هادي بدر الكعبي ||
أعلن الحرس الثوري الإسلامي الايراني في بيان مسؤوليته عن الاستهداف الذي طال مركز الصهاينة الاستراتيجي للتآمر والأعمال الشريرة بصواريخ دقيقة مؤكدا أن الاستهداف جاء ردا على الجرائم التي ارتكبها الكيان المؤقت.
كما حذر الحرس الثوري في بيانه الكيان المؤقت من مغبة تكرار أعماله الشريرة والتي ستواجه برد قاطع ومدمر معتبرا أن أمن واستقرار البلد خط أحمر ولن يسمح لأحد بالتهديد أو الاعتداء عليه.
هذه العملية الصاروخية التي تبناها الحرس الثوري بشكل واضح نراها محملة بدلالات وابعاد نحاول الاقتراب منها على شكل النقاط الآتية وهي:
1- الإعلان عن تكريس معادلة ردع إيرانية تتضمن بأن أي عملية عدوان ضد إيران الإسلام ستواجه برد مماثل بل اقوى واشد مرارة.لذا اصبح واضحا لدى الكيان المؤقت عن وجود قرار حاسم ايراني يمنعه أو امريكا من شن اعتداءات جديدة ضد إيران في عموم مسرح الساحات.
2- عدم حاجة إيران إلى من ينوب عنها (كما تحاول أمريكا إشاعة ذلك) في تنفيذ عمليات الرد ضد من يعبث بامنها القومي أو يستهدف قادتها أو علمائها بل هي من تقوم بذلك علانية مع تحمل كافة تبعات ذلك الأمر.
3- التأكيد على أن حركة الموساد الإسرائيلي في اربيل كانت منكشفه لدى الاجهزة الامنية الايرانية فضلا عن كون اربيل باتت تشكل عنصر عدم استقرار واستفزاز وتهديد ليس لبغداد فحسب بل ولجيران العراق.
4- ابقاء الكيان المؤقت يعاني الإرهاق الأمني والاستخباري لان التقدير الأمني لديه يعتبر بأن استهداف اربيل ليس بالضرورة هو نهاية الرد الإيراني بل يمكن أن تكون هناك ضربة أخرى أو ضربات انطلاقا من سوريا أو من ساحات أخرى.
5- الضربة جعلت الكيان المؤقت مربكا في إقرار الاستهداف بشكل رسمي حتى لا يتأثر عمله الاستخباري والأمني ضد إيران وايضا للابقاء على استراتيجي العمل البعيد عن الأضواء مع حلفائهم داخل اربيل.
6- جعلت الضربة الصاروخية الإيرانية الكيان المؤقت وأمريكا يكابدان المواقف المتباينة في الكشف عن ماهية المكان المستهدف اذ اكدت التقارير والتعليقات الاعلامية للكيان المؤقت بان الصواريخ الإيرانية اصابت القنصلية الامريكية بينما في مقابل نرى اصرارا امريكيا بعدم استهداف أيا من المباني التي تتواجد فيها.
وهذا التباين يبين بشكل صريح بأن الطرفين يعملان ذلك لأجل تجنب الاحراج الذي يفضي إلى ضرورة الرد على إيران
7- أن الضربة المدمرة التي تعرض لها الموساد الإسرائيلي في اربيل وجهت تحذيرا شديدا لأصحاب الأجندات التقسيمية بأن إيران لن تقبل أبدا بوجود مشاريع مجاورة لها تعمل على تفتيت البلدان إلى أقاليم وكانتونات لمصلحة الكيان المؤقت مما يؤمن له الغطاء الكافي في إقامة دولته اللقيطة ويسمح له بالسيطرة والتحكم في عموم المنطقة.
وبالتوازي مع ذلك فإن الضربة شكلت أيضا مانعا لجر العراق نحو منزلق التقسيم الخطير الذي يعمل عليه الكرد والكيان المؤقت.
8- عدم حصر العملية بكونها لها صلة بالجريمة التي قام بها الكيان المؤقت مؤخرا في سوريا واستشهد على إثرها اثنين من الحرس الثوري مما يعني بأن الرد على تلك العملية سيكون في زمان ومكان آخر تختاره إيران.