د. علي حكمت شعيب ||
على صفحتها الأولى قامت المجلة الأسبوعية الفرنسية السياسية الساخرة المسماة Charlie Hebdo بالإعلان عن دعمها للاحتجاجات في إيران عبر إطلاقها منافسة عالمية لرسّامين كاريكاتوريين من أجل الاستهزاء بالحكم الإسلامي في إيران ومرجعياته الدينية.
وذلك في السابع من شهر كانون الثاني ٢٠٢٣م. مدّعية تزامنه مع ذكرى الهجوم عليها في اليوم نفسه من العام ٢٠١٥ م. بعد نشرها رسوماً مسيئة للنبي محمد (ص).
وهي لا تخفي نيتها بالإساءة إلى الإسلام عندما تتبنى الكاتب سلمان رشدي وتبرّر عملها الأخير هذا أنه جاء أيضاً كردّ على رسوم رسمها رسام كاريكاتوريون إيرانيون عام ١٩٩٣ م. أساءت له بعد نشره كتاب آيات شيطانية الذي سخر فيه من الإسلام وأساء إلى نبيه محمد (ص).
يتبين إذاً من ذلك كلّه أن هذه المجلة ذات أهداف سياسية لا يخفيها القائمون عليها الذين يعلنون عن رؤية واضحة لتشويه الدين الإسلامي وليس فقط القادة الدينيين في إيران من ضمن خطة استراتيجية بعيدة المدى وأنها بالتالي أداة غربية من أدوات الحرب الناعمة والحرب النفسية على المجتمعات الإسلامية.
وما يدعو حقاً إلى السخرية من هذه المجلة أنها قد اختارت في منافستها التي ادّعت فيها دعمها للمرأة في إيران رسوماً أهانت المرأة وسلّعت جسدها واحتقرتها وأهانت شرفها وعفّتها عندما أظهرتها عارية تماماً و...
فأوقعت نفسها في تناقض فاضح.
فكيف ندعم المرأة من حيث نحتقرها وكيف نطالب بحقوقها من حيث نسلبها كرامتها.
حقد دفين على كل ما هو إسلامي أصيل وطاهر وشريف تظهره من وقت لآخر أدبيات الغرب وسلوكاته تحت غطاء حرية الرأي التي نعلم تماماً أنها حرية مقيّدة وموجهة سياسياً لخدمة أهدافه.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha