د. إسماعيل النجار ||
الحرب الروسية الأميركية على أرض أوكرانيا كشفَت عُرى العلاقة بين أوروبا وألولايات المتحدة وتبينَ للعالم أجمَع أن الإتحاد الأوروبي برُمَّتِهِ خاضعٌ وخانعٌ لمقتضيات الحاجة الأميركية ويدفع الجزيَة لها من دون أي إعتراض،
ألمانيا التي تعتبر رأس حَربَة الإقتصاد الأوروبي صَحَت مُتأخِرَة على التهديد والإبتزاز الأميركي لها من خلال تصريحات لقادة الإدارة الأميركية وتحديداً الرئيس السابق دونالد ترامب بسحب القواعد العسكرية منها ورفع الحماية عنها،
فأعلنَ مستشارها "أولاف شولتس" بأن بلاده أصبحت بحاجة ماسة إلى جيش يحميها ويؤَمِّن حدودها،
كما دعا مع بعض القادة الفرنسيين لتأسيس جيش أوروبي والإستغناء عن الناتو،
المخطط الأميركي يقضي بإضعاف روسيا وأوروبا أكثر فأكثر من خلال الدفع بإستمرار الحرب في أوكرانيا، في ظل صُراخ شعبي بدأ يرتفع داخل فرنسا يطالب بالخروج من حلف الناتو ووقف الدعم لزيلينسكي الذي بدا مقتنعاً بأنَّ إستمرار الحرب لن يُنتج له حلولاً مع روسيا ولن ينتصر، وخصوصاً بعدما شعَرَ بتراجع إندفاعة الكثير من الدُوَل بتقديم الدعم العسكري والمالي لهُ،
من هنا كان تصريح وزير خارجيتهُ بضرورة عقد مؤتمر سلام دولي لبلاده في شباط 2023 المقبل،
بعد هذه التطورات أدركت برلين بأنها مستهدفة أميركياً من خلال محاولة واشنطن تدمير خط الغاز الروسي نورد ستريم 2 الذي يمر في بلادها، كما أدركت أن الإبتعاد عن موسكو سيوصل البلاد الى حد العتمة الشاملة والموت صقيعاً وارتفاع أسعار كل شيء بما يعني إنهيار المانيا، الامر الذي إضطرها للتقارب مع موسكو وفتح خط اتصال أزعجَ الأميركيين،
لكن السؤال هو: هل تتجرَّأ برلين وتتحالف مع روسيا وتقلب الطاولة فوق رؤوس الأميركيين وتنتهي أسطورة الهيمنة الأميركية؟
أم أنها ستُبقي نفسها تحت رحمة الدولة الماسونية العميقة والصهيونية العالمية؟.
هذا السؤال ستتم الإجابة عليه قادم السنوات.
بيروت في...
28/12/2022
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha