نعيم الهاشمي الخفاجي ||
شاهد العالم زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى روسيا واجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعرفت هذه القمة في قمة شي جينبينغ وبوتين، تم تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدولتين العظمٌيتين الجارتين، الاجتماعات عقدت يوم الاثنين واستكملت في يوم الثلاثاء.
ناقشا الزعيمين شي جينبنغ وبوتين موضوع الحرب في أوكرانيا، وسبل ايقافها، ولدى الصين مبادرة سلام لوقف الحرب وتجنيب العالم حرب ربما تتسبب بوقوع حرب عالمية نووية، يوم الثلاثاء وقع الزعيمَين اتفاقيتين رئيسيتين لتوسيع «شراكة شاملة» و«تعاون استراتيجي»، وحضر الاجتماع أيضا وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، حضور وزير الدفاع الروسي للاجتماع فهو ليس لكي يشرب فنجان قهوة وإنما لبحث التعاون العسكري الروسي الصيني، هناك صراع اقتصادي عالمي بين الدول العظمى الخمسة، بل أصبح الصراع ثلاث دول عظمى ضد دولتين عظميتين، ما يشهده العالم من حروب وصراعات الهدف منه السيطرة على العالم اقتصاديا وبالتهديدات العسكرية للهيمنة على الشعوب الضعيفة والتي تحكمها أنظمة نصبتها دول الاستعمار ويتم سوقهم سوق العبيد.
الصين قوة اقتصادية هائلة، باتت المنتجات الصينية منتشرة بكل اصقاع العالم، بل الصناعات والمنتجات الصينية تغطي أسواق الولايات المتحدة الأمريكية بحيث تجاوز التبادل التجاري بين الصين وأمريكا حاجز ال ٤٠٠مليار دولار، إلى أن وصل ترامب للحكم وبدأ يفرض رسوم كمركية ويحضر شركات صينية في مجالات الاتصالات بدعوى تشكل تهديد على الأمن القومي، وعرض ترامب على المستشارة الألمانية السابقة الاستغناء عن الغاز والبترول الروسي وأن ترامب يمد لهم أنابيب لنقل البترول والغاز من أمريكا إلى ألمانيا والى دول أوروبا، وأن شراء غاز روسيا يصب بمصلحة روسيا ضد اوروبا، وكذلك الحال حاول ترامب فرض رسوم كمركية على المنتجات الصينية، وبدأ صراع ضد الصين.
بالتأكيد الصين تذهب تجاه روسيا وكذلك روسيا تذهب في اتجاه الصين، وخاصة بظل وجود قضية تايوان التي تعتبرها الصين جزء لا تتجزأ من الأرض الصينية ولا يمكن التفريط بها، لذلك المنطق والعقل يقول ان روسيا تعبر الصين حليفا وثيقا لها وكذلك الصين تعتبر روسيا حليفا وثيقا لها، هناك عوامل مشتركة تجمع الصين وروسيا، لديهم خلافات مع الدول الغربية، بل الولايات المتّحدة اتهمت في يوم (الاثنين) الماضي كلّاً من الصين وروسيا بـ«تشجيع» التجارب الصاروخية الكورية الشمالية من خلال منعهما مجلس الأمن الدولي من الاتفاق على موقف موحّد بشأن هذه القضية.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد خلال اجتماع لمجلس الأمن إنّ «ثلاث دول ترفض الانخراط في دبلوماسية حسنة النيّة فيما يتعلق بهذا التهديد».
وأضافت أنّ هذه الدول الثلاث هي كوريا الشمالية «التي تواصل تجاهل العروض المتعدّدة للحوار» و«روسيا والصين اللتان تنتهجان في المجلس عرقلة تشجّع كوريا الشمالية على إطلاق صواريخ باليستية من دون أيّ محاسبة».
كوريا الشمالية من المعسكر المؤيد إلى روسيا والصين، هذه الصراعات تستمر بين الدول العظمى النووية الكبرى الخمسة إلا أن يتوصلوا إلى اتفاق عالمي بتقاسم مناطق النفوذ، الأحداث والحروب واحداث الربيع العربي ودعم العصابات التكفيرية تقف خلف كل ذلك دول عظمى لذلك لابد أن يأتي اليوم الذي تجلس به الدول العظمى الخمسة فيما بينهما لتقاسم النفوذ بالعالم، غورباتشوف كتب مقال قبل وفاته، قال اتفقت مع الامريكان على حل حلف وارسو وتفكيك السوفيت مقابل عدم تمدد الناتو نحو شرق أوروبا واتفقت معهم على عدم إسقاط الأنظمة العربية المؤيدة للسوفيت، لكنهم نقضوا الاتفاق واسقطوا أنظمة حكم عربية مثل العراق وليبيا وحاولوا إسقاط النظام في سوريا، لكن بوتين تدخل عسكريا ومنعهم من إسقاط نظام الأسد.
هناك حقيقة العراق كان ضمن نفوذ المعسكر الشرقي السوفياتي فأكيد هوى غالبية العراقيين مع روسيا والصين، أمريكا اذا تريد كسب العراق كشريك عليها الكف عن التدخل في الصراعات الداخلية بالعراق ويكون النظام بالعراق نظام تربطه علاقات جيدة مع الصين ومع أمريكا ومع روسيا ومع فرنسا ومع بريطانيا بالمجالات الاقتصادية، لكن جعل العراق ساحة إلى حروب أمريكا واللوبيات الصهيونية بالتأكيد يجعل غالبية الشعب العراقي تقف ضد هذه التدخلات المضرة، أصبح غالبية ابناء الشعب العراقي لايثقون في اي اتفاقية اقتصادية مع الشركات الأمريكية في مجال الطاقة، ولا يرغب قادة الجيش العراقي شراء طيران وأسلحة أمريكية لأنها تخضع إلى أمور سياسية تكون حاجز تمنع العراق من استخدام الأسلحة لذلك من الأفضل توقيع عقود مع شركات ألمانية وفرنسية وصينية وروسية في مجالات الطاقة وشراء الأسلحة.
هناك حقيقة سوريا كادت أن تسقط وتخسر روسيا آخر حليف لها بالشرق الاوسط، لذلك تدخلت روسيا عسكريا، والفيتو الروسي والصيني وقف ضد القرارات التي أرادت دول الناتو إصدارها ضد سوريا وإسقاط نظام حكمها، الفيتو أسقط كل القرارات.
الصين باتت شركاتها موجودة في اسيا وأفريقيا وبكل قارات العالم، تتعامل مع الشعوب من خلال التجارة وبناء البنى التحتية، تاخذ أموال قليلة على عكس الشركات الغربية، قبل أيام شركة الغاز القطرية وبشراكة مع شركة شيل الغربية قاموا في حفر آبار نفطية في جمهورية بنين الافريقية، حصة الشركة القطرية ٤٥% وحصة شركة شيل ٤٥% أيضا والباقي عشرة بالمائة حصة شعب دولة بنين الافريقية، لو كانت الشركات الصينية لما تعاملوا بجشع مقرف مثل مافعلته شرطة قطر وشركة شيل الغربية، الصين شريك لديه قيم أخلاقية وانسانية لذلك يكون موثوق في حل نزاعات الدول العالمية، حتى بقضية أوكرانيا المبادرة الصينية ربما تفضي إلى توقيف الحرب.
في الختام نأمل أن يعم الأمن والسلام بكل دول العالم، سئمنا من الحروب والصراعات الدولية، بسبب الحرب في أوكرانيا قمنا نشتري المواد الغذائية في أربعة أضعاف، تسعيرة الكهرباء باتت اربع اضعاف، بالتأكيد نحن الطبقات العمالية الفقيرة ندفع ثمن باهظ للصراعات ولم ولن يتأثر أصحاب الأموال والمصانع والشركات، أكيد ثرواتهم تتضاعف، لذلك من مصلحة الإنسانية وقف الحروب.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
23/3/2023
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha