عبدالجبار الغراب ||
منذ قيامها العظيم وقبل ما يقارب الأكثر من أربعة عقود وشقها للطريق الصحيح وتحقيقها لكل آمال واحلام الشعب الإيراني المجيد : كان للتكالب والإنزعاج والجري واللهث وراء زراعة العديد من المخططات لقوى الإستكبار العالمي من الأمريكان والصهاينة ومعهم بعض الدول الغربية واضعين مختلف المعوقات والموانع والمخططات وبالعديد من الوسائل والأساليب والممارسات واستخدامها لإفشال النجاح العظيم التي حققتها الثورة الاسلامية في ايران عام 1979.
فالقضاء على النظام التبعي للشاه محمد رضاء بهلوي الموالي والمنصاع والمنبطح للصهاينة والامريكان بدرجة رئيسة والطرد الايراني للسفير الإسرائيلي من داخل طهران واستبداله بمنظمة التحرير الفلسطيني : أثار مخاوف وقلق وتوجس الأمريكان وشعورهم بفقدانهم جناح هام ودولة لها عظمتها وثقلها الإقليمي والدولي عن سيطرتهم الكاملة وخروجها عن نطاق هيمنتهم ونفوذهم وتحكمهم السابق , والذي أغلقتها عليهم الثورة الاسلامية نحو اهدافها في استعادتها للاستقلال الذي كان للامريكان والصهاينة سيطرتهم ولعقود على القرار والسيادة للدولة الايرانية.
بعدها اعلن الشعب الايراني مرحلة جديدة للبناء والتقدم والتطور والانتاج والتصنيع والالتحام والاصطفاف مع العرب والمسلمين , وجعل القضية الاولى استرداد المقدسات الاسلامية والقدس والمسجد الأقصى ضرورة مستعجلة لا تراجع عنه وحق ثابت لا يمكن التنازل فية , والاتجاة نحو تحرير فلسطين من ايادي الكيان الاسرائيلي البغيض : قرار متخذ مستند على عديد مقومات متصاعدة منها ما يعزز الولاء والتذكر بجعل يوم الجمعة الاخيرة من شهر رمضان من كل عام يوما عالميا للقدس , والدعم والاسناد بالمال والسلاح للمقاومة الاسلامية في فلسطنين ومناصرة القضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية.
ومن هذا الصعود السريع والتقدم والتطور النوعي للإيرانيين وخلال سنوات وحقهم المشروع للحصول على الطاقة النووية للاغراض السلمية لخدمة الشعب الايراني : كان لإعداد وتجهيز الامريكان والصهاينة سيناريوهات عديدة ومخططات قذرة لمواجهة الشعب الايراني , فمن صناعة العوامل والاسباب وايجادهم لتبرير الافعال وخلقهم للبهتان والأكاذيب : جعلوها كلها مسالك ودروب تساعدهم للاضرار بإيران وشعبها المسلم العظيم , فالمؤسسات والمصارف والبنوك والمنظمات كان لانتشارها ودعمها واخفاؤها بطابعها السري في معظم الدول القريبة جغرافيآ من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجودها وبشكلها الكبير , وحتى في الداخل نفسه عبر وكلاء خونة وتكفيرين اقامتها لزعزعة الاستقرار في ايران ومحاولة اضعافها والقضاء على نظامها الاسلامي العظيم.
العظمة والصعود السريع للشعب الايراني نحو مصاف القوة العالمية ومنافستها الذي من خلالها رسمتها الاهداف التي انطلق وفقها للعمل على تحقيقها السيد الخميني رحمة الله عليه , ومنذ الوهله الاولى لقيام الثورة الاسلامية الايرانية العام 1979 شقت طريق النجاح لتحقيق كامل الاهداف التي حلم بها وتمناها الشعب الايراني ,ليتمد العطاء العظيم للثورة الاسلامية الإيرانية في مختلف الادوار والاسهامات الفعالة لتوحيد العالمين العربي والاسلامي في ما يجعل للجميع اسقلاليتهم والوقوف بحزم وقوة ضد قوى الشر والغطرسة والهيمنة , فظهرت دول محور كبير مقاومة لامريكا وإسرائيل اصطفت مع بعضها البعض محدثتا متغيرات عظيمة عسكرية في قلبها لموازين القوى وتغيرها للمعادلات العسكرية وانطلاقها نحو الاستقلالية والاستقلال التام والكامل , فما حدث في اليمن ومازال من حرب عدوانية امريكية سعودية صهيونية إماراتية لها ثمانية اعوام , اوضحت وقائعها ومعطياتها وبوضوح انتصار الشعب اليمني وفرضه لشروط ومطالب كافة اليمنين , وايضا ما حدث في لبنان والانتصار الكبير الثالث للبنانيين باسترداد الثروة وحقوقهم في البحث والتنقيب عن النفط والغاز , والثبات الفلسطيني المقاوم للاحتلال الصهيوني وتصديه لكل الممارسات والاعتداءات الصهيونية وردعه بالقوة والشجاعة,وصولا الى المصالحة الفلسطينية والاتفاق فيما بينهم , والعراقيين وآطفاء فتنة التحشيد للاطراف السياسية بالاتفاق بتشكيل حكومة وطنية , كل هذا لم يعجب الامريكان تماشيا مع مخططاتهم الموضوعة لاغراق شعوب المقاومة الاسلامية في مشاكل وقلاقل وفتن.
وعلى منوال الهدم والتدمير المتواصل للامريكان والغرب والصهاينة مسخرين مئات المليارات من الدولارات في سبيل تدمير وزعزعة الامن والاستقرار في الجمهورية الاسلامية الايرانية ناظرين فيها كدولة لها ثقلها الاقليمي والدولي على حدآ سواء والتعثر في الوصول الى تفاهم كامل لصيغة للتوقيع على الاتفاق النووي الإيراني , ليكنون لسيناريو الاستغلال لحادثة الإيرانية الشابة مهسا أميني ووفاتة مخططها المنتظر لحدث يساعدهم لوضعه استفاده لاستغلاله لأحداث وافتعال وأثارة اعمال شغب داخل المدن الإيرانية
وقادتها في ذلك المخابرات الأمريكية والغربية والموساد الصهيوني بمختلف امكانيتهم المدعومة مشعلين في ذلك احداث لم يكن لمستوى حادثة مهسا أميني حجمها في الخروج بالمسيرات والمظاهرات , خصوصا بعدما تبينت كامل الحقائق لملابسات وفاة الشابة , لكن الاشعال للمظاهرات ودعمها لم يساعد الامريكان في نجاح مساعيهم لتدمير الشعب الايراني.
هنا اوجدت أمريكا وإسرائيل ومعهم بريطانيا وفرنسا وبعض دول الأعراب كالسعودية عوامل واسباب لافتعال المشاكل وتغذيتها فالحادثة العرضية للفتاة الايرانية مهسا أميني وموتها الطبيعي , اشعلتها المخابرات الامريكية عبر ضخها لمئات المليارات لاشعال الفتنة في ايران ومع فشلها في ذلك اتخذت لذريعة وجود طائرات مسيرات إيرانية واكاذيب واباطيل يستخدمها الروس على الاراضي الاوكرانية وما هي الا سيناريوهات امريكية لبدائل فاشلة سابقة لتواصل الاجرام بحق الجمهورية الاسلامية الإيرانية محاولة تبرير ذريعة استهداف لإضافة عقوبات على ايران.
لكن لكل سيناريو معد لأمريكا لإدخاله بديل لسابق فاشل ومكشوف من قبل الايرانيين ما هو الا مزيدا من المحاولات الفاشلة والصادمة والفاضحة والكاشفة لكل مغالطاتهم واكاذيبهم المتواصلة , ليتمد العداء والخبث الامريكي الصهيوني الغربي لاستخدامهم لادوات مصنوعة ارهابية في كل البلدان , ومدها الى الداخل الايراني عبر جناحاتهم التكفيرين , لإحداث قلقلة وزعزعة الاوضاع والاستقرار جاعلين من استخدامهم الارهاب سلاح لتدمير ايران وشعبها , ومن التفجير الارهابي الجبان والذي إستهدف المواطنين في محافظة شيراز محدثتآ مجزرة إنسانية دموية بعشرات الضحايا ومئات الجرحى , جرائم متواصلة لأمريكا وإسرائيل ومعها بريطانيا والفرنسين بكل مخابراتهم واجهزتهم وملياراتهم المنتشرة في كل بنوك بلدان العالم لتغذية الارهاب وجعله اداة لقتل الانسان لتحقيق مطامع ونفوذ عبر سيلان دماء ملايين البشر , وما الحادثة الارهابية بمحافظة شيراز الايرانية الا مثال لحادثة ارهابية بصناعة أمريكية للألف الحوادث الارهابية في عموم البلدان العربية والاسلامية.
والعاقبة للمتقين.
https://telegram.me/buratha