التقارير

الغرب الديمقراطي تتكشف عوراته بشكل واضح ، وشعاراته الإنسانية لم تعد تنطلي على أحد

1454 2022-05-21

فهد الجبوري ||

 

بغض النظر عن مشروعية الحرب الدائرة في أوكرانيا ، وتباين المواقف إزاءها ، بين معارض بشدة ، وبين محايد ومتحفظ ، وبين مؤيد ، يبقى الموقف الغربي عموما وموقف الولايات المتحدة محل تساؤل ولابد أن توضع عليه أكثر من علامة استفهام ؟ وقد أشرنا في مناسبات سابقة الى ازدواجية المعايير التي يتعامل بها الغرب فيما يتعلق بالأحداث والتطورات العالمية ، وقد ظهر ذلك بارزا في التعامل مع الحرب في أوكرانيا . الغرب بزعامة امريكا تعامل مع الغزو الروسي لأوكرانيا باعتباره حربا عدوانية على بلد جار ومستقل ، واتخذ كافة الإجراءات ومنها تقديم كافة أشكال الدعم السياسي والعسكري لحكومة كييف ، وجند كل ماكنته الإعلامية لشيطنة روسيا ووصل الأمر الى حد المطالبة بتغيير النظام في موسكو .

إن هذا الغرب نفسه يتخذ مواقف مغايرة تماما عندما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني ، وممارساته التعسفية ضد الشعب الفلسطيني ، ولا يحرك ساكنا ضد هذا المحتل الغاصب والمتغطرس والمعتدي على حقوق شعب كامل ، وكان آخر ذلك قتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في أحد مخيمات جنين ، وما زالت حكومة الاحتلال ترفض اجراء تحقيق مستقل بحادثة القتل الإجرامية ، ولم نرى حتى الآن مواقف واضحة وصريحة من هذا الغرب الذي يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان تدين هذا التصرف الصهيوني المخالف لكل القيم الإنسانية ، والقوانين الدولية التي تحرم وتدين العدوان على المدنيين ، ومنهم على وجه الخصوص الصحافيين الذي يمارسون عملهم المهني في نقل الحقائق للرأي العام .

كما أن هذا الغرب نفسه لم يقم بإدانة العدوان الصهيوني الجديد على سوريا ، وهي دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة ولها سيادتها الكاملة ، وذلك عندما أطلقت قوات الاحتلال من الجولان السوري المحتل يوم أمس صواريخ على العاصمة السورية دمشق أسفرت عن مقتل ثلاثة سوريين وجرح أربعة اخرين وأضرار مادية .

وكان عدوان صهيوني مطلع الشهر الحالي أسفر عن مقتل خمسة سوريين في وسط سوريا ، وعدوان اخر بالقرب من دمشق في السابع والعشرين من شهر نيسان الماضي تسبب في مقتل عشرة أشخاص . وهذه الاعتداءات تتكرر منذ الحرب التي فرضها الاستكبار العالمي على سوريا في عام ٢٠١١ . ولكن كل هذه الممارسات العدوانية الصهيونية وفق المنظور الغربي والأمريكي هي " دفاع عن النفس "، ولكن ما تقوم به القوات الروسية هو " عدوان صارخ".

كفى نفاقا أيها الغرب المتحضر . وقد بانت عوراتكم وسوآتكم ، ولم تعد شعاراتكم الزائفة تنفعكم في شي ، ولايتوقع أن تسارعوا الى تغيير هذه السياسه لأنكم قد أدمنتم عليها ، والقرار ليس بيدكم ، وإنما بيد الصهيونية العالمية التي تخطط لكم وأنتم تنفذون .

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك