فهد الجبوري ||
لن اذهب خصيصا للقاء الحاكم الفعلي للسعودية ، بل سأراه في "اجتماع دولي اوسع "
الرئيس الأمريكي جو بايدن ، وفي محاولة منه لتفادي النقد الشديد الذي يتعرض له من نواب بارزين في مجلسي الشيوخ والنواب ، ومن بينهم مشرعون بارزون من الحزب الديمقراطي ، وكذلك من منظمات حقوقية وانسانية ، بسبب زيارته المرتقبة للسعودية ولقائه مع الحاكم الفعلي فيها ولي العهد محمد بن سلمان ، استخدم تعبيرا دبلوماسيا غامضا حيث قال في معرض رده على سؤال حول الطريقة التي سيتناول بها خلال زيارته للسعودية قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي كان حاصلا على إقامة في الولايات المتحدة " لن اجتمع مع محمد بن سلمان ، انا ذاهب الى اجتماع دولي وهو سيكون جزءا منه ." في إشارة الى القمة التي سوف تعقد بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي السته ، بالاضافة الى مصر والعراق والاردن .
وهذا التصريح من جانب الرئيس بايدن يعد تملصا واضحا من العهود التي قطعها أثناء حملته الانتخابية بجعل السعودية " منبوذة " بسبب قتلها للصحافي خاشقجي في إسطنبول عام ٢٠١٨ .
وكانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قد خلصت في تقرير نهائي أن ولي العهد السعودي ضالع في قتل خاشقجي وهو الذي اصدر بنفسه أوامر تصفيته وقتله وتقطيع أوصاله في تركيا .
ويكاد يجمع معظم المراقبين والمحللين السياسيين أن زيارة بايدن للسعودية التي من المقرر أن يصل اليها في رحلة مباشرة من تل ابيب بعد ختام زيارته ومباحثاته مع المسؤولين " الاسرائيلين " لها هدفان أساسيان الأول : هو الحصول على ضمانات من الحكومة السعودية بزيادة انتاج النفط في مسعى لتخفيف أسعار الطاقة العالمية التي شهدت ارتفاعا حادا جزء منه بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا ، والتي أثرت بشكل كبير على المستهلكين في الولايات المتحدة وفي الدول الأوروبية وعلى الاقتصاد في هذه الدول وهو الذي في الأصل يعاني من الإنكماش والتضخم جراء سنتين من الإغلاق بسبب جائحة كوفيد ١٩ . والثاني : هو ترتيب منظومة أمنية جديدة في منطقة الشرق الأوسط محورها هو حماية الكيان الصهيوني ، وتقديم كل أشكال الدعم له ، وهذا ما يصرح به علنا مسؤولون أمريكيون وصهاينة .
والهدف من هذا التحرك هو مواجهة محور المقاومة ، وتصفية قضية الشعب الفلسطيني ، وتعكير الأمن والاستقرار في المنطقة ، وحرمان شعوبها من فرصة التقدم والتطور والازدهار الاقتصادي .
لقد جربت الولايات المتحدة حظها من قبل من خلال تدخلاتها السافرة في شؤون المنطقة ؛ في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، لكنها خرجت خاسرة بسبب رفض الشعوب العربية والمسلمة لسياساتها العدوانية ، ويبدو أنها لم تستوعب الدرس حتى الآن . وسوف تواجه الفشل مرة اخرى ، وهذا ما سيحصل ان شاءالله .