فهد الجبوري ||
وسائل الاعلام العالمية تواكب تطورات الأحداث المتسارعة في الساحة السياسية العراقية ، وعلى وجه الخصوص التظاهرات التي خرجت اليوم في بغداد وعدد من محافظات العراق ومنها التظاهرة الكبرى التي نظمها الإطار التنسيقي على اعتاب المنطقة الخضراء ، وذلك بهدف حماية الدستور ، وهيبة الدولة ، والتنديد بعملية تعطيل البرلمان وعرقلة تشكيل الحكومة .
وكالة اسوشييتد بريس الأمريكية نشرت على موقعها تقريرا لمراسلها في بغداد قاسم عبد الزهرة جاء في مقدمته " تجمع أنصار المجموعات الشيعية المدعومة من ايران في بغداد الجمعه للتنديد بمنافسيهم ، اتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، والذين اقتحموا البرلمان الشهر الماضي وبقوا معتصمين حوله منذ ذلك الحين .
وقال التقرير إن أنصار الإطار التنسيقي خلال تظاهرتهم اليوم ، لم يحاولوا الدخول الى المنطقة الخضراء المحصنة بشدة ، والتي تضم بناية البرلمان ، ومؤسسات الدولة والسفارات الأجنبية .
وأشار الى أن هذا الاحتجاج المضاد قد جاء بعد أن اصدر الصدر مهلة الى القضاء يوم الأربعاء ، مانحا إياه اسبوعا واحدا لحل البرلمان .
وكان الصدر الذي حققت كتلته اعلى المقاعد في الانتخابات الأخيرة لم يتمكن من تشكيل حكومة أغلبية ، مما دفعه لاتخاذ قرار بالانسحاب من العملية السياسية والطلب من نوابه بالاستقالة من مجلس النواب .
ويقول التقرير " وبعد استقالة نواب الصدر من البرلمان ، وبدلا من السماح لمنافسيه في الإطار التنسيقي بتشكيل الحكومة ، طالب الصدر بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة ، ولكن ليس من الواضح إن كان لديه قاعدة قانونية لمثل هذه الطلبات ."
وقد نقل التقرير فقرات من تصريحات ادلى بها بعض المشاركين في تظاهرة الإطار التنسيقي حيث يقول عباس سالم ، وهو طالب جامعي " نحن نحتج ضد احتلال البرلمان وضد الذين يهددون القضاء . وكان سالم يتحدث وهو يحمل بوسترا للجنرال الإيراني قاسم سليماني ، والقائد الشيعي البارز ابو مهدي المهندس ، اللذان قتلا في ضربة عسكرية أمريكية في كانون الثاني عام ٢٠٢٠.
ويقول محتج اخر ، احمد المالكي ، انهم يعارضون احتلال البرلمان من قبل اتباع الصدر ، وأن العراق يحتاج الى حكومة بأسرع وقت ممكن .
قناة ال بي بي سي غطت الأحداث بتقرير قالت فيه " خرج متظاهرو الإطار التنسيقي في مظاهرة تحت شعار " الشعب يحمي الدولة " بالقرب من المنطقة الخضراء من أجل الإسراع في تشكيل حكومة وطنية . وتاتي التظاهرة بالتزامن مع خروج التيار الصدري في مظاهرة من اجل حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة .
موقع المونيتور الإخباري نشر تقريرا مفصلا عن التظاهرات التي جرت اليوم ، وحالة الانسداد السياسي التي يمر بها العراق مشيرا الى أن الصدريين قد اقتحموا البرلمان ، وأن زعيمهم مقتدى الصدر قد دعا الى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة ، طالبا من المحكمة الاتحادية أن تقوم على الفور بحل البرلمان بعد فشله في تشكيل الحكومة الجديدة ، وأن تتولى الحكومة الحالية تنظيم الانتخابات الجديدة :
وجاء في التقرير انه حسب الدستور العراقي ، فإن حل البرلمان يكون بناءا على طلب من رئيس الوزراء ، وموافقة رئيس الجمهورية ، أو بطلب من ثلث اعضاء مجلس النواب ، يتبعه تصويت بالأغلبية المطلقة داخل البرلمان ، وبعدها يجب على رئيس الجمهورية الدعوة لإجراء الانتخابات في غضون شهرين من تاريخ التصويت على حل البرلمان .
ولكن الصدر يطلب حل البرلمان من قبل القضاء وهذا يتطلب اجراء تغيير في الدستور ، ويحتاج ايضا الى تصويت داخل مجلس النواب .
ويشير التقرير في مقطع آخر الى أنه حتى في حال تمت الانتخابات المبكرة ، فليس من المرجح أن يحصل اي طرف على الأصوات الكافية لتشكيل الحكومة بمفرده ، وأن الوضع سوف يعود الى المربع الأول .
ويرى التقرير أن الأزمة مرشحة بالاستمرار وذلك لعدة أسباب منها أن الإطار التنسيقي مصمم على مواقفه وشروطه حتى لايبدو بمظهر الضعيف .