التقارير

جرائم الحرب بين بوتين ومادلين اولبرايت..!


متابعة وترجمة ـ صابرين البغدادي||

 

مقالة مهمة في موقع ميدل ايست البريطاني Middle East Eye تفضح الاعلام الغربي ونفاق السياسين الغربيين .

المقالة للكاتب والباحث في الشأن العربي والفلسطيني جوناثان كوك ، صاحب المؤلفات الثلاثة عن الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني والحائز على جائزة مارثا جيلهورن في الصحافة .

فيما يلي ترجمة لبعض الفقرات المهمة في المقالة .

تصدرت المقالة هذه العناوين البارزة :

• اذا كان بوتين مجرم حرب ، فإن مادلين اولبرايت ليست اقل من ذلك

• دور الدعاية الإعلامية لايمكن أن يكون أكثر وضوحا : يقوم بتبييض جرائم الحرب الأمريكية التي شجعت عليها ودافعت عنها الدبلوماسية الأمريكية الراحلة ، والتي غطت حتى على بوتين.

" مع توارد اخبار وفاة ونعي مادلين اولبرايت ، أول إمرأة تتولى حقيبة الخارجية في الولايات المتحدة على عهد الرئيس بيل كلنتون ، توحد الساسة الغربيون ووسائل الاعلام في الثناء عليها مطلقين عليها صفات من قبيل " رائدة و بطلة الديمقراطية وقوة من أجل الحرية "

وهذه هيلاري كلنتون تقول عنها " الكثير من الناس حول العالم ممن هم على قيد الحياة ويعيشون حياة أفضل بسبب خدماتها " .

وفي عملية مسح واحدة ، فقد مسح تعليق كلنتون من الذاكرة التاريخية مئات الآلاف من الأطفال العراقيين الذين ، وباعترافها هي نفسها ، قد قتلوا بسبب السياسات التي هي ساعدت على تشريعها ودعمها .

ولم تظهر وسائل الاعلام الا النزر اليسير من اخبار تلك الوفيات ، لتركز بدلا من ذلك على دور حلف الناتو كشرطي للعالم في كوسوفو عام ١٩٩٩ بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ، وفي فرض العقوبات الشديدة على العراق خلال عقد التسعينات .

وكانت الرسالة الضمنية لتغطية هذا الأسبوع الإعلامية هو أن موت اولبرايت قد شهد على نهاية حقبة ما بعد الحرب ، حيث تمكنت الولايات المتحدة خلالها من منح العالم " القيادة الأخلاقية " ، ذلك الدور الذي يفترض أنه اليوم تحت التهديد بسبب افعال الرئيس الروسي بوتين في أوكرانيا .

وفي الوقت الذي يجري تأبين اولبرايت ، تتم ادانة بوتين كمجرم حرب من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن ، ويطالب اثنان من روؤساء الحكومات البريطانية السابقين بتقديم بوتين للمحاكمة على غرار محاكمة نورمبرغ . وبالعموم وصف الاعلام الرئيس الروسي بانه " هتلر الجديد " فيما غردت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس قائلة " نحن بحاجة الى التمسك بقيم اولبرايت الآن اكثر من اي وقت مضى " .

ومع ذلك فإن طريقة تعامل الاعلام المتناقضة بشكل صارخ لكل من اولبرايت وبايدن لاتكشف عن ادعاء أي منهما بالسلطة الأخلاقية ، أنها تحكي لنا اكثر عن تصميم الاعلام على حجب الجرائم التي ترتد سوءا وسلبا على الغرب ، وتاكيد جرائم اخرى .

والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو غياب أي إشارة تقريبا في حملة تغطية وفاة اولبرايت الى المقابلة التاريخية التي جرت معها والتي قدمت خلالها اكثر تصريحاتها المروعة .

وبالعودة الى عام ١٩٩٦ ، عندما كانت سفيرة بلادها في الأمم المتحدة على عهد الرئيس بيل كلنتون ، طرحت عليها مقدمة برنامج " ٦٠ دقيقة " سؤالا يخص العقوبات المفروضة على العراق ، وهل يوجد لديها تبريرا لتلك العقوبات التي حرمت الشعب العراقي من الغذاء والدواء ، وفيما أشارت مقدمة البرنامج خلال مجرى المحادثة الى مقتل ما لايقل عن ٥٠٠ الف طفل عراقي جراء العقوبات ، لم تحاول اولبرايت دحض ذلك الرقم ، وعندما سئلت " هل الثمن يستحق ذلك ؟ " أجابت نعم " نحن نعتقد ان الثمن يستحق ذلك "

وكان قرار اولبرايت الاستمرار في فرض العقوبات خلال سنوات خدمتها كوزيرة للخارجية قد نجم عنه تقديم دينيس هاليدي ، المسؤول البارز في الأمم المتحدة استقالته من منصبه ، ولاحقا وفي صيف عام ١٩٩٩ ، خلص هاليدي الى أن حوالي مليون ونصف عراقي قد ماتوا بسبب العقوبات ، إما لسوء التغذية أو للرعاية الصحية المتردية ، وقد وصف تلك السياسة بأنها " إبادة "

وقال أن الولايات المتحدة وحلفائها كانوا يعلمون بقصد انهم يقتلون الآلاف من العراقيين كل شهر ، وإن ذلك التعريف يناسب كلمة " إبادة " ، متسائلا الى أي مدى ينبغي على السكان المدنيين الأبرياء يكونون عرضة لمثل تلك العقوبات القاسية لشئ هم لم يكونوا فعلوه .

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك