متابعة وترجمة ـ فهد الجبوري ||
كشف تقرير اقتصادي أن دين الحكومة العراقية سوف ينخفض بشكل كبير هذا العام بعد تحقق وفرة في الإنتاج الاقتصادي بسبب الارتفاع في أسعار النفط ، محذرا من ان هذا الانخفاض قد لا يكون مستداما وذلك نتيجة للتوترات السياسية التي تقيد من الإنفاق العام وتعكس المخاطر السياسية العالية في البلاد .
وقالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني Fitch Ratings أن دين الحكومة العراقية كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي من المتوقع أن ينخفض الى حوالي ٤٧٪ هذا العام من ٦٦٪ من الإنتاج في عام ٢٠٢١، وهو اكبر انخفاض لأية حكومة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .
ويعتمد العراق ، ثاني اكبر منتج للنفط في منظمة اوبك على عائدات النفط لتلبية ٩٠٪ من الإنفاق الحكومي ، ويوم الأربعاء أعلنت البلاد اكتشاف عدة حقول نفط جديدة في محافظة الأنبار ، في غرب البلاد .
ويتوقع ان ترتفع عائدات تصدير النفط بنسبة ٧٥٪ مع الارتفاع الحاصل في الأسعار وفي الصادرات ، ويصدر العراق كميات يصل معدلها الى ٣.٣ مليون برميل يوميا ، فيما يبلغ حجم الإنتاج في منطقة اقليم كوردستان اكثر من ٤٥٠ الف برميل في اليوم الواحد .
وتحوم أسعار النفط عند ١٠٠ دولار او اعلى للبرميل الواحد منذ الهجوم العسكري الروسي في أوكرانيا الذي بدأ في شهر شباط الماضي .
وتتكهن وكالة فيتش بأن أسعار النفط ستكون عند معدل ١٠٥ دولار للبرميل الواحد هذه السنة و عند ٨٥ دولار في عام ٢٠٢٣ ، وهذا سوف يعزز دخل الحكومة والنمو الاقتصادي .
وقد صنفت وكالة فيتش العراق على أنه B , وهي ست درجات أقل من معدل الاستثمار ، مما يشير الى وجود مخاطر التخلف عن السداد المادي ، ولكن لا يزال هناك هامش أمان محدود ، وإن الالتزامات المالية يتم الوفاء بها حاليا .
ويشير التصنيف ايضا الى ان القدرة على الدفع المستمر تبقى عرضة للتدهور في في قطاع الأعمال والبيئة الاقتصادية .
وجاء في تقرير وكالة فيتش ايضا انه بالرغم من أسعار النفط المرتفعة ، والزيادة في انتاج النفط الخام والصادرات ، والتي قللت من الدين الحكومي وعززت من احتياطيات العملة الأجنبية ، لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين حول الاتجاهات المالية العامة وتوقعات أسعار النفط .
وتتوقع الوكالة ان يسجل العراق نسبة ١٧٪ من فائض الميزانية العامة للناتج المحلي الإجمالي في عام ٢٠٢٢، بناءا على زيادة الإنفاق بنسبة ٦٪ من الناتج المحلي الإجمالي . ومع ذلك فقد حذرت " من وجود مخاطر على توقعاتها بشأن الاتجاه المتصاعد للإنفاق ، حيث من المرجح أن تنطوي أية ميزانية جديدة على انفاق اعلى في ضوء احتياجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية الملحة في العراق ."