نعيم الهاشمي الخفاجي ||
تمر علينا الذكرى ال ١٩ على سقوط نظام صدام جرذ العوجة الهالك، أسوأ وأقذر طاغية مجرم حكم العراقيين بالحديد والنار، حرق الحرث والنسل، طاغية مستبد فاق اجرامه إجرام الأشرار بجميع العصور السالفة بتاريخ العراق القديم والحديث، انا عشت جزء كبير من حياتي تحت حقبة نظام صدام الجرذ، كان فعلا نظام وحشي متوحش، لم يسلم من إجرامه حتى خدمه وأعوانه من قتلة الشعب، يوم التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ يوم مختلف تماما عن بقية الأيام والشهور والسنين، هذا اليوم كان بمثابة أساس لنهاية أقذر طاغية، يوم سقوط الصنم ورغم تعرض البلد لاحتلال دولة عظمى لكن رأينا قدرة الله عز وجل تجلت في كيفية إذلال الطغاة، وقد وردت هذه الآية بقوله تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} [الحج:40].
شاءت الحكمة الإلهية أن صدام الجرذ ونظامه الفاسد وصل للحكم عبر قطار أمريكي بريطاني، لكن نفس هذا القطار الذي اوصله قام في إسقاطه وإذلاله، يوم التاسع من نيسان أسس لحقبة جديدة وتبقى ذكراه عميقة في ذاكرة العراقيين الذين تكالبت عليهم كل قوى الشر والظلام، الشعب العراقي ضحية مخططات دول الاستعمار التي هي رسمت حدود العراق وتقصدت في دمج ثلاث مكونات غير متجانسة مع بعض ولم يشرع لنا المحتل دستور يكون هو الحاكم ويضمن مشاركة السنة والأكراد والشيعة بالحكم بشكل متساوي، ورحم الله الدكتور الأمريكي هنري فوستر الذي كتب أطروحته للدكتوراه في جامعة لندن عام ١٩٣٢ أسماها نشأة العراق الحديث تطرق أن بريطانيا وفرنسا تقصدوا بدمج ثلاث مكونات غير متجانسة مع بعض وعدم عمل دستور مثل ما عملت بريطانيا دستور للهند ليبقى العراق يعاني من صراع قومي مذهبي ليبقى دولة فاشلة يسهل السيطرة عليها، وهذا للأسف ما هو حاصل بساحتنا العراقية في كل الحقبات طيلة المائة عام الماضية، لولا هذا الصراع القومي المذهبي لما تم إسقاط نظام الزعيم عبدالكريم قاسم، ولما استهدف الارهاب الدولة العراقية بعد سقوط نظام صدام الجرذ الهالك، حقبة نظام البعث هي أسوأ حقبة زمنية مظلمة عرفها التاريخ المعاصر عندما تكالبت على شعب العراق كل قوى الشر والظلام، قوى الاستعمار اوصلت صدام الجرذ للحكم ودفعته لشن حروب غير مبررة وصمتت عن جرائمه بحق الشعب العراقي، أن الارهاب الذي استهدف العراق هو نتاج حقد مذهبي بغيض والغاية النيل من أصالة وحضارة وتاريخ العراق، قوى الاستعمار مكنت صدام الجرذ للوصول إلى السلطة وأصبح من المستحيل اسقاطه من خلال الشعب العراقي بسبب الانقسامات المذهبية والقومية التي هي كانت موجودة وأيضا اججها صدام الجرذ واستفاد منها كثيرا، القوى الغربية هي من زودت صدام الجرذ في الأسلحة الكيماوية من خلال شركات غربية تم تزويد صدام الجرذ عتاد قنابل مدفعية كيماوي وكذلك صواريخ راجمات وصواريخ طائرات، وعندما أرادوا إسقاط نظام صدام الجرذ كانت حجتهم أن صدام يمتلك أسلحة دمار شامل، وعدم تعاونه مع فرق التفتيش، أيضا جائت أحداث سبتمبر وثبت بوجود علاقة مابين صدام الجرذ وتنظيم القاعدة في أحداث 11 ايلول2001 وغيرها، ولازالت العلاقات جيدة ليومنا هذا مابين فلول دولة البعث والمجاميع الوهابية القاعدية الداعشية التكفيرية ليومنا هذا.
بتلك الحقبة كانت فترة سقوط السوفيت وتفردت أمريكا بزعامة العالم، لذلك تم تجاوز مجلس الأمن وشن الحرب واحتلال العراق الذي هو عضو في الأمم المتحدة.
بكل الأحوال الذي يدرس كتب التاريخ يجد هلاك الكثير من الطغاة على ايادي طغاة وملوك وزعماء دول عظمى أخرى احتلت بلدانهم وعاثت بهم قتلا،
يقول الله عز وجل في سورة النمل{
إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ}. (34).
ماحدث حكمة إلهية سواء آمنا بها أم لم نؤمن، الله عز وجل جعل نهاية حكم صدام الجرذ الهالك على ايادي جورج بوش بمساعدة الدول العربية صنيعة الاستعمار.
النظام السياسي الحالي لم يبنى بشكل جيد وصحيح، من خلال إيجاد وسيلة جيدة في جمع المكونات المذهبية والقومية الثلاث بشكل واضح وعلني لإنهاء الصراع، ومن المؤسف قبل ساسة العراق الجديد في المحاصصة الطائفية والعرقية، وبانت منهجا لأغلب المتصدرين للمشهد السياسي، وكان يفترض مصارحة الشعب بوجود مشكلة الصراع القومي المذهبي بدل تشكيل حكومات محاصصاتية والأسوأ مع فلول البعث حيث تم ضمهم إلى الحكومات ومن اسوأ شراذم فلول البعث الانجاس ومن الذين لم يستطيعوا مغادرة ثقافة الكراهية والثأر البدوي والانتقام والتآمر …..الخ.
شعب العراق يعاني من صراعات قومية مذهبية منذ يوم ولادة العراق الحديث، ساسة المكون الشيعي يعلمون علم اليقين أن العراق ساحة للصراع الدولية، رفضوا إيجاد وسائل تمكنهم من التخلص من فرض حكومات محاصصاتية على الحكومة المركزية في بغداد، كان يمكن تجاوز فرض المحاصصة من خلال إقامة حكومة إقليمية للوسط والجنوب خارج مجال التدخل الأمريكي في فرض محاصصة، تبقى حكومة المركز شكلية والحل والربط بيد حكومة إقليم الوسط والجنوب، اكيد كلامي لايستسيغه الكثير من ساسة واتباع الاحزاب الشيعية العراقية، هؤلاء ورغم قتل ملايين البشر والاضطهاد ليومنا هذا لايعلمون أن العراق يعاني من صراع قومي مذهبي، رحم الله هنري فوستر في كتابه نشأة العراق الحديث شرح لنا حقيقة الصراع القومي والمذهبي الذي ولد مع ولادة الدولة العراقية الحديثة ليبقى العراق دولة فاشلة بسبب الصراع القومي المذهبي ليسهل السيطرة عليه.
بغض النظر عن أقوال ابناء الشعب العراقي حول يوم التاسع من نيسان (وهو يوم قيام أمريكا باسقاط النظام الصدامي في عام 2003 ) هل هو يوم اسود او ابيض او رمادي او بني في تاريخ العراق .
بلا شك يوم سقوط نظام صدام الجرذ كان يوم عظيم بل لا ابالغ حتى الأموات بقبورهم فرحوا بسقوط هذا العتل الزنيم،
لنتكلم بصراحة ولننظر إلى أنفسنا ووضعنا قبل وبعد سقوط صدام الجرذ الهالك وبعيدا عن النرجسية والتفلسف والتمنطق في مصطلحات التخوين والاتهام إلى أعداء التاسع من نيسان في انهم خونة وبعثية، بحقبة البعث ليس بإمكان الشعب العراقي إسقاط نظام صدام الإجرامي ولولا الله عز وجل هيأ الظروف والمسببات إلى جورج بوش في كسر شوكة صدام والبطش به لما سقط نظام البعث ابدا بظل وجود الانقسام المذهبي والقومي ووجود ثروات البترول والمعادن …. الخ.
الله سخر بوش واسقط صدام الجرذ ولولا تدخل بوش لبقي نظام البعث جاثما على صدر العراق الى يومنا هذا،فلا أحد ينسى جرائمه إزاء الشعب العراقي.
سبق للشعب العراقي عمل ثورة آذار عام ١٩٩١ كانت ربيع عربي شارك الشيعة والأكراد بهذه الثورة، لكن النظام قمع ثورة آذار الشعبية بدعم من ملك السعودية وموافقة من جورج بوش الأب حسب مذكرات نورمان شوارزكوف قائد عملية عاصفة الصحراء لتحرير دولة الكويت، نظام صدام الجرذ قمع انتفاضة وثورة آذار وارتكب مجازر وحشية لا يسلم منها أحد قتل نصف مليون عراقي في الوسط والجنوب ورأينا هروب مئات آلاف الأكراد من اربيل وسليمانية في اتجاه تركيا وإيران، الشعب اشترك بالثورة الشعبية لإسقاط صدام وتحررت ١٤ محافظة عراقية لكن أبناء ثلاث محافظات سنية هم من وقفوا مع صدام الجرذ وهم يمثلون غالبية الضباط وقادة الجيش العراقي وهم من قمع المنتفضين في وسط وجنوب العراق، لذلك سقوط النظام الصدامي على يد أمريكا هي رحمة إلهية لصالح الشعب العراقي رغم كل شيء حدث بعد سقوط البعث .
الفوضى والخراب والقتل والإرهاب كان نتيجة حتمية لزوال نظام ديكتاتوري، لأن العناصر الإرهابية التي تقتل وتفجر هم من دولة البعث الساقطة، رغم أن زوال الديكتاتورية الصدامية الجرذية فتح امام الشعب مستقبلا زاهرا وكان ممكنا جدا بناء عراق مزدهر، لكن المشكلة أن المكون الذي يمثل حاضنة لفلول البعث اعتبر سقوط نظام صدام الجرذ هو سقوط للمكون السني، ماحصل من خراب بعد السقوط سببه فلول النظام الصدامي الساقط، بحقبة نظام البعث صدام الجرذ حكم بعقلية مذهبية قومية، لذلك قتل الروح الوطنية والانتماء الوطني وجعل الولاء للبعث وللحكم السني هو الولاء الوحيد المطلوب من العراقي إثباته، العراق كان سجنا كبيرا لغير المنتمين للبعث لنكون صريحين سجن للشيعة والاكراد وكل شخص ومكون لايدين للبعث، تقصد صدام الجرذ وجلاوزته البعثيين من القضاء على الروح الوطنية والانسانية لدى قادة فلول البعث وغالبية المكون البعثي السني العراقي، يفكر هؤلاء أنهم هم الاحق بحكم العراق والباقي عبيد لهم، في ذكرى التاسع من نيسان 2003 وبعد مضي ١٩ عاما لم يزل العراقيون مختلفين في تصنيف ما حدث في هذا اليوم، فالبعض يعده يوم تحرير من نظام فاشي مستبد،بينما يراه البعض يراه استهداف للسنة، الحقيقة المرة أن مسؤولية دمار العراق وما حدث فيه بعد هذا التاريخ وقبل تاريخ سقوط نظام صدام الجرذ يوم التاسع من نيسان تقع على عاتق الطرفين صدام الجرذ واميركا، لولا سماح أمريكا لصدام في قمع انتفاضة آذار عام ١٩٩١ لسقط نظام صدام الجرذ، لكن وجود البترول والخيرات بالعراق باتت وبال على الشعب العراقي، لايختلف اي منصف أن مسؤولية تداعيات الوضع العراقي الحالي يتحمل مسؤولية الكوارث هم ساسة الأحزاب السياسية التي حكمت العراق بعد 3003 وفشلت في الاستفادة من التغير واستثمار النظام الديمقراطي وفسحة الحرية التي توفرت بعد سقوط البعث ونظامه الدكتاتوري وإيجاد نظام يقطع الطريق لعدم عودة الدكتاتورية مرة ثانية من خلال إيجاد وسائل جديدة في حكم العراق من خلال دراسة تجربة وجود عدة اقاليم تمنع انفراد طرف بالسلطة واضطهاد الاخرين.
ربما هناك اختلافات في فهم عملية إسقاط نظام صدام الجرذ، يفترض أننا نتفق جميعا على أن التاسع من نيسان شهد سقوط نظام فردي دكتاتوري تسلط على رقاب العراقيين لفترة طويلة من الزمن، من لايتفق مع غالبية الشعب من الخلاص من صدام الجرذ فهو عديم الضمير والانسانية، بعد سقوط نظام البعث توفرت فسحة من الحرية لجميع العراقيين بما فيهم رؤوس فلول البعث، عمر فيزي الهزاع كان لواء ركن وقريب من صدام الجرذ أعدم هو وولديه أحدهم ضابط برتبة رائد والثاني ضابط برتبة نقيب بعد زجهم بالسجن بسبب عمر فيزي الهزاع تكلم بكلمة بمحضر صدام الجرذ ورغم قرابته تم إعدامه مع ولديه وفي شهر رمضان وكان صائما مع وولديه، بغض النظر عن الأحداث والقتل والإرهاب وعدم الاستفادة وتوظيف او استثمار عملية خلاصنا من صدام الجرذ بصورة صحيحة إلّا أننا أصبحنا أمام نظام تعددي يعتمد الدستور والقانون في تنظيم الحياة بعيدا عن القرارات الفردية البعثية الطائفية التي دفع العراقيون ثمنها لسنوات طويلة، افتعل الحروب والجرائم الوحشية التي تم ارتكابها من قبل أزلام النظام بحق أبناء الشعب بمختلف قومياته وطوائفه، وبلا شك الشيعة والاكراد تحملوا الوزر الأكبر من جرائم صدام والبعث الطائفي الشوفيني.
عندما تم إسقاط صنم صدام الجرذ في ساحة الفردوس في العاصمة بغداد بظهيرة التاسع من نيسان عام 2003 عملية إسقاط الصنم كانت نهاية حكم الشخص الواحد ونهاية تاريخ من الظلم والتعسف دفع العراقيون ثمنه كبيرا ومؤلما لعقود من الزمن، كان فيها النظام يحارب المثقف والمعارض وأصحاب الرأي بل يحارب من يرى حلم في منامه في سقوط نظام صدام الجرذ، صدام العتل الزنيم أدخل البلاد في حروب طويلة كلفت العراق ملايين البشر ناهيكم عن جرائم الاعدامات والقتل المنهج، ياسبحان الله ختم معاركة بمعركة غير متكافئة مع اقوات الولايات المتحدة الأميركية ومعسكرها، كان صدام الجرذ يحلم انه يقود معركة المنازلة الكبرى مابين الخير والشر وإنه عبدالله المؤمن، لكن للظاهر كان يحلم بل حلمه تحول إلى كابوس حقيقي وسقط نظام حكمه بطريقة مذلة، هناك حكمة عربية تقول يا أخي دع الأقدار تقتص من الأشرار حين لا تكن لديك القدرة على فعل شيء ما معهم.. ..دعها .
ماحدث من إرهاب وقتل بعد سقوط نظام البعث، من نفذ الأعمال الإرهابية هم بقايا دولة البعث من الاجهزة الأمنية والعسكرية والقمعية، بشهادة زملاء لي ضباط سنة من سامراء وكركوك اتصلوا بي وأنا دائما اتصل بهم، اعطوني اسماء ضباط كانوا معنا من تكريت وسامراء وبيجي يشغلون زعامة مجاميع ارهابية، حتى أن ضابط سني نعيمي قال لي يا اخي من غير المعقول جميع العصابات الإرهابية هم من ضباط الجيش السابق والحرس الجمهوري وللحكومات المتعاقبة تعطيهم رواتب تقاعدية بشكل جدا كبير، دخول البلاد في دوامة الارهاب والحرب الطائفية كانت ولازالت من تنفيذ فلول البعث وغالبية مكونهم السني، سبب عدم اكتمال فرحة العراقيين بما حدث في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ ان الحكومات العراقية المتعاقبة، حكمت بعقلية أشخاص معارضة، ليس من المعقول واجب رئيس وزراء يجمع ملفات بتورط ساسة المكون البعثي في الإرهاب، فكر بعقلية ساذجة أنه بمرور الزمن أمريكا بعد سحب قواتها تترك العراق ويستطيع معاقبة المتورطين بدعم الإرهاب، هذا تفكير ناس جالسه في مقاهي وليس ناس تخطط للمستقبل ضمن خطط استراتيجية، للأسف بعد سقوط نظام صدام الجرذ لم تحقق الحكومات المتعاقبة أحلام أبناء الشعب العراقي في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأسباب كثيرة، إن ساسة العراق الجديد وبالذات ساسة المكون الشيعي وبشكل خاص الإخوة في حزب الدعوة حكموا بعقلية ناس معارضة ولم يستعينوا بالجماهير لتاديب فلول البعث، ليس من المعقول تنهي الارهاب بدون أن تعدم العناصر الإرهابية المتورطة في عمليات الذبح والقتل، في سوريا القوى الإرهابية حاصرة دمشق وحاصرة بلدات شيعية ومحافظات موالية للحكومة، لكن لم نشاهد مظاهر تفجير المفخخات بالأسواق، السبب ان رد الحكومة السورية يكون مزلزل في إعدام عشرات الإرهابيين بعد كل عملية إرهابية تقع، ويتم استهداف حواضن القوى الارهابية، لذلك تضطر الحواضن للضغط على المجاميع الإرهابية بعدم تنفيذ عمليات ارهابية، على عكس العراق، الحكومات العراقية تخدم الارهابين ويسكنهم في فنادق وتعطيهم رواتب مليونية وتوفر لهم خدمات أفضل من المواطن العادي، لاكون صريح لو انا نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي لو كنت بعثي ومذهبي سني لحج لي السفراء وساسة شيعة العراق ولاعطوني حقوق كاملة أكثر مما انا استحق ذلك، هناك شعور بعقدة الدونية والنقص لدى الكثير من ساسة أحزاب شيعة العراق، وقعت أخطاء كارثية رافقت العملية السياسية ومازالت مترسخة فيها، العجيب يرفضون وجود صراع قومي مذهبي و يرسخون المحاصصة ويصمتون عن الفساد الاداري والمالي، يقربون النطيحة والمتردية، يعادون الشخصيات الشيعية الشريفة والمناضلة، يختلق ساسة أحزاب الشيعة وبالذات الإخوة
ساسة حزب الدعوة أعداء لهم من أبناء جلدتهم بدون سبب، غابت عن عقليتهم كسب زملاء رفاق الدرب والنضال والجهاد، كل عقل ساسة أحزاب شيعة العراق بناء دولة مؤسسات مع أراذل فلول البعث، الإمام علي ع قال من آمن العقاب أساء الأدب، لذلك للأسف تجد هناك من يستهدف كل رمز ومقدس للمكون الشيعي بلا مبرر، وإنما لأسباب مذهبية مقيتة، لنكون صريحين الحكومات كلها محاصصاتية لذلك الفشل ليس فقط فشل إلى الأحزاب الإسلامية الشيعية، وحتى لو كان هناك فشل إلى الأحزاب الشيعية فهذا لا يعطيك مبرر للتهجم والنيل من مقدسات الشيعة.
نجح فلول البعث في تفجير آلاف المفخخات بوسط مدن الشيعة، ونجحوا في حرمان المواطنين من الكهرباء من خلال استهداف أبراج نقل الطاقة ومحطات التوليد، نجح ساسة فلول البعث بسرقة أموال الكهرباء واموال وزارة الدفاع والزراعة والصناعة واستطاعوا شل عمل الحكومات، عجز ساسة أحزاب الشيعة في فرض هيبة الدولة، عجزوا عن إعدام الذباحين، الكثير من ساسة الشيعة سلموا مشاريع الأعمار لعناصر فاسدة سرقة الأموال…..الخ عمت الرشاوي وأصبح حلم المواطن أن يحصل على وظيفة حتى لو كان شرطي او كناس، كل هذه الأمور جعلت الحاضنة الشيعية تحقد على ساسة أحزاب الشيعة، الدول الكبرى تخطط والعراق ساحة للصراعات الدولية، صرفت مليارات الدولارات في تجنيد عملاء لصالح الدول الاستعمارية من خلال منظمات مدنية او حقوقية ….الخ تم خرق البيئة الشيعية بسبب الجهل وتعمد غالبية الكتاب الشيعة الإسلاميين في عدم ذكر حقيقة الإرهاب ودينه ومذهبه والدول الداعمة له وإلقاء التهمة على المحتل فقط، بل عمدت صحف ومواقع الشيعة الإسلاميين محاربة كل كاتب عراقي شيعي يسمي الإرهابيين في أسماؤهم الصحيحة بحجة أن هذا الكاتب طائفي ….الخ بيئتنا الشيعية تعيش في غفلة وسذاجة تحتاج من يكتب ويقول الحقيقة بدون خنوع وانبطاح.
الانتخابات الأخيرة ورغم كل ما شابها من تدخلات اقليمية ودولية وتزوير لكن هناك عزوف كبير من الغالبية العظمى من أبناء شيعة العراق بسبب تصرفات وأخطاء ساسة الأحزاب، كان ولازال في استطاعة أحزاب الشيعة او ما يسمى في أحزاب الإطار كسب الجمهور الشيعي بشكل قوي، لم تبقى لدى ساسة أحزاب الإطار إلا ورقة واحدة رابحة وقوية وهي الدعوة إلى إقامة إقليم وسط وجنوب قوي لا يخضع إلى المحاصصة، وتكون حكومة إقليم الوسط والجنوب هي الحاكمة الحقيقية وهم من ينصبون ساسة حكومة بغداد الفدرالية الشكلية، وجعل الحشد نواة الجيش إلى إقليم الوسط والجنوب، وتوزيع الثروة بشكل عادل للجميع، والسماح للمحافظات في التعاقد لدعم إقامة ومصانع للقطاع العام وكذلك دعم القطاع الخاص، عندما يبدأ الأعمار عندها يأتي الكثير من مناطق السنة للانضمام إلى إقليم الوسط والجنوب او الانضمام إلى إقليم بغداد الكبرى ويتم حصر اراذل فلول البعث في نصف محافظة، سبق للمرحوم السيد عبدالعزيز الحكيم تبنى مشروع الوسط والجنوب ومشروع إقليم بغداد الكبرى الذي يصل في بعض المناطق إلى مناطق الأكراد، في انتخابات عام ٢٠١٨ محمد الطائي تبنى إقامة مشروع البصرة دخل إلى الانتخابات مع قائمة المواطن للسيد عمار الحكيم، بسبب تبنيه لمشروع الإقليم حصل محمد الطائي على أصوات اوصلت خمسة نواب من البصرة لكتلة سيد عمار الحكيم للبرلمان، لكن عندما سجن محمد الطائي في الإمارات الكتلة تخلت عنه ورشحت نائب بديل عن النائب محمد الطاىي الذي كان سجين في دولة الامارات، انا اكتب قناعاتي واكتب عن خبرة ومعرفة ولست ببغاء، وقرأت تقارير لمراكز دراسات استراتيجية غربية قالت وجود إقليم وسط وجنوب بالعراق يعني سيطرة الشيعة على النظام السياسي بالعراق إلى الأبد، لكن هل ساسة الاحزاب الشيعية يفهمون هذه الحقيقة، اقولها وبصراحة لايفهمون ذلك ابدا لأنهم غير مطلعين على آراء وكتب ودراسات المراكز الاستراتيجية السياسية الغربية، بل وجود إقليم وسط وجنوب قوي مفيد للشيعة بالخليج والعالم ومفيد أيضا إلى الجارة ايران، انا للعلم عضو في حزب يساري دنماركي ولست غبي وجاهل أفهم مايدور حولي وفي المنطقة.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
9/4/2022
https://telegram.me/buratha