رواء الجبوري ||
تزايدت حالات الطلاق في السنوات الأخيرة بشكل غير طبيعي وملحوظ .وان الاحصائيات الاخيرة التي أعلنتها المحاكم العراقية مخيفة.
التساؤل هنا ماهي الاسباب الحقيقية وراء هذة الكارثة المجتمعية؟ التي بسببها تنهدم اول المقومات والاساسات الرصينة لبناء المجتمع بشكل طبيعي ومتماسك وقوي .
هل بسبب البطالة ! بمعنى اصح الحالة الاقتصادية والمعيشية. ام الزواج المبكر وعدم الوعي الكافي للطرفين .ام بسبب السوشيال ميديا والاستخدام الغير صحيح .
ام بسبب احتلال العراق واكتساب المجتمع العراقي عادات وتقاليد دخيلة على الثوابت والاصوليات الحقيقية. المرتبطة بالأخلاق والدين والترابط الوثيق بين أفراد العائلة والعشيرة والمجتمع بشكل عام .
حيث كان العراق سابقا من أقل الدول فيها نسبة حالات الطلاق والان هو من المتقدمين للاسف . حيث عندما نرى اونسمع اسباب الحالات .نذهل ونتساءل هل هذا هو مجتمعنا المتماسك الرصين القوي ذو الاخلاق الحميدة و الإسلامية والعشائرية .
التي كانت تضع قدسية وتقدير خاص للحياة الزوجية .وتعتبرها خط احمر لا يمكن أن يسمح بالتجاوز على تلك القدسية او اختراقها .
لانها تعتبر أن المجتمع الطبيعي و الصحي والسليم هو أساسة العائلة.والترابط الأسري .
اين تلك الثوابت والاصوليات والقدسية .لتلك المواثيق والعهود .التي وضعها القانون السماوي ودونت في الألواح والكتب السماوية .حتى قبل خلق البشرية .
الان للاسف الذي نراه أن تلك العهود والمواثيق أصبحت تجارة يستربح بها أهل الفتاة لكسب المال تارة. حيث تزويج القاصرات دون سن البلوغ .دون الأخذ بالعواقب والنتائج الكارثية في نهاية المطاف.
وتارة أخرى بعض الشباب قد اتخذوا الأمر للتسلية والمرح وحالة وقتية دون شعور بالمسؤولية ولا مبالاة .أصبح التباهي أمام الملأ .لبعض الشباب بأنه طلق زوجته خلال اسبوع من زفافة وهذا هو مقياس الرجولة بالنسبة للبعض مع شديد الأسف .
الدور الأساسي والحقيقي يقع على أولياء الأمور الآباء والأمهات .الذين استهزؤا بمستقبل ومشاعر الأبناء وعدم الوعي الكافي. والتفكك الأسري والاجتماعي وتدني المستوى الثقافي واللاوعي . بين بعض أفراد المجتمع .وللاسف أصبحت تجارة يتداولها بعض أرباب الأسر .
وتتدخل بها العشائر وإقامة الدعاوى القضائية في المحاكم .حيث أصبحت اسعار المهور في العراق كاسعار الدور .
حيث المقدم بعشرات الملايين .والمتأخر أيضا .حتى يتسنى للبعض منهم بإجبار الزوج على التسديد .
للاسف أصبح النسيج الاجتماعي العراقي أوهن من بيت العنكبوت .أصبحت المرؤة تباع وتشترى أصبح العهد والميثاق الغليظ هي تجارة رابحة على حساب خسارة حياة ومستقبل الأجيال.
اين القوانين اين العقلاء اين اصحاب القرار اين رجال الدين .كل شخص فيكم مسؤول . المجتمع العراقي أصبح عبارة عن نساء مطلقات وأطفال مشتتين .وآباء بلا مسؤولية وأمهات لاحول ولاقوة .نسأل الله أن يرحم المجتمع العراقي من الانفكاك الأسري
لان هؤلاء الأطفال قنابل موقوتة بسبب عدم نشأتهم في جو عائلي مستقر وطبيعي .
بل على العكس سوف ينشأ في جو محقون نفسيا ويظهر للمجتمع محروم من أبسط حقوقة وهو الجو العائلي .من اين يتعلم التربية وسمو الاخلاق اذا كانوا الأهل بينهم خلافات ونزاعات .
حيث تتولد لدى الطفل حالة الشعور بالانتقام اللاارادي .ومشوش الأفكار سهل جدا لاكتساب الاشياء الغير قانونية.وان يكون عنصر فعال ضد المجتمع...