فهد الجبوري ||
هل تصمد أوروبا في مواجهة تداعيات الحرب في أوكرانيا على الاقتصاد ورفاهية المواطنين في الغرب ؟
من الأمور التي اصبحت مؤكدة ، وملموسة ، هي أن الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ حوالي ٤ اشهر اصبح لها تداعيات وتأثيرات مباشرة على رفاهية المواطن في بلدان أوروبا ، وفي الولايات المتحدة ، وعلى عموم العالم .
فقد خرج اليوم الآلاف من المواطنين البريطانيين في تظاهرة جابت شوارع وسط العاصمة لندن احتجاجا على التكلفة الباهضة للمعيشة والزيادة الحاصلة في أسعار المواد الغذائية والوقود والسلع الاخرى .
ونقلت وكالة اسوشييتد بريسAP قبل ساعات أن حشودا كبيرة من المواطنين طافت شوارع لندن لمطالبة الحكومة بمساعدة الناس على مواجهة فواتير الدفع وبقية النفقات التي آخذة بالصعود بسرعة متجاورة بذلك اجورهم .
وقد تم توجيه النقد المباشر الى رئيس الوزراء بوريس جونسون بسبب تباطؤه في ايجاد حل لازمة ارتفاع تكاليف المعيشة .
وتقول AP أن التضخم في بريطانيا وباقي بلدان أوروبا آخذ في الارتفاع ، وأن حرب روسيا في أوكرانيا قد قلصت من إمدادات الطاقة والمواد الغذائية الأساسية مثل القمح . مشيرة الى أن الأسعار كانت في الأساس مرتفعة قبل الحرب ، حيث أن تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة كوفيد ١٩ ، قد نجم عن طلب استهلاكي قوي .
وقد رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها عبارات مثل " وقف الحرب لا الرفاهية " ، واطلقوا صيحات الاستهجان عندما مروا بالقرب من داونينغ ستريت 10 ، حيث مقر رئيس الوزراء .
ولم تقتصر تداعيات الأزمة في أوكرانيا على بريطانيا فقط ، وإنما وصلت الى معظم البلدان الأوربية التي يعاني اقتصادها من فترة انكماش وتضخم ، ويرى معظم المراقبون ان الاقتصاد العالمي بأكمله سيشعر بآثار تباطؤ النمو ، وزيارة وتيرة التضخم مما يؤدي بدوره الى تآكل قيمة الدخول والقوة الشرائية للمواطنين .
وفي الولايات المتحدة التي ارتفعت فيها أسعار الغاز والطاقة والمواد الاستهلاكية ، فقد اعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلته مع وكالة AP قبل يومين ان الشعب الأمريكي محبط حقا ، وأنه يتفهم شعور المواطن العادي بالارتباك والانزعاج والقلق .