عبدالجبار الغراب ||
كان لتلازم وضوح الأهداف الثورية لجمهورية إيران الإسلامية وترابطها الوثيق ما بين إستعادة الدولة الإيرانية من حضيض الخنوع والإرتهان للغرب والأمريكان والصهاينة التى كانت عليها بفعل كامل الولاء والطاعة لحكام إيران لعقود بحكم الشاة محمد رضاء بهلوي قبل عام 1978 والمصداقية التامة في التنوير لمنهج الدين الإسلامي والتي أنتهجها السيد القائد الإمام الخميني رضوان الله عليه في بلوغ النجاح والوصول بالشعب الإيراني نحو الطريق الصحيح للبناء والنهوض جاعلا من مقدساتهم الدينية محل إهتمام ورشاد ليربط الثورة بالقضية الفلسطينية خطواتها العظيمة في النجاح التي حققتها الثورة الإسلامية في إيران.
فكان للإمام الخميني ذلك المنهج الإسلامي وطريقه الإيماني ومسلكه التنويري الجاعل من الإسلام مركز ثقل عالمي له حجمه الكبير ومفهومه الواسع العظيم بكل ما يمتلك المسلمون من مقدسات هي حقهم ومملوكة لهم ولابد ان تتجتمع الأمه كلها لإستعادة ما اغتصبه الأعداء من مقدسات دينية هي في إطار مخططات الغرب والإمريكان لأغراض تصغير وتقزيم دين الإسلام والمسلمون عبر الاحتلال لمقدساتهم الدينية وما الأقصى الشريف الا المحطة المرتبة منذ عقود لإبعاد المسلمون عن كل ما يرتبط بهم من مقدسات وأماكن دينية , وهذا ما نجحت عليه قوى الشر والاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل وبريطانيا بحتلال أرض المعاد فلسطين ومواصلتهم لذلك المخطط في الإستحواذ على باقي المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة المنورة وخنوع حكام المملكة السعودية لكل ما يمكن الأمريكان والصهاينة في تحقيق النجاح في أبعاد المسلمون عن مقدساتهم , وما كل مجريات الأحداث وإفتعال الحروب وخلق الأزمات ومنع الحج من الحجيج الى مكة والمدينة والوقوف في جبل عرفات لأسباب واباطيل وحجج فيروس كورونا لا تصل لحقيقة الإفتعال الصحيح الا أرضاء لأمريكا وإسرائيل.
فيوم القدس العالمي مثل نواه لها تمركزها المحوري لكامل المسلمين في العالم والذي توسعت مدلولات عظمته في الإنتشار لكل أصقاع وأرجاء دول العالم ليعرفوا معاني العزة والكرامة لما يقوم به شعوب العالمين العربي والإسلامي في إحياء يوم القدس للتذكير بمكانة القدس ومسجدها الأقصى الشريف في قلوب كل المسلمون وأحقيتهم في إسترجاعه من أيادي الصهاينة المغتصين لأرض فلسطين ومسجدها العظيم الأقصى الشريف.
فالعظمة والشكر والإمتنان لقائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام الخميني عليه من الله افضل وأزكى السلام لما أخذ من روافد الدين الاسلامي الحنيف ملازمة ثورية إرتبطت بمحتويات الإستعادة والتمكين بجعل السيادة الكاملة للدولة الإيرانية وجعل القرار لها والنظر الى المقدسات الإسلامية جزء عظيم لا يمكن فصله تماما عن حرية وكرامة الشعب الإيراني , فالقدس والثورة الإيرانية وفلسطين كانت محطة واحده لها الإشتعال لتحقيق آمال وتطلعات العالمين العربي والإسلامي بالتحديد , لتتكون على إثر هذا الإختيار السديد والذي حدد معالمه ومداميكه الأولى السيد الخميني بتحديد يوم من كل عام وفي أخر جمعة من شهر رمضان ذكرى وتذكير بمقدسات المسلمين المنهوبة منذ عقود ,ليتطور مع سنوات الإحياء لهذه الذكرى كل معاني القيم والأصالة التي غرست كل جوانب الحب والاعتزاز بالمقدسات الإسلامية وضرورية النضال والكفاح حتى تحقيق الانتصار لإستعادة القدس الشريف ,ليبرز على ضوء كل هذه الجوانب مختلف فعاليات الأعمال الساعية لمواجهة قوى الشر والإستكبار العالمي, لتنجح دول بعينها كالجمهورية الإسلامية الإيرانية ومعها محور مقاومة لدول عربية في الوقوف بحزم وإصرار ضد سياسات الغرب والأمريكان وممارستهم الإستكباريه لفرض أجندتهم الخبيثة في المنطقة لتحقيق مطامع الصهيونية العالمية في التوسع والإنتشار على حساب أراضي العرب والمسلمين.
فالمحطات عديدة ولها قيمتها العظيمة التي توالت بها سنوات الإحياء لهذه الذكرى المجيدة في شتئ النواحي والمجالات فمن التلاحم والإصطفاف الذي تصاعد وبخروج مئات الملايين من المسلمون لإحياء يوم القدس العالمي في مختلف دول العالم وبذلك الزخم الشعبي المنقطع النظير وحتى في دول كاليمن السعيد خرج الشعب عن بكرة أبيه وبرغم العدوان عليهم والحصار سجلوا رقما قياسيا بعشرات الملايين في ساحات وميادين المدن والمديريات ساندين الفلسطينيين بارواحهم وبالأموال أرسلوها بمئات الملايين , حتى انه كان للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي كلامه الأخوي بمقاسمة لقمة العيش مع الفلسطينين دليل عظيم لمعاني الإلتحام وجعل القضية تخص جميع المسلمون!! الى القوة والتطور والتصنيع والبلوغ حتى الى الضرب المباشر لإسرائيل عنوان أطلقه سيد المقاومة اللبنانية حسن نصر الله بجعل الإعتداء على المسجد الأقصى معادلة جديدة لها مواجهتها المباشرة مع الكيان الصهيوني وعلى الجميع الدفاع عن المسجد الأقصى وليست معنيين بالفلسطيين فقط.
تاريخ عظيم للعالمين العربي والإسلامي على وجه التحديد مثله الإحياء السنوي ليوم القدس العالمي : لما كان لتعاظم الإدراك والإستفهام الغائب منذ عقود من الزمان بفعل أسباب كان ورائها الغرب والأمريكان قاصدين خلق التيهان للشعوب العربية والإسلامية باستخدامهم الحكام كأداة فرضوا عليهم أجندتهم وأهدافهم ,وما ان تسارع الإستشعار الكبير وبروز وظهور دول مقاومة لمخططات أمريكا وإسرائيل ولكامل الشعوب العربية والإسلامية بجعلهم القضية الفلسطينية قضيتهم المركزية خرجت الأوراق الأمريكية لجعل الخونة والمتصهيين من ملوك وأمراء الأعراب كحكام الإمارات والبحرين والمغرب والسودان يعلنون التطبيع مع إسرائيل بفعل نتائج واضحة لخسائر متراكمة في معاركهم العسكرية في اليمن وسوريا والهزيمة المدويه لإسرائيل بمعركة سيف القدس وطردهم من العراق وخسارة خياراتهم السياسية والتحريضيه في لبنان والنجاح الكبير والتقدم والنهوض في إيران وفرضهم للشروط العادلة التفاوضيه حول الملف النووي , ليكون لفارق العقود السابقة من الضياع والتيهان المقصود من قوى الشر والإستكبار العالمي لتشتيت الأفكار وتعمد الإفتعال لأجل نسيان فلسطين والقدس خلاصة محصلات نجاح حققته عظمة الإختيار لقائد الثورة الإسلامية في إيران بجعل أخر جمعة من شهر رمضان في كل عام يوم القدس العالمي هنا برزت الأهمية العظمى لمثل هكذا اختيار والأدوار العديدة الواجب فعلها كدول وجماعات ومثقفين وكتاب ومفكرين لحمل قضية هي الأم والأساس وانه على الجميع الإدراك وتحمل المسؤولية وانه عليهم المعرفة بأنه لاتقوم لأمه قائمة أضاعت مقدساتها وأهملت معتقداتها وباعت أوطانها. والعاقبة للمتقين.
https://telegram.me/buratha