فهد الجبوري ||
فشل في اتخاذ موقف موحد ازاء الأزمة في أوكرانيا ، وتأثيرات الحرب المستمرة هناك
مجموعة العشرين هي منتدى دولي يجمع الحكومات ومحافظي البنوك المركزية من ١٩ دولة بالإضافة الى الاتحاد الأوروبي . وقد تأسست في العام ١٩٩٩ وذلك بهدف مناقشة السياسات المتعلقة بتعزيز الاستقرار المالي العالمي ، وتمثل اقتصاديات الدول الأعضاء في مجموعة العشرين مجتمعة حوالي ٩٠٪ من اجمالي الناتج العالمي .
وتضم في عضويتها كل من الأرجنتين ، استراليا ، البرازيل ، كندا ، الصين ، الاتحاد الأوروبي ، فرنسا ، ألمانيا ، الهند ، إندونيسيا ، إيطاليا ، اليابان ، المكسيك ، روسيا ، جنوب أفريقيا ، كوريا الجنوبية ، تركيا ، الولايات المتحدة ، بريطانيا ، والسعودية ، وهي الدولة العربية الوحيدة في المجموعة
وفي إطار لقاءاتها الدورية ، عقدت المجموعة اليوم الجمعه مؤتمرا على مستوى وزراء الخارجية في إندونيسيا شابه اختلاف كبير في وجهات النظر ، ولم ينجحوا في ايجاد ارضية مشتركة حول الحرب في أوكرانيا ، وكيفية التعامل مع تأثيراتها الكونية ، مما يثير شكوكا كبيرة حول التعاون المستقبلي للمجموعة في المجالات الاقتصادية والتجارية والمالية ومواجهة التحديات الكبرى التي تواجه العالم .
وتشير التقارير الخبرية الى أنه بالرغم من المناشدات التي تلقتها المجموعة بضرورة العمل على ايجاد ارضية مشتركة لإنهاء الحرب في أوكرانيا ، يبقى الإجماع على هذه القضية بعيد المنال وسط خلافات عميقة بين الشرق والغرب تحركها الصين وروسيا من جانب ، والولايات المتحدة وأوروبا من الجانب الآخر .
وتنقل وكالة اسوشييتد بريس في تقرير لها من إندونيسيا أنه لم يصدر بيان ختامي عن المؤتمر كما كان يحصل في المؤتمرات السابقة ، مضيفة أن التوتر كان حادا لاسيما بين روسيا وأمريكا والبلدان الغربية المشاركة في الاجتماع .
وتقول الوكالة أنه على الرغم من تواجد وزيري الخارجية الروسي والأمريكي في نفس القاعة للمرة الأولى منذ بدء الحرب في أوكرانيا ، الا انه تجاهل كل منهما الآخر بوضوح .
وكان اجتماع المجموعة قد بدأ فقط بعد ساعات من اعلان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تقديم استقالته ، مما دفع وزيرة خارجيته ليز تروس الى مغادرة بالي مكان انعقاد الاجتماع ، وكان منعقدا للتو عندما جرى اغتيال رئيس الوزراء الياباني السابق شينسو آبي في طوكيو .
وقد كان من أهداف اجتماع بالي اليوم هو تحديد الإطار العام للقمة القادمة لمجموعة العشرين التي سوف تعقد في إندونيسيا في شهر نوفمبر القادم .
وقد حثت وزيرة خارجية إندونيسيا ريتنو مارسودي المجموعة التي شارك في اجتماعها وزراء خارجية روسيا والصين والولايات المتحدة وعدة بلدان غربية على التغلب على عدم الثقة من اجل مصلحة العالم الذي يواجه تحديات كبيرة وخطيرة من وباءكوفيد ١٩ ، و التغير المناخي الى الحرب في أوكرانيا .
وقالت أن البلدان الفقيرة والنامية تواجه الآن عبء النقص الحاد في الوقود والغذاء الناجم عن الحرب في أوكرانيا ، وأن مجموعة العشرين تتحمل المسؤولية في اتخاذ التدابير والإجراءات التي تخفف من وطأة ذلك على العالم والشعوب الفقيرة على وجه الخصوص .