د.محمد العبادي ||
في القرن الماضي عمل الغرب بقيادة أمريكا على تفكيك الإتحاد السوفيتي السابق واستخدم مختلف الأساليب ،وقد ذكر (فياتشيلاف شيرونين) رئيس جهاز أمن الدولة في كتابه ( خبايا الإنهيار) ان الإتحاد السوفيتي في عقد الثمانينيات قد كشف (٣٠) شبكة تجسس تابعة للدول الغربية تعمل على تفكيك الإتحاد السوفيتي وتقدم مختلف المعلومات للدول الغربية.
لقد كانوا ولازالوا يعملون بتنسيق عالي المستوى في سبيل تحقيق اهدافهم ومصالحهم.
في الحملة الموجهة ضد إيران؛ قد عملوا بصبر وتأن كبيرين؛ ففي( خلال الأسابيع الماضية تم تفعيل ٧٦مركزاً مناهضاً في إقليم كردستان العراق ،وأنشئت غرف عمليات داخل الإقليم وأخرى في عواصم غربية).
ولأجل ان نشاهد حجم الهجمة وتسويق الكذب ضد إيران؛ يمكننا أن نطلع على ما عمله بعض الباحثين من تحقيق عن أداء (٥) وسائل إعلامية خلال شهرين ،وتلك القنوات والمحطات هي : ( بي بي سي الفارسية، إيران إنترناشيونال ،وصوت أمريكا ،وراديو فردا، ومن وتو ) وظهر في ذلك التحقيق أنهم نشروا على صفحاتهم في الشبكة العنكبوتية وبثوا مباشرة او عبر الأثير بمجموعهم(٣٨٠٠٣) كذبة عن الحوادث الأخيرة في إيران.
وقد أشار قائد الثورة الإسلامية يوم أمس السبت الموافق ٢٠٢٢/١١/٢٦ م خلال لقائه بقوات التعبئة( البسيج) إلى ان أحد الأسلحة المهمة التي إستخدمها الأعداء خلال الأحداث الأخيرة هو ( الكذب) .
لقد هيّأوا الأرضية ببث السموم إلى مَن يلقي إليهم السمع ( وفيكم سماعون لهم) ،ومن ثم في مرحلة لاحقة أرسلوا السلاح بأنواعه إلى داخل إيران عبر شبكات تهريب السلاح أو من خلال المعارضة المسلحة؛ وبحسب الناطق بإسم قيادة الشرطة في إيران العميد مهدي حاجيان: منذ بداية العام الجاري [ العام الإيراني - اي منذ ثمانية أشهر ] ضبطنا (٢٩) ألف سلاحاً قد دخل إلى البلد؛ منها (٨٠٠٠) سلاحاً في الشهرين الأخيرين.
هذه الأسلحة كانت تأتي من شمال غرب إيران، ومن جمهورية آذربيجان، ومن المناطق الجنوبية ،وقد إعترف جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق أثناء حوار مع إذاعة بي بي سي الفارسية بتهريب السلاح من منطقة كردستان العراق إلى المعارضين في إيران.
إنّها هجمة تستهدف الأمن والإستقرار في إيران ،وقد إندفع بعض المغفلين أو المغرضين في حرق المباني الحكومية ،ومحلات الباعة،وحافلات نقل الركاب ووسائل النقل الخاص وحرق البنوك أو المصارف المالية وحاويات القمامة وغيرها ،وقتل المارة واستهداف رجال الشرطة والتعبئة وقد قتل أكثر من (٥٠) من رجال الشرطة وجرح منهم أكثر من (١٢٠٠)فرداً .اما رجال التعبئة فقد أصيب منهم خلال الأيام الأولى (١٨٥) عنصراً .
ان استهداف قوات الشرطة والتعبئة والناس الأبرياء مضافاً إلى استهداف المرافق العامة هو إستهداف للأمن في إيران والذي ينعكس أثره على الأمن في المنطقة .
إنّ إيران قد تضطر إلى ملاحقة المعارضين حتى لو كانوا في بلاد أخرى وربما يشير تحرك قطعاتها العسكرية البرية إلى ذلك،وعلى الدول المجاورة لها ان تتعاون في موضوع الأمن، لأنه يشبه الأواني المستطرقة فأمن إيران من أمن العراق وأمن العراق من أمن الدول المجاورة له.
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha