فهد الجبوري ||
موجات الغبار المتوالية التي تغطي العراق يجب أن تدق ناقوس الخطر لدى الجهات الحكومية والسياسية وكل من يعنيه الأمر ولابد من التفكير الجدي بحلول عاجلة وواقعية لظاهرة تغير المناخ في العراق الذي يعتبر من الدول السبعة في العالم الأكثر تأثرا بهذه الظاهرة الخطيرة .
وكانت وزارة البيئة العراقية قد حذرت في بيانات لها من تفاقم ظاهرة التغير المناخي وقالت " قد يواجه العراق في العقود المقبلة ٢٧٢ يوما من الغبار في السنة ، وهذا الأمر ينذر بالخطر على كل شؤون الحياة ، مالم تقوم الحكومة بإجراءات عاجلة لمعالجة هذه الظاهرة ، ولعل من الأمور التي تساهم في هذا المجال هو زيادة المساحات الخضراء وإنشاء غابات تكون مصدات للرياح .
وفي شهر نوفمبر الماضي ، حذر البنك الدولي من أن العراق قد يعاني من نقص في مصادر المياه بنسبة ٢٠ بالمائة بحلول عام ٢٠٥٠ بسبب تغير المناخ .
وكانت دائرة الأرصاد الجوية العراقية قد قالت في وقت سابق إن ظاهرة المناخ يتوقع لها ان تصبح متكررة بشكل متزايد نتيجة للجفاف ، والتصحر ، وقلة هطول الأمطار .
ويقول الخبراء إن هذه العوامل تهدد بوقوع كارثة اجتماعية واقتصادية في بلد هو في الأساس يواجه مشاكل وصعوبات ناجمة عن سنوات طويلة من الحروب وموجات الإرهاب ونقص الموارد .
وتأثيرات تغير المناخ لا تقتصر فقط على جوانب البيئة والاقتصاد والموارد المائية والصحة العامة ، وإنما تمتد لتشمل المواقع الأثرية والبنايات التاريخية التي تشكل تراث وأرث العراق الحضاري .
وقد نشرت صحيفة الغارديان البريطانية في الخامس عشر من شهر نيسان الماضي مقالة مهمة حول هذا الأمر قالت فيها إن العديد من أهم البنايات القديمة في العالم تتعرض للدمار بسبب تغير المناخ ، حيث تسبب ترسبات الملح المتزايدة في تآكل الطوب الطيني ، وتؤدي العواصف الرملية المتكررة الى تآكل العجائب القديمة .
https://telegram.me/buratha