حازم أحمد فضالة ||
انهارَ مصرفُ (سيليكون فالي الأميركي)، وهو يملك أكثر من (200) مليار دولار من الأصول، يوم الجمعة التي مضت، وذكرت صحيفة النيويورك تايمز، مقالًا عنوانه:
(تحركٌ لحماية الودائع بعد أن أغلقَ المنظمون مصرفًا آخر)
للكاتب: جينا سمايلك، ألِن رابيبورت، في: 12-آذار-2023، وكان مركزنا (مركز إنليل للدراسات) قد رصده وترجمه، نذكر من المقال النقاط الأربع في أدناه:
1- أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي ووزارة الخزانة ومؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية، في بيان مشترك؛ أنَّ «المودعين [في مصرف سيليكون فالي] سيتمكنون من الوصول إلى أموالهم جميعها، يوم الاثنين؛ الثالث عشر من آذار».
2- أعلنت الوكالات كذلك، أنها ستتيح للمودعين جميعًا الحصول على اموالهم من مصرف (Signature)؛ الذي كشفت الحكومة، أنَّ منظمي المصارف في نيويورك؛ قرروا إغلاقه يوم الأحد!
3- يمثل انهيار مصرف (Signature)، الانهيار الثالث في غضون أسبوع، بعد أن أعلن مصرف (Silvergate) -وهو مصرف مقره كاليفورنيا؛ قدَّم قروضًا لشركات العملات المشفرة- يوم الأربعاء الماضي أنه سيوقف عملياته، ويصفي أصوله.
4- كتب بول أشوورث (كبير الاقتصاديين في كابيتال إيكونوميكس)، في مذكرة إلى العملاء: «من الناحية المنطقية، يجب أن يكون هذا كافيًا لمنع انتشار أيِّ عدوى، وإغلاق مزيد من المصارف، وهو ما يمكن أن يحصل في طرفة عين في العصر الرقمي، لكن، كثيرًا ما ارتبطت العدوى بالخوف غير العقلاني؛ لذا نؤكد أنه لا يوجد ضمان لنجاح الإجراءات التي اتُخِذت».
انتهى
v قراءة وتحليل:
1- الدين الأميركي الخارجي تجاوز سقفه المقرر وهو (31) تريليون دولار، وأميركا تواجه مشكلة في القدرة على مواصلة الاقتراض الخارجي، وبحاجة إلى تشريع قانون يسمح لها بذلك، علمًا أنَّ النظام المصرفي العالمي به (23) تريليون دولار، أي: أقل من سقف الدين الأميركي الخارجي! وهنا أميركا وصلت اللحظة الحرجة للانهيار المالي مع (اقتصادها الافتراضي).
2- سبق أن أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في: كانون الثاني-2023، زيادة حيازة العراق من سندات الخزانة الأميركية، إذ ارتفعت في شهر واحد (1.74) مليار دولار، لتصل زهاء (40) مليار دولار في أعلى مستوى لها.
3- الانهيار المالي الأميركي، بدأ يتعاظم بعد حرب الغرب على روسيا في المسرح الأوكراني: 24-شباط-2022؛ إذ فرض الغرب عقوبات كثيرة على روسيا (مصدر الطاقة والوقود النووي والقمح)، وعُطِّلَت بذلك الموانئ الكبرى في أوكرانيا، وبدأت تداعيات العقوبات ترتدّ على الغرب.
4- بدأ الركود يُعَشِّش في قبة البيت الأبيض الأميركي، فنتج عنه التضخم، والآلية الأميركية في معالجة التضخم هي (رفع سعر الفائدة)، وهذه الآلية تلتهم جيوب أصحاب الديون القديمة (قبل رفع سعر الفائدة)، وتمنع المستثمرين الجدد من سحب القروض؛ بسبب انتفاء الجدوى الاقتصادية؛ في النهاية تبدأ أميركا بالاستدانة لتمويل المشاريع، وهذا تدمير شامل؛ لأنه يرفع سقف الديون في الظرف الأسوأ.
v التوصيات:
1- بحسب المعطيات، والقراءات الإسترايجية، فإنَّ النظام المصرفي في أميركا ينحدر نحو الانهيار، وهذا حتمًا له ارتداداته على العالم، بدءًا من المصارف المركزية في الدول، إلى الأسرة والفرد، أي: اختفاء (الودائع) من المصارف، فالأجدر بالدولة العراقية أن تخفف من سقف سنداتها في الخزانة الأميركية؛ بتسييلها وسحبها.
2- تحتاج الدولة العراقية، إلى تقديم طلب الانضمام الفوري إلى (المصرف الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية - Asian Infrastructure Investment Bank) ومقره العاصمة الصينية (بكين)، لأن الانهيار المالي الأميركي يعني: (إفلاس البنك الدولي).
3- تحتاج الدولة العراقية إلى الاتفاقية الشاملة مع الصين بحجم (500) مليار دولار، وتفعيلها، التي هي مدار الحديث اليوم، لكن تكون الاتفاقية بالعملات الوطنية وليست بالدولار.
4- تقدم الدولة العراقية، طلب الانضمام إلى منظمة شنغهاي وبريكس (مستقبل العالم الجديد): عملة عالمية جديدة، نظام مصرفي عالمي جديد، مصرف دولي جديد.
5- مراجعة قانون الموازنة العامة الاتحادية (2023)، وحذف مواد الاقتراض الخارجي الجديد كلها، وحذف مواد فرض الضرائب على النفط ومشتقاته كلها، وتخفيض سقف العجز من (63) تريليون إلى سقف العشرين، لأنَّ هذا السقف المرعب يتماهى مع الانهيار المالي المقبل وهو سبب كافٍ لإفلاس العراق، وكشف آلية تسديد الديون! ومراجعة إنشاء المشاريع الكبرى!
6- لم تعد الودائع في المصارف آمنة، الآمن اليوم هو الذهب، والخزائن الصغيرة، ومصارف الدول أُولات (اقتصاد الأصول الثابتة) مثل الصين.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha