في ظل سعي الحكومة لتوطيد العلاقات مع جميع دول العالم بصورة متوازنة وضمان عدم الانجرار في مغبات الخلافات السياسية التي تسعى اليها امريكا، وفي خضم سعي العراق للإخلاص من هيمنة واشنطن وعدم الاعتماد على المحور الواحد، وجهت الصين ضربة قاسية الى "الولايات المتحدة الامريكية و إسرائيل" بنجاحها في إعادة العلاقات السياسية و الاقتصادية والأمنية بين السعودية وايران بعد انقطاع دام لسنوات، حيث ستفضي هذه الاتفاقية بنهاية استمرار الزحف الإسرائيلي لاستدراج الدول العربية في التطبيع، فضلا عن الانعكاسات الايجابية على الساحة العراقية في العديد من الملفات بحسب مراقبين.
*ماذا سيستفيد العراق منها؟
وبالحديث عن عودة العلاقات بين السعودية وإيران بوساطة من الصين يقول النائب عن ائتلاف دولة القانون محمد الشمري في حديث لوكالة / المعلومة/، ان "هذا الاتفاق سيفضي بالعديد من الملفات الإيجابية على الصعيد العراقي في ظل السياسية المتزنة التي تلعبها الصين في الشرط الأوسط"، مشيرا الى انه "للعراق دور في الوساطة والتهيئة مع الصين من اجل إعادة العلاقة بين السعودية وإيران".
ويتابع، ان "مثل هذه العلاقات والاتفاقيات هي بمثابة بداية ملامح الضعف الأمريكي في المنطقة"، لافتا الى ان "إعادة العلاقات الخارجية بين ايران والسعودية عن طريق الوساطة الصينية ضربة موجعة للهيمنة الامريكية".
وبشأن استفادة العراق من اتفاقية ايران والسعودية، يبين الشمري: ان "هذه الاتفاقية ستنعكس إيجابيا على الساحة السياسية العراقية واستقرارها في الفترة المقبلة"، مضيفا ان " الاتفاقية انتصار سياسي يحسب لإيران على الولايات المتحدة الامريكية".
*نهاية أمريكا الشرق الأوسط
الى ذلك يقول المحلل السياسي صباح العكيلي في حديث لوكالة /المعلومة/، إن "الاتفاقية وعودة العلاقات خلال شهرين ستفضي في العديد من المحاور الإيجابية على الساحة العراقية والاقليمية"، مشيرا الى ان " الاتفاقية ستواجه تحديات افشالها من قبل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية".
ويضيف، ان "دخول الصين على الخط في الشرق الأوسط هو بمثابة انحسار دور واشنطن على الأرض"، لافتا الى ان "الاتفاقية توحي بتغيير سياسة السعودية في عدم الاعتماد على أمريكا وإعلان التوجه نحو المحور الشرقي المتمثل في روسيا ـ الصين".
وبشأن توجه السعودية وايران نحو الصين، يبين العكيلي: ان "الاتفاقية تعود لفشل السياسية الامريكية في الشرط الأوسط ودخول الصين كلاعب أساسي على الصعيد السياسي الاقتصادي والاجتماعي، حيث ستتولى الاخيرة إعادة تخطيط المنطقة حسب الأولويات بالنسية للدول".
وبحسب بيان ثلاثي صادر عن كل من إيران والسعودية والصين نص على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما في غضون مدة لا تتجاوز الشهرين، كما سيعمل البلدان على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني وإجراء محادثات بشأن تعزيز العلاقات الثنائية فيما شكرت كل من السعودية و ايران بغداد وسلطنة عمان على دورهما في استضافة جولات.
*فشل سياسة إسرائيل
في السياق ذاته، يقول رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، نفتالي بينيت، إن "تجديد العلاقات بين السعودية وإيران، هو تطور خطير بالنسبة لإسرائيل وانتصار سياسي بالنسبة لإيران".
واعتبر أن استئناف العلاقات الإيرانية السعودية يشكل "ضربة قاضية لجهود بناء تحالف إقليمي ضد إيران"، وشدد على أن ذلك "فشل ذريع لحكومة نتنياهو، نجم عن مزيج بين الإهمال السياسي والضعف العام والصراع الداخلي في البلاد".
وقال إن "دول العالم والمنطقة تراقب الصراع في إسرائيل مع حكومة مختلة تعمل على التدمير الذاتي بشكل منهجي؛ ثم تختار هذه الدول جانبا (في الصراع – بين إسرائيل وإيران)".
ووصف حكومة نتنياهو بأنها فشل اقتصادي وسياسي وأمني مدو، وتعرض دولة إسرائيل للخطر بشكل يومي، وأضاف "نحن بحاجة إلى حكومة طوارئ وطنية واسعة، تعمل على إصلاح الأضرار العديدة التي حدثت".
وبحسب رأي الأغلبية فأن الصين تستمر في سياستها الناجعة عبر ابرام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي ضربت أمريكا المستفيدة من الخلافات التي تفتعلها على مستوى الشرق الأوسط والعالم بصورة عامة، وأيضا انهاء ملف التطبيع بالنسبة لإسرائيل التي فشلت في سياستها المقيتة في البلدان العربية، ومن الممكن ان تكون ارتدادات عودة العلاقات بين السعودية وايران إيجابية على الساحة العراقية بحسب مراقبين
https://telegram.me/buratha