، يوم الاثنين ٧/٣/٢٠٢٢، ان رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي شكل فوج خاص من خمسة عشائر في محافظة الانبار، وقال المصدر، ان “رئيس البرلمان محمد الحلبوسي يفتح باب التقديم للتعين في الأمن الوطني لأبناء عشائر الحلابسة والمحامدة والبوعلوان والبومحل والكرابلة”.
وتكمن خطورة تشكيل ذلك الفوج بأتاحت الفرصة للحلبوسي في حال تقدمت القوات التركية بعمق أكبر في الأراضي العراقية، بأعلانه أقليم مستقل أو الانضمام لتركيا بأعتبارها العمق الإستراتيجية للمذهب السني في العراق، ناهيك عن موقف حكومة الأقليم بسياسة ألتزام الصمت أتجاه الاعتدائات التركي على الأراضي العراقية.