فهد الجبوري ||
بغض النظر عن مشروعية الحرب الدائرة في أوكرانيا ، وتباين المواقف إزاءها ، بين معارض بشدة ، وبين محايد ومتحفظ ، وبين مؤيد ، يبقى الموقف الغربي عموما وموقف الولايات المتحدة محل تساؤل ولابد أن توضع عليه أكثر من علامة استفهام ؟ وقد أشرنا في مناسبات سابقة الى ازدواجية المعايير التي يتعامل بها الغرب فيما يتعلق بالأحداث والتطورات العالمية ، وقد ظهر ذلك بارزا في التعامل مع الحرب في أوكرانيا . الغرب بزعامة امريكا تعامل مع الغزو الروسي لأوكرانيا باعتباره حربا عدوانية على بلد جار ومستقل ، واتخذ كافة الإجراءات ومنها تقديم كافة أشكال الدعم السياسي والعسكري لحكومة كييف ، وجند كل ماكنته الإعلامية لشيطنة روسيا ووصل الأمر الى حد المطالبة بتغيير النظام في موسكو .
إن هذا الغرب نفسه يتخذ مواقف مغايرة تماما عندما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني ، وممارساته التعسفية ضد الشعب الفلسطيني ، ولا يحرك ساكنا ضد هذا المحتل الغاصب والمتغطرس والمعتدي على حقوق شعب كامل ، وكان آخر ذلك قتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في أحد مخيمات جنين ، وما زالت حكومة الاحتلال ترفض اجراء تحقيق مستقل بحادثة القتل الإجرامية ، ولم نرى حتى الآن مواقف واضحة وصريحة من هذا الغرب الذي يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان تدين هذا التصرف الصهيوني المخالف لكل القيم الإنسانية ، والقوانين الدولية التي تحرم وتدين العدوان على المدنيين ، ومنهم على وجه الخصوص الصحافيين الذي يمارسون عملهم المهني في نقل الحقائق للرأي العام .
كما أن هذا الغرب نفسه لم يقم بإدانة العدوان الصهيوني الجديد على سوريا ، وهي دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة ولها سيادتها الكاملة ، وذلك عندما أطلقت قوات الاحتلال من الجولان السوري المحتل يوم أمس صواريخ على العاصمة السورية دمشق أسفرت عن مقتل ثلاثة سوريين وجرح أربعة اخرين وأضرار مادية .
وكان عدوان صهيوني مطلع الشهر الحالي أسفر عن مقتل خمسة سوريين في وسط سوريا ، وعدوان اخر بالقرب من دمشق في السابع والعشرين من شهر نيسان الماضي تسبب في مقتل عشرة أشخاص . وهذه الاعتداءات تتكرر منذ الحرب التي فرضها الاستكبار العالمي على سوريا في عام ٢٠١١ . ولكن كل هذه الممارسات العدوانية الصهيونية وفق المنظور الغربي والأمريكي هي " دفاع عن النفس "، ولكن ما تقوم به القوات الروسية هو " عدوان صارخ".
كفى نفاقا أيها الغرب المتحضر . وقد بانت عوراتكم وسوآتكم ، ولم تعد شعاراتكم الزائفة تنفعكم في شي ، ولايتوقع أن تسارعوا الى تغيير هذه السياسه لأنكم قد أدمنتم عليها ، والقرار ليس بيدكم ، وإنما بيد الصهيونية العالمية التي تخطط لكم وأنتم تنفذون .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha