د. إسماعيل النجار ||
دُوَل العالم تدفع ثمن الصراع الأميركي الروسي الصيني وإيران تدفع ثمن خيانة العربان لفلسطين،
هذا هو الواقع بعينه وهذه هي الحقيقة،
بعدَ تفاقم الحرب الإقتصادية بين واشنطن وبكين وإعلان الأخيرة التخلي عن الورقة الخضراء والتعامل بالعملة المحلية"اليوان"
إزدادت التحديات الإقتصادية العالمية بين ألولايات المتحدة الأميركية وخصومها من بين دُوَل العالم، فكانت روسيا الجناح الأيمن لرأس حربَة الأعداء لأميركا والتي قررت التخلي عن الدولار وبيع منتجاتها النفطية والغاز المُسال بالروبل الوطني الذي طبعت منه كميات كبيرة وتَمَّت تغطيته بالذهب لأول مرة بتاريخ روسيا الإتحادية،
الصين التي تستحوذ على 40٪ من سوق التجارة العالمي لم تستطِع الوصول الى الكمال في حربها ضد الدولار حيث بلغت أصول استثماراتها وسنداتها في العالم إلى ما يزيد عن 14 تريليون جميعها خضراء أي ما يوازي ميزانية المدخول القومي الصيني السنوي الأمر الذي يمنعها من تحقيق أهدافها،
وحدها الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تتماهىَ مع الصين وروسيا في حربهما ضد الدولار الأميركي لا زالت تركز بكل معاملاتها التجاريه عليه،
الحرب الأميركية على الصين وروسيا لمنعهما من إمتلاك قدرات تتحدى سيادة عملتها، وإضعاف اوروبا يهدف الى إبعادها عن الدب والتنين،
أما حربها ضد إيران فهدفها إبعاد شبح الخطر الشيعي عن إسرائيل الذي يهدد بزوالها،
التطبيع العرباني مع الكيان الصهيوني شَجَعَ واشنطن على شَن حرب اقتصادية وسياسية على إيران وفرض عقوبات عليها ومحاصرتها اقتصادياً بأكثر من 1600 قرار صدروا عن وزارة الخزانة الأميركية ضد كيانات ومؤسسات وأفراد، وكذلك فعلت أوروبا
ومع ذلك تمكنت إيران من الإلتفاف على 75٪ من العقوبات الغربية، وبدأت ببيع نفطها ورفع مستوى التصدير بصورة تدريجية حتى بلغ اليوم 2 مليون وثلاث مائة الف برميل يومياً لم تؤثر العقوبات عليها،
ومؤخراً إكتشفَ البيت الأبيض أن طائرات شاهد الإيرانية الإنتحارية المُسيرَة التي استخدمتها روسيا بكثافه في حربها على اوكرانيا تتكَوٌن 80٪ منها من قطع الكترونية أميركية متطورة وبطاريات يابانية ومحركات نمساوية ذات دفع كبير ومعالجات أميركية فائقة الدقة، رغم أن واشنطن فرضت عقوبات قاسية وضوابط تصدير لمنع الشركات الأميركية من الإلتفاف عليها وحصول ايران على التكنولوجيا الدقيقة العالية الجودة، ومع ذلك استطاعت طهران تخطي مسارب المراقبة الأميركية الصارمه على أكثر من 70 مصنع منتشرين في أكثر من 13 دولة ومنطقة في العالم، وأظهرت تحقيقات وفحوصات شركة CAR الأميركية أن طائرات شاهد المُسَيَّرَة لها قدرات أكثر تطوراً من المسيرات الاميركية والروسية والصينية بفعل الإضافات الإيرانية عليها مثل أجهزة الإستشعار الدقيقة وغيرها التي منحتها قدرة على المناورة والمرونة. وحققت إنتصارات وتفوقاً على وسائط الدفاع الجوي الاوكراني،
هذا الأمر أرعب واشنطن وتل أبيب وبدأ البحث جدياً بوضع حد لهذا التفوق الفارسي والتهديد الكبير لوجود كيان بني صهيون الغاصب، وتحدثت إسرائيل عن قدرتها منفردة على شن هجوم واسع النطاق على إيران لتدمير مفاعلاتها النووية ومصانع الطائرات ولو إضطر الأمر لإستخدام أسلحة نووية تكتيكية،
لكن إيران بدورها وعلى لسان قادتها حذرت بأن إرتكاب أي خطأ من قِبَل أميركا وإسرائيل مع إيران سيواجه برَد عسكري مُدَمر على الطرفين،
إذاً إيران تدفع فاتورة نُصرة فلسطين وخيانة الأعراب.
بيروت في...
30/12/2022
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha