متابعة وترجمة ـ فهد الجبوري ||
الاعتداءات التركية الأخيرة على شمال العراق ليست بالأمر الجديد ، وإنما مضى عليها بضعة عقود ، وهي وإن كانت تجري تحت ذريعة ملاحقة ومطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني المعارض ، الا أنها تدخل في سياق اطماع تركيا للسيطرة على بعض المناطق العراقية الغنية بالثروات في شمال البلاد.
وقد كنت من المتابعين لتحركات تركيا في شمال العراق ، وكتبت في حينها عدة مقالات سلطت الضوء على مخططاتها في تلك المنطقة .
وفي هذا السياق ، وفقط لأجل تسليط الضوء على مطامع تركيا في العراق ، كنت قد كتبت مقالة افتتاحية في جريدة كيهان الإيرانية الناطقة باللغة الإنكليزية يوم ١٤ تشرين الأول / اكتوبر من عام ١٩٩٧ وفي وقتها كنت كاتبا مساهما في هذه الجريدة الإيرانية اليومية.
وفيما يلي ترجمتها الى العربية :
· وجهة نظر..مخططات تركيا في شمال العراق
صرح مسؤول تركي رفيع المستوى ان القوات العسكرية التركية سوف تبقى لفترة غير محددة في شمال العراق .
وقال نائب رئيس الوزراء بولند اجويد في تصريحات صحافية الجمعة الماضية أن " قواتنا المسلحة " يجب ان تستقر في المنطقة الجبلية لدرء مقاتلي حزب العمال الكردستاني من القيام بهجمات عبر الحدود .
وفي سبتمبر الماضي ، أرسلت تركيا ما يقارب من ٢٠ الف عسكري الى شمال العراق في توغل جديد لتدمير وتصفية ما تسميه انقرة " القواعد الخلفية لحزب العمال " التي يشن منها هجمات داخل تركيا عبر الحدود .
وقد أثارت تصريحات اجويد مخاوف وشكوك جديدة حول طموحات واطماع تركيا في شمال العراق ، وفي هذا السياق ، يلاحظ المراقبون السياسيون بأن تركيا ومنذ نهاية حرب الخليج الثانية في عام ١٩٩١ ، قد أعادت ادعاءاتها القديمة في الأراضي العراقية .
وخلال توغل شهر مايس ، تركيا قامت حتى بطرح فكرة إنشاء منطقة عازلة دائمية داخل العراق ، لكن ذلك جابه معارضة إقليمية ودولية قوية .
وكانت تقارير سابقة قد ذكرت أن لدى تركيا خطة محددة بشكل جيد لزيادة وجودها ونفوذها تدريجيا في شمال العراق . وطبقا لمصادر كردية عراقية ، تحاول تركيا استخدام بعض التركمان القاطنين في شمال العراق لتحقيق هذا الهدف قبل التحرك لضم اجزاء من المنطقة .
ويعتقد بعض المراقبين الإقليميين أن خطة انقرة قد حصلت على دعم الولايات المتحدة وإسرائيل . إن التعاون العسكري المتنامي بين انقرة وتل ابيب هو دليل واضح أن تركيا وإسرائيل لديهما " مصالح واهداف مشتركة " في المنطقة .
وجاءت تصريحات اجويد عشية وصول رئيس أركان الجيش الاسرائيلي أمنون شاهاك الى انقرة الأحد . وكانت تركيا قد وقعت اتفاقية عسكرية مع إسرائيل في عام ١٩٩٥ تسمح للطائرات الحربية الاسرائيلية بإجراء تدريبات طيران في الأجواء السورية .
وأحد الأهداف غير المعلنة لهذا التعاون هو لتمهيد الطريق لحضور عسكري إسرائيلي في المنطقة .
ويحاول الصهاينة استخدام هذا الحضور " كورقة ضغط " ضد الدول الإقليمية التي تعارض اتفاقات " السلام " في الشرق الأوسط برعاية الولايات المتحدة ، وبالخصوص الجمهورية الإسلامية وسوريا .
ومنذ البداية ، فقد حذرت الحكومة الإسلامية في ايران من المخاطر المترتبة على تلك السياسات وتأثيراتها السلبية على السلام والاستقرار في المنطقة .
ويوم الأحد ، دعا وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي الى الانسحاب الفوري للقوات التركية من شمال العراق .
ويعكس هذا التصريح بوضوح رغبة إيران بإبقاء المنطقة بعيدة عن أية تهديدات محتملة ، وعن التدخل الأجنبي ، وكذلك للمحافظة على سلام واستقرار دائم وذلك بهدف مساعدة الدول الإقليمية على تحقيق خطط التنمية بنجاح .
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha