فهد الجبوري ||
بعد الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى السعودية في شهر نيسان الماضي ، والتي كسرت الجمود في العلاقات التركية -السعودية الذي حصل بعد حادثة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول عام ٢٠١٨ ، ينوي ولي العهد السعودي القيام بزيارة الى تركيا وذلك في إطار جولة تقوده ايضا الى مصر والأردن.
وقد ذكرت وكالة رويترز ان الزيارة قد تحصل في وقت مبكر من الشهر الحالي حزيران .
وقد نشر موقع المونيتور تقريرا مفصلا عن الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي جاء فيه " أن زيارة محمد بن سلمان كان من الممكن أن تجعل الرئيس التركي مبتسما بالكامل لولا اضافة اليونان وقبرص الى جولته . وفي وقت تشهد فيه العلاقات التركية -اليونانية توترا ، فإن خط مسير الأمير يأتي كرسالة بأن السعودية ليس لديها نية لإزعاج أصدقائها فيما تقوم باصلاح علاقاتها مع تركيا .
ويمضي التقرير قائلا " إن فهم الرياض للتهديد الإيراني المتنامي ، وتعثرها في حرب اليمن ، وتحولات السياسة الأمريكية كلها قد تكون اسبابا للتقارب مع تركيا . "
ويرى التقرير الذي أعده الكاتب فهيم تاشكين " أن فكرة محور سني ضد ايران في سوريا ، والعراق ، واليمن ولبنان تدفع ايضا الرياض وأنقرة الى التقارب أكثر بالرغم من أن تعاونهم مع لاعبين محليين مختلفين على الارض . انقرة وطهران قد اشتبكتا حول مجموعة من القضايا في الاشهر الأخيرة ، ومنها موضوع تشكيل الحكومة العراقية الجديدة ، وخط التصدير المرتقب للغاز الكردي ، ومطاردة تركيا للمقاتلين الأكراد على أرض كوردستان العراقية وتهديداتها ايضا بالتدخل في سنجار ، وتقاسم المياه عبر الحدود ، وشبح العملية العسكرية التركية الجديدة في سوريا .
" وقد تكون لأردوغان دوافع اخرى لإصلاح العلاقة مع الامير السعودي ، والذي سعى لتشويه سمعته عالميا حول مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي عام ٢٠١٨. وبالنسبة للعديد من المراقبين ، فإن سعيه لتخفيف وطأة الأزمة المالية في تركيا هو السبب الأكثر الحاحا "
وعلاوة على ذلك ، فإن السلام مع السعوديين سوف يخفف الى حد ما من مشاكل تركيا الإقليمية . انقرة سوف تواجه عوائق في عدة بلدان عربية مادام انها في تخاصم مع الرياض . والسعودية تتمكن من التأثير على تلك العلاقات ، سواء سلبا أو ايجابا ، نتيجة للدعم المالي الذي كانت تقدمه السعودية الى تلك الدول عبر العقود الماضية ومزاعمها بقيادة العالم الإسلامي . تركيا قد واجهت مثل هذا النفوذ السعودي عبر المنطقة ، ومنها في مصر ، ليبيا ، الصومال ، السودان وتونس .
إن جولة ولي العهد السعودي مهمة لجهة توقيتها ، كونها تأتي وسط ارتفاع وتيرة التوتر بين تركيا واليونان . في الإسبوع الماضي قال اردوغان أنه قد " شطب" رئيس الوزراء اليوناني كريكوس مستوتاكيس بسبب الضغط الذي قام به في الكونغرس الأمريكي ضد تركيا .
إن تقارب تركيا مع السعودية قد جاء بعد المصالحة مع دولة الإمارات والتي جرت بسرعة لكنها حتى الان لم تعطي ثمارها في ما كانت تتوقعه انقرة في مجال التجارة والاستثمارات . وكانت مباحثات اردوغان في ابو ظبي قد ركزت على فرص الاستثمار في مختلف القطاعات . كما ان انقرة طرحت موضوع مشاريع السكك الحديدية والطرق البرية لربط تركيا والخليج عن طريق العراق .
https://telegram.me/buratha