نعيم الهاشمي الخفاجي ||
لو اجرينا فحص دقيق للدول التي انتجت أسلحة نووية كلهم لم يستطيعوا صناعة سلاح نووي بدون دعم من اللاعبين الخمسة الكبار الذي يحكمون العالم، لايمكن لأي دولة في العالم تنتج سلاح نووي بدون دعم ومساعدة من أحد الدول النووية الخمسة الكبار، المشروع النووي الكوري الشمالي لم يكن نتاج كوريا الشمالية بل بدأ المشروع النووي بحقبة الاتحاد السوفياتي وقبل تهيكل السوفيت، حيث كانت إيران بحقبة الشاه وباكستان والهند وكوريا الشمالية مرشحة للحصول على أسلحة نووية، بعد سقوط نظام الشاه توقف مشروع امريكا في تزويد إيران بسلاح نووي، وبقي الدعم إلى الهند وباكستان وكوريا الشمالية، بعد تهكيل السوفيت الدول الثلاث اجرت او تجارب تفجير نووي في فترة زمنية قصيرة وليست بعيدة، الرئيس لكوري الشمالي كيم جونغ عندما تسلم السلطة سنة 1994 خلفاً لوالده، كانت كوريا الشمالية قد خسرت الدعم السوفياتي، لكن المشروع النووي كان يسير لذلك الرئيس الكوري الشمالي اكمل مشروع إنتاج السلاح النووي من أجل ردع التدخل الخارجي لاسقاط نظامه واستقرار الداخل، تعرضت كوريا الشمالية إلى عقوبات اقتصادية وعزلة، الدعم لكوريا الشمالية كان دعم من السوفيات والصينيين.
التفجير النووي في الهند وباكستان كان الفترة بينهما أسبوع واحد، وفي 13 مايو 1998 فجرت الهند قنبلتين انشطاريتين أخريتين، وبعدها بفترة قصيرة عقدت الحكومة الهندية مؤتمرًا صحفيًا بقيادة رئيس الوزراء أتال بيهاري فاجبايي، وأعلنت فيه أن الهند أصبحت دولة نووية مكتملة الأركان،ما أن أعلنت الهند عن التفجير النووي وبعدها في أسبوع أعلنت باكستان عن التفجير النووي، للعلم المشروع النووي الباكستاني يرجع إلى بعد استقلال باكستان وتحديدا في عام 1962 وافقت الولايات المتحدة الأمريكية على تزويد باكستان بمفاعل أبحاث صغير من نوع الماء الخفيف قدرته 5 ميغاواط والذي بدأ تشغيله عام 1965 الذي شهد أيضًا الشروع في البحث النووي في مدينة راولبندي، باكستان لديها عداء مع جارتها الهند، العالم بالحقبة السوفياتية مقسم إلى معسكرين، السوفيت دعموا الهند وامريكا دعمت باكستان لامتلاك الأسلحة النووية، بعد تفجير الهند وباكستان النوويان، انتهت حقبة امتلاك دول جديدة سلاح نووي.
إيران بعد حرب الثمان سنوات أعادت تنظيم قواتها العسكرية، صادف ذلك انهيار المعسكر الشرقي وتهيكل الاتحاد السوفيتي، وقيام صدام جرذ العوجة الهالك في احتلال الكويت، إيران اشترت أسلحة سوفياتية من المعسكر الشرقي ضمت مئات الدبابات الروسية تي ٧٢ وبأسعار رخيصة جدا، اهتمت إيران في التصنيع الحربي ومنذ حقبة حرب الثمان سنوات، اهتمت بسنوات الحرب في تطوير سلاح الصواريخ البالستية وشاهدنا صواريخ ايرانية ميدانية استعملت في قصف قواطع العمليات في العمارة والبصرة وديالى، شاهدنا استخدام طيران مسير للرصد المدفعي والتصوير لمواقع الخطوط الامامية لمناطق القتال مابين العراق وايران.
بحقبة احتلال صدام الجرذ للكويت إيران أعادت تنظيم قواتها البرية والبحرية والجوية والصاروخية، بحقبة حرب الثمان سنوات وحسب بيانات غربية صدام الجرذ استخدم السلاح الكيماوي ضد إيران اكثر من ٣٠٠مرة وبل استخدم صدام الجرذ السلاح الكيماوي ضد الشعب العراقي في جريمة حلبجة والانفال السيئة الصيت، إيران لم تستخدم السلاح الكيماوي في حرب الثمان السنوات وبشهادة آلاف الضباط والجنود العراقيين الذين شاركوا بالحرب ماعدى مرة واحدة في انفجار قنبلة كيماوية واحدة في قاطع الفرقة ١١ في نهر جاسم في شهر نيسان عام ١٩٨٧ تسببت في تسمم مئات العسكريين العراقيين ووحدات الميدان الصحية قدمت رعاية صحية للتخلص من آثار غاز أعصاب تسبب بضيق تنفس فقط ولم يتسبب بموت أحد، وقيل أن هذه القنبلة الكيماوي حصل عليها الجيش الإيراني من مواقع مدفعية عراقي تمت السيطرة عليها في إحدى المعارك مع الجيش العراقي، إيران تتبع المذهب الشيعي الذي يجرم ويحرم قتل المدنيين، لذلك اجمع فقهاء الشيعة على حرمة قتل الأطفال والنساء لأي سبب كان، لذلك إيران لم ولن تستخدم السلاح الكيماوي او دمار شامل لقتل مدن وقرى يسكنها مدنيين ابدا، المنطلق الديني العقاىدي يحرم ذلك، لننظر لما فعلت داعش وفلول البعث في إبادة قرى ومدن شيعية ولننظر لقوات الحشد عندما دخلت مدن حواضن الإرهاب نفسهم الإرهابيين خرجوا مع أطفال ونساء ولم يتم التعرض لهم وقتلهم او سبي اطفالهم ونسائهم، العقيدة الشيعية تحرم ذلك.
الدولة الإيرانية تتعرض لمحاولات اقليمية وغربية لإسقاط النظام لذلك إيران دعمت قوتها الصاروخية كقوة ردع لضمان عدم مهاجمتها، ايران تدعم قوتها الصاروخية إلى تحقيق توازن رعب للقوى التي تحاول زعزعة أمنها القومي واسقاط نظامها،يقول هذا المستكتب( التحولات والانحيازات الخارجية التي تؤثر في داخلها مباشرة أجبرت جهاز الدولة المؤسس للكيان الباكستاني أن يقدم تنازلات قاسية من أجل حماية قنبلته النووية).
كلام اقل مانصفه بالهراء، عن أي تنازلات يتحدث هذا المرتزق، أمريكا والناتو هي من دعمت باكستان بالحقبة السوفياتية لخلق مشاكل مابين باكستان والهند المدعومة من السوفيت.
بكل الأحوال بعد صراع أمريكا والغرب مع روسيا والصين يمكن إلى روسيا والصين دعم دول أخرى حليفة أو صديقة إلى روسيا والصين في إمكانية امتلاك سلاح نووي مثل إيران وغيرها بظل الانقسام والصراع الدولي الحالي بسبب الازمة الاوكرانية الحالية والتي قسمت لنا العالم الى معسكرين متصارعين بالهيمنة على العالم.
باكستان لم تقدم أي تنازلات من أجل امتلاك القنبلة النووية، بل كان النظام العسكري الباكستاني المتمثل في حكومة ضياء الحق، ومن بعده حزب الرابطة،والجنرال مشرف وحزب وحزب الشعب الحالي والأحزاب الوهابية أمثال فضل الشيطان وليس الرحمن حليفة إلى أمريكا، يحاول بعض المرتزقة و الممسوخين كتابة مقالات ارتزاقية بصحف دول الخليج البدوية للضحك على عقول القراء، لأن هؤلاء المرتزقة مطلوب منهم كتابة مقال حول النووي الإيراني مقابل حصول على أموال لذلك تجد تحليلاتهم تحليلات ساذجة لاتمت إلى الحقيقة في اي صلة.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
9/5/2022
https://telegram.me/buratha