لم يكن العراقيون يوما لقمة يمكن مضغها بسهولة، رغم الويلات والاضطرابات التي تشهدها البلاد على مختلف الصعد، حيث تراهم متصدرين في كل شيء على غيرهم، في الشعر، الطب، العلوم الطبيعية وغيرها، حتى صنفت دراسات عالمية العراق بأنه الأول عربيا في مستوى الذكاء بعد حصده 87 نقطة على مقياس الذكاء، قبل ان يُثير البنك الدولي الجدل في بيان نسف فيه تمتع العراقيين بالذكاء.. فماذا قال؟.
أثار بيان البنك الدولي غضب العراقيين، وتهافتت عليه الانتقادات ولجمته، بعد ما قال إن "90% من طلبة العراق يعجزون عن فهم ما يقرأونه، وأن 41% من طلاب الصف الثالث لم يتمكنوا من حل مسألة طرح حسابية واحدة بشكل صحيح!".
*انتقادات شعبية
جوبه بيان البنك الدولي بالرفض الشديد، ورفض مدونون الإساءة لسمعة العراق ببيانات غير صحيحة، حسب وصفهم، حيث أكدوا أن البنك الدولي غير معني بهذه الأرقام ولا علاقة له بها، متساءلين بالقول: "قبل بيان البنك الدولي بأيام تغلب فريق طلبة من محافظة واسط على 100 فريق عربي في مسابقة للغة الانكليزية بالاردن وحاز الأول عربيا!، فكيف بعد ذلك يتم طمس ذكائه بهذه الطريقة؟!".
لم يقتصر الرفض على الانتقادات فقط، بل شمل النصح أيضا، حيث نصح بعض المدونين البنك الدولي بالمبادرة لإنشاء مدارس نموذجية ودعم كوادر التدريس والاهتمام بالمناهج الدراسية بما ينفع الطلبة، وليس تكريس الجهود على إخراج مواد تحبط عزيمتهم.
*مغالطة منطقية
يقول أحد الباحثين إن "بيان البنك الدولي هو مغالطة منطقية، حيث أن الخبراء في البنك الدولي كانت عينة البحث لديهم ٤٠ مليوناً وهو تعداد الشعب العراقي، ولو سلمنا ان العينة التي اخذوها للطلاب تشمل عدة ملايين واختبروها لكانت النسبة لا تصل إلى ٩٠% وان العراق حسب المنظمات الدولية هو ٦٦ على العالم بنسبة الذكاء، وانا والكثير من الباحثين والخبراء نعتقد ان النسبة اكبر"، مضيفاً: "أعتقد انها عبارة عن مؤامرة لزرع الاحباط بين الطلاب و الغرض منها تدمير المجتمع".
*رد رسمي
هذه النسبة غير صحيحة والبنك الدولي غير معني بتقييم العملية التربوية في العراق، هذا ما أكده الناطق باسم وزارة التربية حيدر فاروق.
ويقول فاروق في حديث للسومرية نيوز، إن "البنك الدولي غير معني بتقييم العملية التربوية والتعليمية في العراق ويقتصر عملهم مع وزارة التربية في قضية أخذ المنح من بعض الدول في موضوع مساعدة العراق لتطوير البنى التحتية للقطاعات التربوية اما دون ذلك فهو غير معني بتقييم العملية التربوية وليس شريكا في عملية التقييم مع اي جهة اخرى".
ويضيف، ان "الجهة الوحيدة بعملية التقييم في العراق هي وزارة التربية وليس مؤسسات اخرى، وتجري وفق اختبارات ونتائج موجودة فعليا على الارض، وخير دليل على تقدم التعليم في العراق هي درجات القبول والتخصصات الفعلية في قطاعات عديدة تنافس نظيراتها في باقي دول العالم"، لافتا إلى أن "الحديث عن نسبة 90% لا يجيدون القراءة هو كلام غير منطقي، فهذا معناه وجود تسعة اشخاص من كل عشرة لا يجيد القراءة، وهو امر فعليا لم يلمسه او يراه اي شخص مطلع ولو بنسبة بسيطة".
ويؤكد الناطق باسم وزارة التربية، ان "هكذا حديث مؤلم في حال تناوله المواطنين على محمل الجد وهو غير صحيح، بالتالي سيكون لنا متابعة واستفسار من الجهات المعنية للتواصل والتأكد من صحة صدور هكذا تصريح من البنك الدولي، وحينها قد يكون هناك إجراءات يتم اتخاذها من قبل وزارة التربية بشأن هذا الموضوع".
https://telegram.me/buratha