فهد الجبوري ||
وصلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي ، نانسي بيلوسي الى تايوان في زيارة لها بالرغم من الاعتراضات الصينية ، حيث حذرت بكين مرارا من الزيارة ، وقالت ان الولايات المتحدة " ستدفع الثمن "
وتتمتع جزيرة تايوان بالحكم الذاتي ، لكن الصين تطالب بضمها اليها وتنظر اليها باعتباره مقاطعة انفصالية .
حول هذه الزيارة التي قد تشعل التوتر بين الصين والولايات المتحدة بعد تحذير الناطقة باسم الخارجية الصينية خلال إحاطة صحفية " أن الجانب الأمريكي سيتحمل المسؤولية وسيدفع الثمن في حال المساس بمصالح الصين الأمنية السيادية ، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الاثنين مقالة رأي للكاتب المعروف توماس فريدمان تحت عنوان : زيارة بيلوسي الى تايوان متهورة تماما .
يقول فريدمان " انا أكن كل الاحترام لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي . لكنها اذا مضت قدما في زيارة تايوان هذا الاسبوع ، وبالضد من رغبات بايدن ، فإنها سوف تقوم بارتكاب عمل متهور تماما ، وخطير وغير مسؤول "
ويضيف " لا شئ جيد سيسفر عنها . تايوان لن تصبح أكثر أمنا أو أكثر ازدهارا نتيجة لهذه الزيارة الرمزية بامتياز ، وهناك الكثير من الأمور السيئة قد تحدث . ومن ذلك رد فعل عسكري من جانب الصين والذي قد ينجم عنه صراعات غير مباشرة مع روسيا النووية ، والصين النووية في نفس الوقت "
ويخاطب فريدمان السيدة نانسي بقوله " واذا كنت تعتقدين أن حلفائنا الأوربيين ، الذين يواجهون حربا وجودية مع روسيا حول أوكرانيا - سوف ينضمون إلينا اذا ما حصل صراع أمريكي مع الصين حول تايوان ، والذي تثيره هذه الزيارة غير الضرورية ، فإنك تخطئين في قراءة العالم "
ويقول " دعنا نبدأ مع الصراع غير المباشر مع روسيا ، وكيف أن زيارة بيلوسي الى تايوان تحوم حوله "
ويضيف " توجد هناك لحظات في العلاقات الدولية تحتاج فيها أن تبقي عينيك ترصد الجائزة . واليوم الجائزة واضحة وضوح الشمس : وهي يجب علينا ضمان أن أوكرانيا تكون قادرة ، في الحد الأدنى ، من تخفيف حدة الغزو الروسي غير المبرر - وفي الحد الأقصى ، معاكسته ، لأن روسيا في حال فوزها سوف تفرض تهديدا مباشرا لاستقرار الاتحاد الأوروبي بأكمله "
ويقول " ولغرض المساعدة في توفير الإمكانية الكبرى في جعل أوكرانيا تواجه غزو روسيا وتحبطه ، فقد اجرى بايدن ومستشاره للأمن القومي جاك سوليفان سلسلة من الاجتماعات الصارمة جدا مع القيادة الصينية ، متوسلين ببكين بعدم التدخل في الصراع الاوكراني من خلال المساعدة العسكرية لروسيا - وبالخصوص الآن ، حيث تقلصت ترسانة بوتين بعد خمسة اشهر من الحرب الطاحنة ."
ويذكر فريدمان " أن بايدن ، وطبقا لمسؤول أمريكي كبير ، قد أخبر بنفسه الرئيس الصيني شي جينغ بينغ أنه اذا ما دخلت الصين الحرب الى جانب روسيا ، فإن بكين سوف تخاطر بالوصول الى أهم سوقين لتصدير بضائعها - الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي . ( والصين هي واحدة من أفضل الدول في العالم في تصنيع الطائرات المسيرة ، والتي هي بالضبط ما تحتاجه قوات بوتين في الوقت الحالي ) "
ويقول " أن المسؤولين الأمريكيين قد اخبروني أن الصين قد ردت بأنها لن تزود بوتين بالمساعدة العسكرية - في وقت تقوم الولايات المتحدة والناتو في تقديم الدعم الاستخباراتي لأوكرانيا ، وعدد مهم من الأسلحة المتطورة والتي ألحقت اضرارا خطيرة بالجيش الروسي "
ويطرح هذا التساؤل " مع الأخذ بالاعتبار كل هذه المعطيات ، لماذا تختار رئيسة مجلس النواب زيارة تايوان وتقوم عمدا باستفزاز الصين الآن ، لتصبح أول وأهم مسؤول أمريكي رفيع المستوى بزيارة تايوان منذ نيوت غينجرش في عام ١٩٩٧ ، عندما كانت الصين في ذلك الوقت ضعيفة اقتصاديا وعسكريا ؟ "