فهد الجبوري ||
قبل زيارته المرتقبة للسعودية الشهر القادم :
واشنطن لم تقم بتحقيق كامل في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن .
جاء في تقرير رسمي أن حكومة الولايات المتحدة لم تجري تحقيقا كاملا عن دورها في استمرارية انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن .
وأثار التقرير الذي أعده مكتب مساءلة الحكومة ، والذي يدقق في مبيعات السلاح الأمريكية الي التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن شكوكا خطيرة حول واحدة من أولويات السياسة الخارجية لبايدن كرئيس للجمهورية ، عندما أعلن أن ادارته كانت قد قطعت الدعم للعمليات الهجومية السعودية في اليمن .
وفي حينها ، في شباط عام ٢٠٢١ ، رأى العالم تلك الخطوة على انها محاولة لإظهار أن الولايات المتحدة لن تكون حليفا لا جدال فيه مع حلفائها في الخليج .
وحسب التقرير الذي نشرته اليوم صحيفة الغاردين البريطانية " فقد وجد مكتب المساءلة ان تحرك ادارة بايدن في تصنيف الأسلحة بين دفاعية أو هجومية كان الى حد كبير بلا معنى "
وعندما وجه المكتب أسئلة الى المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية حول الطريقة التي اعتمدوها في التمييز بين المعدات التي تستخدم لأغراض دفاعية وتلك التي تستخدم لأغراض هجومية ، فإنهم لم يتمكنوا من تقديم تعريف للمعدات التي هي بطبيعتها معدات دفاعية .
وأضاف التقرير " أن مسؤولي الخارجية قالوا إنهم يأخذون بنظر الاعتبار التهديدات التي تتعرض لها حدود السعودية ومنشآتها عندما يقررون ما هي الأسلحة الدفاعية ، وماهي الهجومية "
ولم يعط الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض حتى الآن تعليقا فوريا عندما طلب منه ذلك .
إن هذا التقرير الذي يحقق في مبيعات السلاح الأمريكية الى التحالف الذي تقوده السعودية والتي بلغت قيمتها حوالي ٦٠ مليار دولار ، هو الثاني الذي حاولت لجنة المراقبة اجراء تحقيق في مسؤولية الولايات المتحدة في المساهمة في انتهاك القوانين الإنسانية في الصراع اليمني .
وفي آب عام ٢٠٢٠ ، وجد المفتش العام في وزارة الخارجية أن الوزارة قد فشلت في اتخاذ الإجراءات التي تقلل من الوفيات في صفوف المدنيين .
ويقول التقرير أن وزارتي الخارجية والدفاع قد قاما " ببعض الجهود " لتفهم الضرر الذي يلحق بالمدنيين ، واستخدام الأسلحة ذات المنشأ الأمريكي في اليمن ، لكنه قد وجد ايضا انه لم يتوفر اي دليل ان وزارة الخارجية قد قامت بإجراء اي تحقيق في المزاعم التي تقول أن المعدات الأمريكية التي ترسل الى السعودية والإمارات قد تم استخدامها في تنفيذ أهداف غير مرخص بها ، أو ضد اي شئ غير " الأهداف المشروعة "
وفي تعليق صحيفة الغاردين على نتائج هذا التقرير الرسمي الحكومي قالت " إن هذه الحقائق المزعجة تأتي بعد ايام من تاكيد البيض الأبيض أن بايدن سيزور الرياض الشهر المقبل ، فيما ينظر لها على نطاق واسع انها جهد لاقناع المملكة بزيادة انتاج النفط وتخفيف ضغط الأسعار على المستهلكين .
وجاء في تقرير الغاردين " أن المدافعين عن حقوق الإنسان والذين كانوا قد دعموا من قبل قرار بايدن في الابتعاد شخصيا عن الحاكم الفعلي للسعودية محمد بن سلمان ، قد وصفوا الزيارة بأنها " خيانة " للوعد الذي قطعه بايدن في حملته الانتخابية بتحويل السعودية الى دولة منبوذة .
وكانت الأمم المتحدة وصفت الحرب التي تقودها السعودية في اليمن بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم ، والتي أثرت على حياة ٢١ مليون إنسان .