السفير الدكتور جواد الهنداوي ||
رئيس المركز العربي الاوربي للسياسات وتعزيز القدرات /بروكسل
هكذا وصفَ الرئيس زيلينسكي دوره ،في خطاب القاه امام قادة المجلس الاوربي ،في بروكسل ، يوم الخميس ، الموافق ٢٠٢٣/٢/٩ ، وبعد زيارته لندن و باريس ولقاءه بقادة البلدّين . انهُ حارس البوّابة الشرقية " للوطن الاوربي " ، وقال كذلك " نحن لا ندافع عن اوكرانيا فقط وانما عن اوربا " . عبارات تُذكرّنا كيف أُستخدِمَ العراق في ثمانينيات القرن الماضي كساحة قتال و حراسة للبّوابة الشرقية للوطن العربي ، في حربٍ مع ايران ، صُنِعتْ بأمريكا ونُفّذت بأدواتها ، ونتائجها ،كما نشهدها اليوم اضعاف العراق والوطن العربي والسعي المحموم لتصفية القضية الفلسطينية و دعم اسرائيل .
يطالب زيلينسكي قادة الدول الاوربية بسلاح نوعي وبعيد المدى ، وقادر للوصول الى عمق الاراضي الروسية ، وقد حَصُلَ ، كما يقول ،على اشارات أيجابية من قادة الدول الاوربية ( فرنسا ،بريطانيا ،المانيا ) ، ولكن ،كما قال ، يتمنى ان تتحوّل هذه الاشارات الايجابية الى اعمال .
لنْ يحصل زيلينسكي لا على طائرات مقاتلة فرنسية او امريكية ، و لا على صواريخ هجومية بعيدة المدى ،قادرة للوصول الى عمق الاراضي الروسيّة . ربما اسمعَ الرئيس الفرنسي ضيفه " حارس البوابة الشرقية لاوربا " كلاماً يروق له ،مجاملةً او نفاقاً ، ولكن مصادر قريبة من الرئاسة الفرنسية تؤكد بعدم اقدام فرنسا على تزويد اوكرانيا بطائرات مقاتلة او اسلحة هجومية . بعض الزعماء الاوربيين ( رئيس وزراء المجر بورمان ، و رئيسة وزراء ايطاليا ميليوني ) عزفوا عن النفاق و المجاملة و قالوها صراحة انهم " مع السلام " و لا يرون فائدة من اطالة الحرب .
يدرك الاوربيون عدم تردّد موسكو ، في حالة تعرّض اراضيها و مدنها ،الى هجوم بسلاح فرنسي او الماني ، بالرّد وبتوسيع ساحة الاشتباك ، وقد حذّرت موسكو اكثر من مرّة . والنتيجة ستستمر اوكرانيا في حراسة البوابة الشرقية لاوربا ، وعلى حساب ارضها وشعبها ، ولخدمة اهداف استراتيجية امريكية . لن تتحول الحرب الى حرب استنزاف لروسيا ، لعدم توفّر اسباب الاستنزاف ؛ لما تملكه روسيا من امكانيات ذاتية عسكرية و اقتصادية ، وللأمتداد الجغرافي و الاجتماعي بين روسيا و اوكرانيا .
سيفشل زيلينسكي في ايقاف زحف القوات الروسية وخاصة في الهجوم المُرتقب ، وسيضطر الغرب في التفاوض مع موسكو ،ولكن ليس من خلال زيلينسكي ،الذي سيكون هو " ثمن السلام مع روسيا " .
الزيارات و اللقاءات التي اجراها زيلينسكي في اوربا ،هي آخر ما يملكه من مناورة سياسية في استجداءه للدعم و للسلاح .
اعتقد من الضروري ان يفكر قادة الحشد بارسال تبرع ولو رمزي الى تركيا .
لا ينبغي ان نعمل مثلما يعمل الغرب وامريكا تجاه سوريا .
على الحشد ان يبرهن بان موقفه الانساني اكبر من السياسة و الاعتبارات الاخرى التي يتفهمها المخلصون .
الصورة النمطية عن الحشد هو انه ممثل للشيعة ، ونتمنى ان يكون هذا التمثيل في اجمل وارقى صوره . ولا ننسى بأن في تركيا اكثر من ١٠ ملايين من الشيعة اتباع اهل البيت .
ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha