التقارير

منهج البعث في النفاق السياسي


اسعد عبدالله عبدعلي ||

 

مازالت ذكريات العهد البائد حاضرة في مخيلة جيل الحصار, ذلك الجيل الذي عاش اتعس الايام تحت حكم العفالقة وطاغيتهم صدام, ويمكن ان نسترجع شريط الذكريات, لنكتشف بشاعة تلك السنين, ومدى الحرمان والقلق الذي عشنا فيه, فنستذكر حقيقة ان صدام المجرم فعل كل انواع القبائح البشعة جدا, فمن مذابح الانفال عام 1989, وقتله الاف الاكراد بضربة كيمياوية من دون رحمة, الى حرب الكويت 1990 وقتل مئات الاف في سبيل اوهامه وجنونه, ثم مذابح الثورة الشعبانية 1991, حيث قام بصنع تاريخ المقابر الجماعية لمحافظات الوسط والجنوب, لكن مع كل هذه القبائح التي فعلها صدام وحزبه, كان دوما لا يستحي مما فعل! بل ويتكلم بكلام الاخيار, او انه مختار من قبل الله عز وجل لمحاربة الاشرار, وان الحق فقط معه! وكل من يحاربه يكون هو الباطل ولا غيره, انه المنهج الصدامي وما اكثر السائرون عليه هذه الايام.

لتحدث قليلا عن بعض ما فعله صدام المنافق وسجله التاريخ, والغريب ان نتائج افعاله مازالت موجودة.

·      شعار التدين والايمان

عاد صدام وبعد كل ما فعله قبائح واجرام ليعلن للجماهير العراقية والعربية انه عبدالله المؤمن! وانه يمثل السلطة الدينية في الارض, واطلق الحملة الايمانية, باعتبار انه المؤمن الكبير ويريد ان ينشر الايمان في ارض العراق, وباطن هذا الامر هو مخطط بعثي مخابراتي لاختراق الصفوف, ومحاربة النهضة الاسلامية التي حصلت ببركات الثورة الشعبانية, وقد حقق له هذا المخطط ما اراده وعبر النفاق السياسي المعلن.

فمنهج العفالقة والبعثية هو ان يكون المعلن الجميل غطاء لباطن قذر جدا, هكذا اسس العفالقة منهج خطير للتلاعب بالجماهير, وفرض الارادات والتمسك بمبدأ المزايدات, واليوم هو منهج يعمل عليه المتأثرين بالبعث الكافر او من تتلمذ على يديهم, فلا تصدق ايها القارئ ما تسمعه من شعارات سياسية جميلة, فباطنها قذر مثل اهلها.

·      شعار العداء لامريكا واسرائيل

كان صدام والته الاعلامية كثيرا ما تتحدث عن العداء لأمريكا واسرائيل وكانت شعاراته ضدهما, مع ان الدعم الامريكي لصدام في حربه ضد ايران كان غير محدود, حتى دخول الكويت كان بإشارة من امريكا, وهو كان لا يخالف الارادة الأمريكية, وكل الاشارات تؤكد ان صعود صدام للحكم كان بعون امريكي مختبراتي سري, وكان الهدف من ايصاله هو محاربة ايران, فكان صدام مجرب عربة تدفعها امريكا.

كذلك شعارات اليوم: فان بعض من يرفعها هي فقط للاستهلاك المحلي, وللضحك على جماهيرهم الساذجة, والتي تصدق كل ما يقال من دون ان تفكر! والسبب الامية والجهل التي تسبح به.

·      اسلوب المزايدة لتسقيط الاخر

كان صدام يدعي تمسكه بقضية هو بالأصل لن يفعلها, لأنها لا تناسب طموحه النتن واجرامه, مثل يدعي عبر الاعلام فقط انه يريد انهاء الحرب مع ايران, وانه يسعى للسلام عبر الطرح الاعلامي فقط, مع انه واقعا لا يقوم باي خطوة لتحقيق هذه الطروحات الاعلامية, بل يستمر بشن الهجومات وقصف المدن بالصواريخ, فهو يريد ان يظهر امام الاعلام والجماهير انه القائد الصالح الطيب الساعي للسلام, وتحت هذه الصورة الاعلامية تكمن حقيقة صدام القذرة النتنة, والغريب الى اليوم نجد الاف السذج يصدق صدام وانه رجل سلام هكذا استغل صدام بلاهة البعض.

وحتى دعوته الاعلامية لتحرير القدس عبر طلبه الاعلامي ارض مجاورة لإسرائيل لغرض تحرير فلسطين, فهي قضية لا يفعلها صدام ابدا لانه صنعية امريكا واسرائيل, فقط كان الهدف منها اظهاره بمظهر صلاح الدين الايوبي, وانه يسعى لتحرير القدس, لكن العرب لا يعطوه الارض ليحقق هدفه الكاذب, وتشكيل جيش القدس كان فقط للاستهلاك الاعلامي, ولأثبات انه صادق في مطلبه, هكذا كان صدام يزايد ليكبر في عقول البعثية والسذج والجهلة والتافهين. 

كذلك من يسير على نهج صدام يستخدم اسلوب المزايدات الاعلامية, ليكبر في عيون السذج والجهلة ويسقط منافسيه.

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك