د. إسماعيل النجار ||
هيَ الحرب الأكثر تَكلِفَة بعد الحرب العالمية الثانية، والتي تشترك فيها نصف دُوَل العالم بشكلٍ غير مباشر، وأنهكت الإقتصاد العالمي وكَبَّدَتهُ خسائر بأكثر من (2) تريليون دولار أميركي،
عشرَة أشهر من تبادل الهجمات الصاروخية والبرية والقتال على مساحاتٍ شاسعه من الأراضي الاوكرانية، وخسائرٌ مادية وعسكرية بين الطرفين تجاوزَت (واحد) تريليون دولار أميركي وأكثر من ثلاث مائة ألف قتيل، و30 مليون مُشَرَّد من الطرفين، قد تُهدِّدَ بنشوب مواجهة عسكرية مباشرة بين الجيش الأحمر والناتو في حال تطوَر الأمر في المستقبل،
وتدمير ما يزيد عن ٥٠٪ من المُدُن الأوكرانية الكُبرَىَ،
· حربٌ قَذِرَة أشعلتها أميركا لإستنزاف روسيا وأوروبا،
كانت بداية إشتعالها تشغلُ بال العالم وتتصدَّر وسائل الإعلام العالمية ونشرات الأخبار الرئيسية، إلى أن أصبحت تتربع في المربع الثالث في نشرات أخبار وسائل الإعلام في بعض الدُوَل التي أصبَحَ الخبر عادياً فيها وكأنها حرباً ليسَت ذات حجم أو أنها مناوشات بالنيران بين دولتين صغيرتين،
هكذا تريد واشنطن إظهار الأمور للعالم، وهي قادرة على ذلك لطالما أنها تمتلك مفاتيح أبواب الإعلام الغربي برُمَّتِه، من هنا فأنها تستطيع ساعة تشاء أن تعيد إليها أهميتها الكُبرَىَ عبر الإيعاز للإعلام المأجور بضرورة عودة تَصَدُر أخبار هذه الحرب نشراتهم الإخبارية الرئيسية والمُلحَقَة،
الأهداف الأميركية لن تتحقَّق بمجملها في هذه الحرب القذرة كوجه بايدن وزيلينسكي إنما بجزء يسير منها،
وروسيا المستهدفة تعترف أن واشنطن نجحت في تعميق الخلافات الروسية الاوكرانية وخلق حالة عداء وجروح بين الشعبين من هَول حجم الدماء التي أُريقَت والأرواح التي أُزهِقَت لذلك من الصعب أن تندمل تلك الجراح ولن تندمِل أبداً،
ثانياً نجحت أميركا بإستنزاف البلدين مادياً، وكشف أسرار جزء مهم من الأسلحة السرية الروسية بعد الحصول عليها من ساحات المعارك عن طريق الحكومة الأوكرانية وتحليلها، وإجبار روسيا إخراج رأسها العسكري والتكنولوجي من الجحر واكتشاف أسلحتها السرية التي كانت مخبأَة للحرب الكُبرَىَ،
من الأمور التي نجحت فيها أميركا مع روسيا أيضاً هيَ حجم الخسائر المادية َالعسكرية والبشرية التي تكبدتها موسكو بينما واشنطن لم تخسر أي جندي واحد أو يحترق بيت في الولايات المتحدة،
أيضاً روسيا بِدَورها نجَحَت بصَد جيش الناتو ومرتزقتهم الذين يرتدون قناعاً أوكرانياً، وأثبتَت للعالم أن تخطي خطوطها الحُمر ثمنهُ غالٍ جداً،
أيضاً أثبتت روسيا للجميع أنها قُوَّة عُظمَىَ ودولة قوية وليست عابرة وبأنها تستطيع أن تلجم قِوَىً كبرىَ كأميركا وتجبرها على فتح خط ساخن معها لتجنب وقوع حرب نووية،
ومن الإنجازات الروسية أيضاً فرض إنقسام عامودي في الرأي العام العالمي وخلق ضفتين متواجهتين، مما يشير إلى نهاية عهد القطبيه الواحدة والذهاب نحو عالمٍ متعدد الأقطاب، وسيتم إعادة هيكلة المنظمة الدولية بكل أفرعها وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية،
الخاسر الوحيد في هذه الحرب هي أوكرانيا وأوروبا بسبب تِبَعيتهم للسياسة الأميركية وإنبطاحهم أمام أعتاب البيت الأبيض،
أما نهاية هذه الحرب ستُرسَم بعد خضوع زيلينسكي وقيادته للشروط الروسية التي لن يتراجع عنها الكرملين، وإلا فإن أمدها سيطول وخطرها سيتعاظم وشراراتها ستطال عمق اوروبا بنيران حربٍ متفرقة قد تعيد المشهد الى ما قبل هدم جدار برلين،
بيروت في..
31/12/2022
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha