فهد الجبوري ||
استعرضت مجلة ناشونال انتريست الأمريكية في مقالة لها اليوم أهم الأسباب التي تدفع تركيا الى شن عملية عسكرية جديدة في سوريا .
وقالت المجلة في معرض سردها لهذه الأسباب أن القضية الأولى والمهمة التي تجعل انقرة تفكر بجدية للإسراع في تنفيد عمل عسكري في الأراضي السورية هو أن روسيا منشغلة حاليا في حربها في أوكرانيا ، ولذلك لا يحتمل أن يصدر عنها رد فعل قوي ضد التوغل العسكري التركي . ومن المعروف ان تطورات الأزمة في أوكرانيا قد اجبرت موسكو على سحب جزء من قواتها من سوريا وإعادة نشرها في أوكرانيا . ولهذا ترى انقرة انها في وضع مريح لانها تحتمل ان لا تكون روسيا عائقا حقيقيا أمام عمليتها العسكرية التي تستهدف حسب ما تقول انقرة ملاحقة وحدات الحماية الشعبية في شمال سوريا . ومن الناحية الثانية ، قد تكون العملية العسكرية في سوريا مفضلة لدى روسيا بطريقتين : الأولى العملية المحتملة قد تضع المزيد من التوتر على العلاقات التركية - الغربية ، مما يخلق وضعا أفضل بالنسبة لروسيا ، وبالإضافة الى ذلك ، فإن العملية العسكرية المحتملة قد تجبر وحدات الحماية الشعبية لتسليم بعض المناطق التي تحت سيطرتها الى نظام بشار الأسد ، وهي النتيجة التي كانت روسيا مع النظام السوري يأملان بتحقيقها . وتمشيا مع هذا الهدف ، فقد أرسل نظام الأسد تعزيزات الى حلب وأن الرئيس الأسد قد أعلنها بشجاعة أن القوات السورية سوف تقاوم الهجوم التركي . كما أن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية ، التي تشكل وحدات الحماية الشعبية عمودها الفقري ، أعلن استعداده للتعاون مع نظام الأسد لصد الهجوم التركي .
وتقول المجلة أن السبب الثاني هو أن التوسيع الأخير لحلف الناتو وانضمام السويد وفنلندا قد وفر لتركيا فرصة جيدة بخصوص عمليتها العسكرية المحتملة في شمال سوريا . وكانت تركيا قد عارضت انضمام السويد وفنلندا لبعض الوقت واستخدمت ذلك للحصول على بعض الامتيازات ، وكحقيقة معروفة ، كانت تركيا تحاول التفاوض مع الولايات المتحدة حول ملفات عدة من خلال توظيف قضية توسيع الناتو وضم السويد وفنلندا له . ولهذه الأسباب كانت تركيا تأمل أن اية عملية عسكرية مرتقبة في شمال سوريا لن تؤدي الى استفزاز الولايات المتحدة ، وبلدان الاتحاد الأوروبي . واليوم بعد أن سحبت تركيا الفيتو ضد انضمام السويد وفنلندا الى الناتو ، فهي تتشجع على نحو متزايد بالقيام بعمليتها العسكرية في شمال سوريا .
وتشير المجلة الى أن السبب الثالث هو أن تركيا ترى ان لديها مبررا للقيام بالتوغل العسكري وهو حاجتها لتوسيع المناطق الآمنه في شمال سوريا والتي يكون بامكانها استيعاب اللاجئين السوريين الذين يقيمون حاليا في تركيا . وكان الرئيس التركي ارودغان قد أعلن خطة لارجاع مليون لاجئ سوري الى بلدهم ، وبالرغم من وجود بعض الصعوبات في طريق تنفيذ هذه الخطة ، لكن العملية العسكرية المحتملة قد تخدم وعد الحزب الحاكم في اعادة اللاجئين السوريين الى بلدهم واستخدامها كورقة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية العام المقبل . وقد تساهم العملية العسكرية في تعزيز قاعدة الحزب الحاكم .
https://telegram.me/buratha