التقارير

الواشنطن بوست : أزمة العراق تضطرب مع إغلاق البرلمان من قبل المحتجين

2069 2022-08-03

متابعة وترجمة ـ فهد الجبوري ||

 

قالت صحيفة الواشنطن بوست في تقرير لها من بغداد الثلاثاء أن احتحاجات الشارع بين الخصماء قد أنتهت سلميا هذا الاسبوع ، لكن الأزمة السياسية في البلاد قد دخلت في مرحلة جديدة من عدم اليقين لان النخبة المتناحرة لم تقدم اي علامات نحو الحل والانفراج .

وترى " أنه بعد عشرة اشهر من حصول رجل الدين مقتدى الصدر على اكبر عدد من مقاعد البرلمان ، يستمر السياسيون في البلد من التكتلات الشيعية والسنية والكردية في التنازع بمرارة على شكل الحكومة القادمة "  والآن فقد انسحب الصدر من العملية السياسية فيما يعتصم اتباعه داخل بناية مجلس النواب .

وتشير الصحيفة الى المشاكل التي تواجه البلاد ، ومنها عدم تمرير الميزانية السنوية ، وتوقف مشاريع البناء ، والانقطاع المستمر في الطاقة الكهربائية مع تزايد درجات الحرارة في الصيف اللاهب .

وتقول " تقريبا بعد عقدين على الغزو الأمريكي للعراق ، فإن الأحزاب السياسية تعمل عادة في إطار ما بات يعرف" قواعد اللعبة  ": نظام على قاعدة الإجماع التي تمنح كل واحد مقعدا حول الطاولة ، ومنفذا للوصول الى الثروة المعدنية للبلد الغني بالنفط ، وغالبا من خلال المحسوبية  والفساد" . ولكن بعد محاولته وفشله في تشكيل الحكومة التي تستبعد غريمه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ، قام الصدر بتحدي" كتاب القواعد "، وأن الاضطرابات التي يثيرها قد دفعت العراق نحو منطقة مجهولة ومقلقة "

وتقول " أن الصدر شخصية متعددة الاطوار  في العراق ، مع تاريخ من التحريض ضد القوات الأمريكية ، وولاء قوي من عشرات الآلاف من الاتباع " والآن يقوم بتحريض هؤلاء الاتباع بالنزول الى الشوارع فيما يعتبر نفسه الرجل الذي يستطيع الإطاحة  بالنظام السياسي الذي تشكل بعد الغزو الأمريكي . "

" ولكن المحللين يقولون أن هناك احتمالية أن يكون هذا محاولة جديدة للهيمنة على صنع القرار داخل المجموعات الشيعية المنقسمة ، وبالتالي ، على كل النظام السياسي في البلاد "

وتنقل عن فنر حداد الاستاذ المساعد في جامعة كوبنهاغن قوله " الصدر يبدو أن لديه نية في اعادة تشكيل اتفاقية تقاسم السلطة " مضيفا " لقد أظهروا أن بإمكانهم احتلال البرلمان ؛ وأظهروا أن باستطاعتهم احتلال الفضاء العام ".

وبعد اشهر من الانسداد السياسي حول تشكيل الحكومة الجديدة ، تقول الصحيفة أن الصدر سحب نوابه من المفاوضات ، وقد أطر الانسحاب باعتباره لائحة اتهام للنظام .

وترى الصحيفة أن الصدر قد احتفظ باتباعه عبر مؤسسات السلطة في العراق ، مما جعل المحللين يعتقدون أن هذا التحرك قد يهدف ايضا الى دعم قاعدة متحمسة بالعادة والتي كانت تزداد تشاؤما  بشأن المشاركة في السياسيات الانتخابية المتشظية في البلاد .

" انهم يعتقدون ان رجل الدين الزئبقي يحاول تهميش الشيعة المنافسين حتى يظهر بمظهر القوة المهيمنة التي تتسيد عملية تشكيل الحكومة "

وتقول الصحيفة " لقد ازدادت الرهانات في هذا الجهد عندما ظهرت تسجيلات صوتية مسربة وصف فيها المالكي الصدر بأنه خائن وفاسد ، وسحب ذلك تاريخهم المرير الى الرأي العام مرة اخرى ، وأقام معركة لا يمكن أن يخرج منها سوى منتصر واحد ".

وفي مساء الأربعاء قام اتباع الصدر باقتحام المنطقة الخضراء ، واعتصم المئات منهم داخل بناية البرلمان ، وقد اعتبره المنافسون عملية انقلاب ، وفي يوم الاثنين ، اخرج الجانبان حشود المتظاهرين في الشوارع مما جعل العاصمة بغداد تحبس انفاسها خوفا من التصعيد ، وحتى العنف .

ولكن التظاهرات ، تقول الصحيفة ، قد مرت بسلام وبدون اية حوادث مهمة . وتنقل عن بعض شهود العيان قولهم " ألم يكن الصدر جزءا من النظام السياسي منذ ٢٠٠٣ وحتى اليوم ؟ والآن يعرض نفسه كمصلح ؟

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك