متابعة وترجمة ـ فهد الجبوري ||
كتب الخبير بالشؤون الروسية السكندر كلاركسون مقالة في مجلة ناشيونال انتريست يوم ١٩ مايس ٢٠٢٣، أكد فيها أن انهيار نظام الرئيس فلاديمير بوتين لن يحصل ، ويبقى ذلك مجرد رغبة عند من يتمنى ذلك ، مشيرا الى أن بوتين قد يستخدم الحرب لتقوية قبضته على الحكم .
فيما يلي مقتطفات من مقالة كلاركسون وهو مؤسس معهد كلوبال بوليتيكل اينسايت Global Political Insight ومقره في لندن ، وهو باحث في الشؤون الروسية .
" فيما تستمر الحرب في أوكرانيا بدون نهاية تلوح في الأفق ، يطرح البعض سؤالا مشروعا -وهو هل سيؤدي الصراع الى إسقاط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ؟ "
" إنه سؤال معقول للتفكر مليا ، آخذين بنظر الاعتبار أن " العملية العسكرية الروسية الخاصة " في أوكرانيا لاتسير وفق ما خط…
ويقول الكاتب " إنها حقيقة مؤسفة أن الوطنية تبقى جرعة قوية في روسيا . إن الشعور المتنامي بالفخر الوطني خلال الصراعات هو نتيجة للحروب التاريخية السابقة لروسيا ، وأكثرها أهمية هو معركة الجيش الأحمر ضد ألمانيا النازية . إن النصر في الحرب العالمية الثانية هو واحد من أهم اللحظات المعتبرة والمهمة في التاريخ الروسي ، ويتم الاحتفال به كل سنة في التاسع من مايس بعرض عسكري كبير في موسكو . إن ذكرى مرور ٧٧ عاما على النصر في الحرب العالمية الثانية ، والحرب الراهنة في أوكرانيا يتم تسويقها للروس كقضية نبيلة - للدفاع عن العالم الروسي وحماية شعبه .إنه ليس من قبيل الصدفة أن الكرملين يروج لمزاعم ان روسيا تقاتل النازيين الجدد في أوكرانيا ، وهي تذكير عاطفي بالحرب الوطنية العظمى . ويعتقد الروس ايضا انه من خلال العمل بتحدي العالم بأسره ، كما فعل من قبل الاتحاد السوفيتي ، فإن روسيا تتصرف كدولة عظمى مرة اخرى . الحرب في أوكرانيا هي فرصة للتخلص من عار خسارة الحرب الباردة ، واذلال سنوات التسعينيات ، ووضع الإصبع في عيون الغرب . ولذلك ، ليس مفاجئا أن الحرب في أوكرانيا قد أسفرت عن معدلات دعم شعبية لبوتين بين الشعب الروسي ."
ويضيف الكاتب معلقا " ربما قد تتضاءل هذه الشعبية مع استمرار الحرب لفترة طويلة . ومع الوقت ، فإن الروس يتوقعون نوعا من النصر ونتيجة إيجابية لهذه العملية العسكرية . ومع ذلك ليس من المحتمل أن سمعة بوتين سوف تتلطخ حتى وإن استمرت الحرب طويلا أكثر مما يتمناه الروس . والسبب في ذلك هو القصة المفعمة بالحيوية التي يروجها الكرملين لشعبه - وهي أن ما يجري هو حرب وجودية لبقاء واستمرار روسيا الاتحادية . وقبل الغزو وخلاله ، استمر بوتين في اتهام حلف الناتو بأنه يشكل تهديد " لمستقبل روسيا التاريخي كأمة " زاعما أن دول حلف الناتو ارادت جلب الحرب الى شبه جزيرة القرم . وقد اتهم أخيرا الناتو باستخدام أوكرانيا لشن حرب بالنيابة ضد روسيا "
" ومن خلال استخدام هذا السرد ، سوف يتمكن بوتين من تقوية موقعه من خلال طرح انه الوحيد القادر على حماية روسيا ضد عدوان غربي ملموس ، ومحاولات لتدمير بلاده ."