محمد فخري المولى ||
المؤسسة التعليمية التربوية امامها عام دراسي جديد لكنه ليس عام طبيعي بل جاء بعد سلسلة من عدم وضوح الرؤية والنظر للمستقبل ولا نسمها اخفاق لاننا نتوسم بالنوايا الخير لانها نتائج لاحداث امتدت منذ خريف ٢٠١٩ الى الان .
المنظومة التربوية التعليمية بما يرتبط بالوزارتين تم تأشير العديد من نقاط تعيق عملها ومنها التدخلات التي سلبت المؤسسة التربوية التعليمية القدرة على تطوير خططها السنوية وفق الطاقات الاستيعابية ومعايير جودة التعليم ، تضاف الى ذلك شهادات جامعية ومستويات دراسية تفتقر إلى اختصاصات بمهارات يتطلبها سوق العمل .
الهدر التعليمي مفهوم يمكن ان يلخص كل ما تقدم لمفهوم اعم واوسع اسمه اقتصاديات المعرفة .
اقتصاد المعرفة جزء مهم من رؤى بناء البلد واساس رسم السياسة المستقبليه لنظام متكامل ، هناك نظريات عديدة ناخذ على سبيل المثال أنموذج الرسمالية والاشتراكية والهجين وهناك اقتصاد السوق المفتوح .
كل من تقدم من نظريات اصبحت مؤطرة ضمن نظام الدول التي تتبنى مجتمعها لكنها ستبقى ضمن معادلة بسيطة ٥ ٪ حكام ١٥ ٪ نخب وكفاءات و ٨٠ ٪ طبقة عاملة او تسمى طبقة وسطى هذه النسب التقربية قد تزيد او تنقص قليلا لكن تبقى نسبة الثلثين للكوادر الوسطية ، كل ما تقدم يمضي من خلال ستراتيجية التربية والتعليم المتكاملة .
هنا نود الإشارة الى اعتماد بعض البلدان على الخزين اللغوي كمعيار للتقسيم اعلاه .
المعادلة اعلاه لم تكن حاضرة لراسمي السياسة او منهجية او ستراتيجية التربية والتعليم عندنا وهذا واضح من عدم العناية وتسليط الضوء ودعم للمدارس المهنية والتجارية طبعا لا ننسى معاهد المعلمين والسياحة والفنون والحاسوب بمميزات مما ادى الى انحسارها باتجاه اكمال الدراسه الجامعية للطلبة الا جزء بسيط من هذا الافق الضيق .
هنا نود الاشارة ان المعاهد الطبية والنفط لولا التعين المركزي لكانت ضمن الفئات اعلاه .
الهدر التعليمي وفق معطيات الواقع وصول اكبر عدد من الخريجين صوب التعليم الجامعي ورقم ٥٠٠,٠٠٠ خمسمائة الف طالب سنويا نحو مقاعد الجامعات ببلد لا يتعدى تعداده ٤٠ اربعون مليون الا دليل واضح على هذا المفهوم .
لم نستطع التمييز بين الهدر والتسرب وبين تكلفة او اقتصاديات المعرفة .
الدول ومنها العراق تنفق على التعليم والتربية اموال طائلة فعندما يتسرب طالب عن الدراسة سيكون خساره لطاقة منتجة والاقسى ان يتحول لاداة بيد الارهاب ولو غيرنا نظرتنا للتسرب لمختلف الأسباب ومنها الاقتصادية والاجتماعية من خلال تفعيل الكوادر الوسطية بدعمها بالزام انتظامها بالمدارس من جهة وتوفير فرص عمل من جهة ثانية وهي الرؤية التي تتبناها التربية الصينية .
الترببة والتعليم العالي عالجت الهدر التعليمي ( بالتخمة الجامعية ) لنضيف اليها تخمة حملة المؤهلات العلمية العالية بدون النظر لحاجة سوق العمل او التخصص النادر .
لذا وفق ما تقدم الاهم من وجهة نظرنا اعادة دراسة مفهوم الهدر التعليمي او ايجاد رؤية لاقتصاد المعرفة محليا وفق دراسة جدوى للواقع بتركيز الاضواء والافكار على نقاط اساسية :
١. بناء وتاهيل الكوادر الوسطية
٢. رؤية ستراتيجية للتجنيد الإلزامي
٣. النظر بعناية للتجربة الصينية بقطاع التربية والتعليم
لننتهي برؤية شاملة بعيدة الامد ببلد خط الفقر فيه قارب ٤٠٪ وطبقات هشة يجب النظر اليهم وبحقهم بالتعليم مع مرعاة ما يضمن الرقي بهم منعا للتسرب والانحراف ومراعاه الطلبة المُجدين بما يعزز المواطنة الصالحة للطالب والعائلة .
لنحرف النظر من واقع الدول البسيطة الى الدول التي لها تجارب رصينة ، مانشير إليه انه يتطلب نظرة تحليلية شاملة لمجمل الأمور المرتبطة بالعملية التعليمية لاتخاذ قرارات جريئة تهتم بمراعاة مصير الأجيال القادمة
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha