حازم أحمد فضالة ||
رصَدْنا كلمتَي رئيس الوزراء السيد (محمد شياع السوداني)، ورئيس مجلس القضاء الأعلى السيد (فائق زيدان)؛ اليوم: 5-كانون الثاني-2023، في المحفل الرسمي للذكرى السنوية الثالثة للجريمة الأميركية الكبرى باغتيال قادة النصر: الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما (رضوان الله عليهم)، على أرض مطار بغداد الدولي، ونعرض فيهما قراءتنا وتحليلنا في أدناه:
1- أخطأ من توقَّعَ أنَّ السوداني كان قد اكتفى بالتغريدة التي نشرها يوم: 2-كانون الثاني-2023، عن ذكرى استشهاد قادة النصر ورفاقهم (رض)، ولم يذكر بها القاتل المجرم بالاِسم (أميركا)، ولا يتكلم بغيرها.
2- كان السوداني اليوم، قد أشار إلى القاتل المجرم باسمه الصريح (الإدارة الأميركية)، وأدان عملها بأشدِّ العبارات، وتوعد أن دماء الشهداء لا تذهب سُدًى، وأنَّ أميركا لم تحترم اتفاقاتها الثنائية مع العراق، فهنا أظهر السوداني ثقافة الأمة المقاوِمة، التي لا تساوم على كرامتها وقيمها ودماء أهلها وقدوتها.
3- كان حضور السيدين السوداني وزيدان في المحفل الرسمي، له دلالة عالية على مقاومة الغطرسة الأميركية والغربية، إذ كان على الجدار خلف المنصة، معلقة صور قادة النصر (الحاج أبو مهدي والحاج سليماني رضوان الله عليهما)، وكذلك (علم الحشد الشعبي) إلى جانب العلم العراقي، وحضور اسم المرجعية الدينية سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله) في كلمتَيهما، وهذه قيمة عُليا تثبت رسوخ الثقافة الإسلامية للشعب العراقي، وقيمه الصالحة العليا، ولا مكان للثقافة الليبرالية الغربية التي تهاجم كل مقدس لتكسره.
4- لم يُخدَع السيدان السوداني وزيدان بشعارات القومية البائسة التي يسوقها ما بقي من شرذمة حزب البعث، تلك الثقافة التي تروج للفصل بين الشهيدين سليماني والمهندس، وهذا فارسي وهذا عربي، داعيةً إلى التنكّر لدور القائد سليماني؛ بل نجد السوداني وزيدان صدحا بِاسمَي قادة النصر معًا، وخلفهما صورهما.
5- ذكَّرَ السيدُ فائق زيدان (رئيس مجلس القضاء الأعلى) بأنَّ القضاء العراقي، سبق أن أصدر مذكرة القبض، بحق المجرم ترمب (رئيس أميركا العنصرية السابق)، لأنه اعترف بارتكابه الجريمة، وموقف العراق هذا ليس مثيل في العالم باستثناء قضاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أما الذين لا يرون قيمة هذا الموقف، فهم غير جديرين بالاهتمام، ولا قيمة لرأيهم؛ لأنهم شخصيات مهزومة ناتئة من عَقْب ليبرالية الفاحشة الغربية.
6- إنَّ موقف السيد السوداني والسيد زيدان اليوم، أفضل من مواقف بعض قادة الأحزاب الشيعية والساسة كذلك، لأنَّ أولئك خذلوا الشعب العراقي في بياناتهم التي يدارون بها السفيرة الأميركية في العراق (ألينا رومانوسكي)؛ إذ لم يذكروا اسم القاتل المجرم (أميركا)، وكانت بيانات إنشائية يتصورون أنها تمرُّ علينا فنكون من الشاكرين؛ كلا! إنها كانت بائسة مملوءة بالخذلان والانحناء للأميركي.
7- كان لدى السوداني ولدى زيدان حاضرًا ومستقبلًا كبيرًا، لكنهما اختارا المجازفة به مع الأميركي، ووقفا بوجه الإدارة الأميركية وقالا كلمة الحق، فكلنا نعلم حجم الهجمة الأميركية التي قادها (معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى) على السيد فائق زيدان، ومن شاء الاطلاع على التفاصيل الدقيقة فيمكنه مراجعتها على قناتنا (كتابة وتحليل)، من هذا الرابط:
(متى قررت أميركا أن تُضعِف القضاء العراقي وتحاربه
نقول، مع ذلك نجد السيد زيدان يُذكِّر أميركا بمذكرة القضاء العراقي بالقبض على ترمب (الذي كان لا يزال رئيسًا لأميركا العنصرية)!
كذلك حجم الضغوط الغربية على السوداني، واستغلال ملفات الفساد والدولار وغيرها، لكن! لم يقبل السوداني ولا زيدان بخسارة دعم الأمة لهما، لذلك أسندا ظهرهما إلى الأمة، وتركا الرأي والمزاج الأميركي تحت أقدامهما، وهذا موقف شجاع، يستحق أن تشيد به الأمة وتدعمه، وتدعمهما وتدافع عنهما.
8- الذين أصدروا بياناتهم وكلماتهم، وراعوا مشاعر السفيرة رومانوسكي، لم يكن عندهم أشياء كثيرة على المحك مع الأميركي ليخسروها مثل السوداني وزيدان، لكن! مع ذلك كانوا قد اختاروا إسناد ظهرهم للأميركي! ووضع رأي الأمة ومزاجها تحت أقدامهم؛ فماذا كانوا يفعلون لو أنَّ لديهم نصف ما لدى السوداني وزيدان؟!
نقول لهم: التاريخ لا يرحم، والله سبحانه سوف يسلبكم التوفيق.
متى قررت أميركا أن تُضعِف القضاء العراقي وتحاربه؟
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha