د. إسماعيل النجار ||
بعدما عجزوا عن بَتر أذرُع إيران في المنطقة قرروا بتر أذرُع حزب الله في فلسطين للإستفراد بهِ،
هكذا تفعل أمريكا وإسرائيل بمساعدة عرب شبه الجزيرة ومصر والأردن بِمَن يقارعهم ويرفع لراء المقاومة ويطالب بتحرير فلسطين،
القرار كانَ بضرب إيران عام ١٩٧٩ التي خرجت من حرب الثماني سنوات والحصار أقوى مِما كانت، فقرروا ضرب أذرعها وتجفيف مصادر أموالها فإلتَفَت طهران حول العقوبات ونجحت، فكان التوجُه بضرب حلفائها التي تعتبرهم واشنطن وتل أبيب بأنهم أذرُعها الضاربة في المنطقة العربية بكاملها فكانت حرب تموز عام ٢٠٠٦ التي إنتهت بطحن جماجم ضباط وجنود جيش الإحتلال وإرتكاب مجازر بشريه بهم من قِبَل رجال المقاومة فتناثرت أشلائهم وأشلاء دباباتهم في كل مكان من سهل الخيام الى بنت جبيل الى وادي الحجير وعلى امتداد شريط المواجهات،
جاءَ الأميركيين والصهاينة بتنظيم داعش الإرهابي ليحتل نصف سوريا والعراق بهدف ضرب الفصائل الجهادية الموالية لإيران، فكانت النتيجة تضافر وتضامن هذه الفصائل عقب فتوى كفائية أضافت قوَّة إضافية إلى قوتهم الأساسية ووحدتهم وجمعت شملهم، سُحقت داعش ومَن كان خلفها وازدادت قوة الفصائل بوجود الحشد،
توجَهَ الأميركيون إلى اليمن على رأس تحالف من ١٧ دولة بينهم فرنسا وبريطانيا والمملكة السعودية لكي تنهي ظاهرة أنصار الله الحوثية فأنتهى الامر بفرط التحالف وهزيمتهُ وبقيت السعودية والإمارات وحيدتان تتلقيان الضربات اليمنية وتم تسجيل نصرٍ مؤزر لجماعة السيد عبدالملك الحوثي،
فكانت سوريا الى جانب اليمن هدفاً أميركياً صهيونياََ إحدى عشرَ عام إنتهت بإنتصار سوريا على أكثر من مئة دولة شاركت في الحرب ضدها، منها مَن هوَ متواجد فعلياً على ساحتها كالولايات المتحدة وتركيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإسرائيل حيث تحولت الجغرافيا السورية الى ساحة صراع دولية بوجود هؤلاء وأضدادهم من الروس والإيرانيين والعراقيين وحزب الله، حاولوا كسر المقاومة في غزة فكانت معركة سيف القدس درساً للصهاينة لن ينسوه ما بقيوا أحياء، فأنتقلَ الصهاينة والأميركيين إلى الخطة C التي تقضي بقطع أذرُع حلفاء حزب الله فكانت معركة غزة الأخيرة التي خاضتها حركة الجهاد الإسلامي منفردة بعدما اعتزلت حماس فيها الحرب ولم تنجح تل أبيب من كسر اليد المُقاوِمَة في غزة، فأنتفضت جنين وشمال الضفة فكان لكتائب جنين ساحه ولعرين الأسود ساحات أعتبرتها واشنطن وتل أبيب رداً من حزب الله وإيران على ما تقوم به إسرائيل من تخريب على الساحة الإيرانية، لكن الحقيقة غير ذلك،
مجدداً فشلت إسرائيل بتحقيق إنجاز وأصبح وأد المقاومة الفلسطينية أمراً مَحال، ولكنها ربما استطاعت التأثير على قرار حماس الإستراتيجي بالتخلي عن ساحة المقاومة قولاً وفعلاً عبر الضغط المستمر من مصر والأردن بدليل تصريح إسماعيل هنية الأخير لقناة الجزيرة مع الإعلامي أحمد منصور في لقاء متلفَز بثته قناة نسر فلسطين على التلغرام، الذي اعتبر هنيه فيه بأن نتيجة سنوات من العمل المقاوم بوجه اسرائيل تساوي صفر إنجاز، مما يدل على نية حركته القيام بمراجعه سياسية لعملها المقاوم واتباع استراتيجية أخرى تعود فيها الى أصل فكرَة تأسيسها المَبنية على هدف واضح هوَ استلام السلطة وليس الكفاح المسلح الطويل الأمد لتحرير فلسطين، وأن الإعتراف بحل الدولتين من قِبَل قيادتها هو مسألة وقت ليس أكثر وليست بعيدة وسيشهد العالم أن حركة حماس ستصدر وثيقة سياسية تعترف فيها بوجود إسرائيل،
إذاََ فشلَت إسرائيل وأميركا بضرب إيران، ثم فشلوا بضرب حركات المقاومة الناشئة في المنطقة، وفشلوا أيضاً بضرب الحركات الأكثر تَقَرُباً من حزب الله على الساحة العربية عموماً والفلسطينية خصوصاً، وغير قادرين على مواجهة حزب الله على الأرض بعدما إختبروه من جنوب لبنان الى سوريا والعراق،
إذاً ما هو الحل لدى الأميركي؟
الجواب أن واشنطن نصحت تل أبيب بوجوب ركلجة وضعها بالتعايش مع واقع وجود حزب الله في جنوب لبنان لزمن طويل بغية انتظار ظروف أفضل للعمل خلالها مجدداً على إنهاء هذه الظاهرة بشرط تمكُن الكيان الصهيوني من الصمود وعدم الإنهيار في ظل مستجدات أحداث الضفه الغربية التي خلقها حزب الله وايران بوجهها،
حماس تنتظر الوقت المناسب لإجراء انتخابات والسيطرة على مفاصل السلطة مجدداً برضى أميركي وغض نظر عربي في مقابل الانضمام الى منظمة التحرير وقيادتها والقبول بحل الدولتين الذي سيحول الصراع الفلسطيني الصهيوني الى صراع داخلي فلسطيني فلسطيني يطول أمده وبذلك يطول عمر اسرائيل.
بيروت في....
20/2/2023
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha