فهد الجبوري ||
روسيا تواصل تقدمها العسكري في شرق أوكرانيا والهدف هو احكام السيطرة على كامل منطقة دونباس
· محاولات جديدة لاستئناف المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بوساطة أوروبية
افادت وكالة أسوشيتدبرس أنه في الوقت الذي تحرز فيه روسيا تقدما في تحقيق هدفها بالسيطرة على كامل منطقة شرق أوكرانيا، يحاول الرئيس الروسي زعزعة عزم أوروبا بمعاقبة بلاده بالعقوبات، والاستمرار في تزويد الأسلحة التي ساهمت في تعزيز دفاع أوكرانيا.
وقال الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجرى مباحثات هاتفية لمدة ٨٠ دقيقة مع زعماء فرنسا وألمانيا حذر فيها من استمرار تدفق الأسلحة الأوربية الى أوكرانيا واضعا اللوم في خلل إمدادات الغذاء العالمية على العقوبات الغربية .
وقد تسببت الحرب في نقص إمدادات الغذاء لان أوكرانيا هي مصدر أساسي للقمح ومحاصيل اخرى . وقد تبادلت موسكو وكييف الاتهامات حول من هي الجهة التي تتحمل المسؤولية في تقييد الصادرات، حيث تقول روسيا أن الألغام البحرية الاوكرانية منعت المرور الآمن للسفن، فيما تقول أوكرانيا أن السبب هو الحصار البحري الروسي .
وقد دعا المستشار الألماني أولاف شولز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى وقف فوري لإطلاق النار وانسحاب القوات الروسية، وذلك طبقا للمتحدث باسم المستشار الألماني . وقد وجها الدعوة الى بوتين للبدء بمفاوضات جدية ومباشرة مع الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي من اجل انهاء القتال .
وفي بيان صادر عن الكرملين عن فحوى المباحثات الهاتفية، فقد أكد بوتين " انفتاح الجانب الروسي على استئناف المفاوضات " وقال " أن الرؤوساء الثلاثة اتفقوا على مواصلة الاتصالات "
ولكن التقدم الأخير الذي أحرزته القوات الروسية في دونتسيك ولوهانسك، وهما المقاطعتين اللتين تشكلان اقليم دونباس الشرقي، قد تشجع بوتين اكثر . ومنذ الفشل في احتلال كييف، العاصمة الاوكرانية، شرعت روسيا بالسيطرة على آخر المناطق التي لم تكن تحت سيطرة الانفصاليين .
من جانبها قالت وزارة الدفاع البريطانية في تقييم لها السبت " اذا ما نجحت روسيا فعلا في السيطرة على تلك المناطق، فإن من المحتمل جدا أن يرى الكرملين ذلك إنجازا سياسيا مهما، وتصويره للشعب الروسي كمبرر للغزو "
وكانت ألمانيا وروسيا ساهمتا في توقيع اتفاقية سلام بين روسيا واوكرانيا في عام ٢٠١٥ والتي كان من المفترض أن تمنح درجة عالية من الحكم الذاتي للمناطق التي تقع تحت سيطرة المتمردين المدعومين من موسكو . ولكن الاتفاقية لم يعمل بها طويلا قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط الماضي .
ولا يتوقع ان تنجح كل من برلين وباريس في التوصل الى اتفاقية سلام جديدة مادام أن كل من موسكو وكييف يتخذان مواقف لا تقبل المساومة .
وفي أوكرانيا، قال الرئيس زيلينسكي أنه بحث مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تعزيز القدرات العسكرية لأوكرانيا وتكثيف العمل على الضمانات الأمنية وتزوديها بالوقود .
وقد أعلنت وزارة الدفاع البريطانية مشاركة قواتها المسلحة في تدريب بقيادة الولايات المتحدة ومشاركة ١٧ دولة من أوروبا الشرقية، ووصفت عملية انتشارها في المناورات بأنها الأكبر منذ الحرب الباردة في سلسلة من تدريبات حلف الناتو . وقالت الوزارة ان التدريبات صممت لإظهار قدرة الناتو على تنفيذ عمليات قتالية برية كبيرة لدعم أعضائه وحلفائه .
وفي تطور لافت، حذر السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي انتونوف الولايات المتحدة من امداد كييف بأسلحة صاروخية بعيدة المدى، لافتا الى أن لذلك تداعيات لايمكن التنبؤ بها على الأمن العالمي .
وأشار السفير الروسي الى ان روسيا أبلغت عبر القنوات الدبلوماسية الولايات المتحدة مرارا أن الضخ غير المسبوق لأوكرانيا بالأسلحة يزيد بشكل كبير من مخاطر تصعيد الصراع .
ــــــــ
https://telegram.me/buratha