محمود الهاشمي ||
لم تتوقف اميركا عن مهاجمة العراق في جميع مراحله التاريخية ،وعندما تسال عن سبب هذا التآمر يأتيك الجواب ان "مسس بيل )قالت في مذكراتها (حذار ان تتركوا سكان هذا البلد خمسين عاما ،لانكم لاتقوون عليهم فيما بعد )
ادخلتنا امريكا في حربين قاسيتين وحصار ظالم اكلنا فيه (الحصى )ودمرت البنى التحتية الخدمية والمعامل والمصانع ومحطات الطاقة وقتلت الملايين وهجرت اضعاف اضعافهم في الداخل والخارج ،وجلبت الينا الارهابيين من اصقاع الارض ليعيثوا بالارض فسادا وقتلا وانتهاكا للاعراض ونهبا للمال .
احتلتنا امريكا بجيوش قدمت من مسافة (12) الف كيلو متر عن بلادنا وحلت جيشنا
واشاعت الطائفية بين مكوناتنا وفرضت نظام (الاقاليم ) وحتى (النظام السياسي )مثلما اشاعت الفساد من لحظة فتح ابواب الدوائر وممتلكات الدولة للصوص وحتى يومنا هذا .
قاتلنا القوات الغازية بكل بسالة وقتلنا عشرة الاف من قواتهم وجرحنا سبعين الف وهزمناهم شر هزيمة مذلين مهانين .
من لحظة خروج القوات الاميركية عام 2011
وحتى يومنا وامريكا هزمناها عسكريا ولم نهزمها سياسيا في بلدنا فمازالت تتدخل في شؤوننا وتفرض علينا حكوماتنا وتتدخل في الانتخابات والنتائج ،وقتلت قادة نصرنا وعزتنا على ارضنا ،ولم تكتف بذلك بل هيمنت على اموال نفطنا وحجزتها في بنوگها
لنبقى اسرى قراراتها وهيمنتها واخر ماحاصرتنا به (رفع صرف الدولار )الذي تسبب في افقار شعبنا واربك اسواقنا .
حين جاءت حكومة السيد محمد شياع السوداني انتعشت ارواحنا وقلنا جاء دور (ابنائنا ) ليحكموا بلادهم ،مدعومين من (اطار مقاوم ) واعتبرنا ذلك من
(الالطاف الالهية ) بعد ان يئسنا ودب الخوف في مفاصلنا حين اقتربت (الفتنة) والعياذ بالله .
مع مجيء حكومة السيد السوداني حضرت بنت المخابرات الاميركية وصنيعتها المحترفة السفيرة الاميركية الجديدة التي اوكلت اليها صناعة الارمة بالعراق وخلط الاوراق ،ولم تمض على الحكومة (45) يوما حتى اخرجت السفيرة جميع اوراقها وراحت ترسم لنا خطوط الطول والعرض ومسالك المرور في بلادنا ورفعت اصابع التحذير ؛-
1-لاتقربوا (رفع سعر الصرف )لانه من بنات افكارنا .
2-لاتقربوا (الصين )!
3-لاتقربوا (ايران )
4-لاتقربوا روسيا
5-لاتقربوا سوريا
6-لاتعينوا اي شخصية فيها
(رائحة المقاومة )
7-لاتقربوا انشاء محطات كهرباء ولا بناء مساكن ولا معامل ولا مصانع .!
8-لكم طريق واحد سالك باتجاه الاردن مصر دول التطبيع ودول الخليج .
9-بمنع تحرير الاراضي التي استولى عليها الاتراك من اراضيكم ،.
10-اتركوا اقليم كوردستان فانه جزء مفصول عنكم وهو موقع تابع للصهيونية وللمعارضة اتجاه اي دولة نستهدفها .
11-جميع الشخصيات التي خرجناها من دوراتنا وسفاراتنا هم في حمايتنا ومتى رغبنا باخراجهم فهم طوع امرنا وحذار المساس بهم لانهم (ثوار )!
12-يجب السماح للمثيليين القيام بحرياتهم وفق اهوائهم وعلمهم فوق اعلامكم .
هذه شروط امريكا المعلنة اما غير المعلنة فالله يعلم بها .
نحن نقول لطبقة السياسيين من اخوتنا الذين شهدت لهم ميادين المنازلة مع المحتل ومع الارهاب (ماالذي دهاكم )؟
هل طابت لكم القصور والاموال والموائد
والقيتم سلاحكم جانبا ؟
نحن نعلم هناك سماسرة للسفارة الاميركية واجبهم نقل معلومات من السفارة اليكم وبالعكس ،وفي ذلك "احترافية )عالية ومقلقة بدعوى (السفارة )راضية عنكم
وعن حكومتكم وووالخ
نقولها وبصراحة ان اميركا لاتفهم لغة السلم قط لان ايديولوجيتها (الحرب) وعقيدتها (السلاح )لذا فان لها (850)قاعدة عسكرية خارج اراضيها .
المشكلة انكم ضعفتم امام امريكا يوم (ضعفت اميركا ) وهجرها اقرب الاصدقاء
وهاهم دول الخليج يتخلون عنها وهم النقطة الاضعف فمالكم لاتقرؤون الواقع جيدا ؟
عندما نصرناكم فقد نصرناكم لانكم (مقاومة ) ليس في البعد العسكري انما في كل الابعاد السياسية والثقافية والوطنية والدينية والقيمية ودون ذلك فنحن منكم براء ،ولاتقولوا عندها (خذلتمونا )انما هو موقفنا لنصرة الحق ودون ذلك نموت ونحيا .!
لااعرف كيف نظرتم للقاء السيد رئيس الوزراء بسفيرة اميركا ست مرات ب(45)يوما
وكيف فسرتموه ؟ولاشك ان الرجل لم يذهب بعيدا لولا انه استلم اشارة (الايجاب )
منكم ..
انتم من قال في البيان الاخير بعد اجتماعكم بالسيد السوداني (نؤيد جميع خطوات السيد السوداني )!
على اية حال اننا نرى ان العراق قوي بشعبه
وتاريخه وموقعه وثرواته ،ومازالت سيوف المقاومة خارج اغمادها ،ولن نرضى ضعفا او انكسارا ،وان كسرة خبز بكرامة خير من مائدة بذلة وهوان ..
ثم ماذا لوعادينا امريكا ؟هل ستنقلب الدنيا ؟ هذه ايران تعادي امريكا منذ اربعين عاما وازدادت قوة وبناء وعمرانا وتطورا علميا وتقنيا وصحيا وعسكريا !
اما اصدقاء امريكا مثل دول الخليج فماازدادوا الاّ ذلة وتراجعا وليس باكثر من بقرة خلوب ،واخرها ساقتهم امريكا الى
بيت الطاعة (التطبيع مع الصهاينة )وهم صاغرون .