فهد الجبوري ||
ما هي تفسيرات حكومة الكاظمي بشأن حضور العراق رسميا في قمة أمريكية - خليجية هدفها المعلن مواجهة ايران ، ومحور المقاومة ، وتقديم الدعم للكيان الصهيوني ؟
ف سياق التقارير الخبرية التي تتحدث عن الجولة المرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة في شهر تموز القادم ، يتضمن برنامج الزيارة الى جدة عقد قمة أمريكية -خليجية بمشاركة مصر والعراق والأردن .
وقد أشارت تلك التقارير الى ان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي سيترأس وفد العراق الى تلك القمة .
القمة في توقيتها ، وفي ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العراق ومنطقة الشرق الأوسط ، تثير العديد من الأسئلة حول مراميها وأهدافها وغاياتها ، ولماذا تعقد مباشرة بعد زيارة بايدن الى تل ابيب التي من المقرر ان يبدأ جولته الشرق الاوسطية فيها ليعلن من هناك تقديم كل أشكال الدعم المالي والعسكري والسياسي للكيان الصهيوني .
وقد تحدثت الصحافة الأمريكية والصهيونية بكل وضوح أن الهدف الأساسي من جولة بايدن هو تامين الحماية الكاملة للكيان الصهيوني وزيادة حجم الدعم العسكري له وقد ذكرت صحيفة جيروليزم بوست هذا اليوم ان بايدن سيفتتح جولته بزيارة الى تل ابيب ويجري مباحثات حول ما وصفته " بأمن وازدهار إسرائيل " ، والمساعي المبذولة لاندماجها في المنطقة . وذكرت بهذا الصدد ايضا أن واشنطن سوف تقدم دعما ماليا بقيمة مليار دولار لتعزيز القدرات العسكرية الاسرائيلية ومنها تحديث منظومة الصواريخ التي يطلق عليها " بالقبة الحديدية " وذلك لمواجهة الصواريخ التي تطلقها المقاومة المشروعة ضد الاحتلال الصهيوني .
وقالت الصحيفة نقلا عن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني ان بايدن قد كشف عن خطط لتعزيز علاقات إسرائيل مع البلدان العربية خلال زيارته للقدس الشهر القادم . واضافت أن هذا البيان يشير الى اتفاق بين إسرائيل والسعودية حول الترتيبات الأمنية في مضيق تيران .
وذكر البيان ان إسرائيل ترحب بزيارة بايدن الى السعودية ، وسط اعلان من جانب السعودية وإسرائيل ، بوساطة أمريكية ، عن توصلهما الى ترتيبات أمنية جديدة ، تسمح لمصر بنقل السيطرة على الجزيرتين في مضيق تيران الى السعودية . وفي مقابل ذلك سوف تسمح السعودية للخطوط الجوية الاسرائيلية بالتحليق فوق الأجواء السعودية .
وفي هذا الإطار ، افادت قناة " كان " الصهيونية اليوم الثلاثاء بوجود اتصالات متقدمة لإقامة منتدى رسمي وامني بين إسرائيل والسعودية ودول اخرى سيركز على ما وصفته بقضية الدفاع الإقليمي في منطقة الخليج ومواجهة التهديد الإيراني ، ونقلت عن مسؤولين " اسرائليين كبار " لم تسمهم إن الإعلان عن إقامة المنتدى سيكون خلال وجود بايدن في إسرائيل او السعودية التي سيتوجه اليها في رحلة طيران مباشرة من تل ابيب .
أهداف الجولة واضحة ، وهي تصب فقط في مصلحة الكيان الصهيوني ، وهي جزء من مخطط أمريكي - صهيوني واضح المعالم هدفه تقوية الكيان الغاصب للأراضي العربية والفلسطينية ، واضعاف محور المقاومة والجمهورية الإسلامية ، وزيادة التوتر في المنطقة ، وتصفية قضية الشعب الفلسطيني .
والسؤال المهم الذي يطرح هو ما هي مصلحة العراق من المشاركة في قمة تآمرية على حاضر ومستقبل المنطقة ؟ وما هو مصير قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي اقره مجلس النواب في الشهر الماضي؟
على مجلس النواب الذي اصدر هذا القانون ، وهو الجهة الرقابية على تنفيذه ان يتخذ ما هو ضروري لتقييد ومنع مشاركة العراق في مؤتمرات لا تجلب للبلاد أية منفعة ، بل بالعكس تساهم في تلطيخ سمعة العراق المعروف بمواقفه المشرفة من قضية الإسلام المركزية " فلسطين والقدس " ، ناهيك عن أنها لن تعود عليه بأية منفعة في الجانب الاقتصادي