ازهار ال عبد الرسول ||
الأمد الطويل من الزمن لعدة قرون في القضية المهدوية، أثارت عدة تساؤلات حول المغزى من ذلك، حتى أدى ذلك لنكران القضية برمتها لكثير من الناس.
لذا يلجأ الوهابيون ومن سواهم من الماديين والعلمانيين للأستخفاف لهذا الطول في الزمن، كما نلاحظ ذلك في حديث الإمام الصادق (صلوات الله عليهم) وهو يتحدث عن المهدي عجل الله فرجه الشريف: (أما والله ليغيبنّ سنيناً من دهركم، ولتمحصنّ حتى يقال: مات (قتل) وهلك؛ في أي واد سلك، ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين…)
لهذا لا بُد من التوقف عند قضية طول الزمن بالنسبة لعمر الإمام وغَيبته، وهل يمكن أن يكون عمر الإنسان بهذا الطول؟ وهل توجد نماذج تأريخية تصدّق وتؤيد ذلك؟
حتى نصل إلى أجوبة قاطعة على كل ذلك لا بد لنا من الإشارة إلى إن هناك جملة من الآيات الشريفة بينت مسألة الظهور بصورة لا تدع مجالًا للشك، وإن حدثاً مستقبلياً سيحصل وهو يحقق مضمون الظهور من دون أن تشير إلى أسم الإمام على الرغم من أنها تعنون مواصفاته.
ذلك في قوله تعالى: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)
فهذه الآية تشير إلى أن حدثاً ما سيحصل في المستقبل، وبموجبه ستكون حاكمية الأرض فيها لعباد الله الصالحين.
من الواضح أن ذكره في الزبور لا يعني أنه قد ذُكر فيه فقط دون غيره، بل أنه ذُكر في الكتب السماوية الأخرى على الرغم من أنه لم يأت على ذِكرها، وهذا أمر مألوف في القرآن الكريم.
لهذا نجد أن قضية الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه وعلامات ظهوره، في كثير من أسفار العهدين القديم والجديد.
ففي العهد القديم (التوراة )
أ: سفر المزامير:
جاء في المزمور ٣٧: أما الآثمة فلا بُد يهلكون، ونسل الأشرار يُستأصلون، والأبرار يرثون الأرض ويسكنوها للأبد.(العهد القديم: ١١٦٥ سفر المزامير ٣٧: ٢٩؛ دار المشرق، بيروت ١٩٨٨).
ب: سفر أشعيا:
جاء في الأصحاح الحادي عشر من سفر أشعيا ما يلي: ويخرج غصن يسّي وينمى فرع من أصوله، ويحل عليه روح الرب، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة…
وترعى البقرة والدب معاً إلى أن يقول: ويلعب الرضيع على جحر الأفعى… فيسكن الذئب مع الحمل، ويربض النمر مع الجدي… لا يسيئون ولا يفسدون، في كل جبل قدسي، لأن الأرض تمشي من معرفة الرب… وفي ذلك اليوم يعود السيد فيمد يده ثانية ليفتدي بقية شعبة. ( العهد القديم: ١٥٤٧ - ١٥٤٨؛ سفر أشعيا الأصحاح الحادي عشر ١-١ ).
ج: سفر دانيال:
جاء في الأصحاح السابع من سفر دانيال ما يعتبر حجة كبيرة لدى مفسري التوراة، مع الأشارة أن التوراة كثيراً ما تستخدم فيها كلمة الحيوانات الكاسرة للإشارة إلى أُمم أو إلى الظلمة من الحكام، فقد حكى دانيال رؤيا رآها: كنت أنظر إلى رؤياي ليلاً، … فطلع من البحر أربع حيوانات عظيمة يختلف بعضها عن بعض، الأول: مثل الأسد وله جناحا عقاب، …
واذا بحيوان آخر شبيه بالدب…
وبعد ذلك كنت انظر، فإذا بآخر مثل النمر، …
وبعد ذلك كنت أنظر إلى رؤياي ليلاً، فإذا بحيوان رابع هائل مربع قوي جداً، وله أسنان كبيرة من حديد، فكان يأكل ويسحق ويدوس الباقي برجليه، …
وبينما كنت أنظر إذ قتل الحيوان وأُبيد جسمه وجعل وقوداً للنار، وأما باقي الحيوانات فأُزيل سلطانها، لكنها أُتيت طول حياة إلى زمان ووقت.
وكنت أنظر في رؤياي ليلاً، فإذا بمثل ابن الإنسان آت على غمام السماء، فبلغ قديم الأيام وقرب إلى أمامه، وأُوتي سلطاناً ومجداً وملكاً، فجميع الشعوب والأمم والألسنة يعبدونه، وسلطانه سلطان أبدي لا يزول، وملكه لا ينقرض. ( سفر دانيال: الأصحاح السابع ٢ - ١٤ ).
أما العهد الجديد (الإنجيل):
أ: إنجيل متّى:
جاء في الصحاح الرابع والعشرين قوله: (… إلى أن يقول تظهر عندئذ في السماء، آية ابن الإنسان، فتنتحب جميع قبائل الأرض، وترى ابن الإنسان آتياً على غمام السماء في تمام العزة والجلال، ويرسل ملائكته ومعهم البوق الكبير، فيجمعون الذين أختارهم من جهات الريح الأربع،… فإذا رأيتم هذه الأمور كلها فاعلموا أن ابن الإنسان قريب على الأبواب… العهد الجديد: إنجيل متّى ٢٤: ١٥ - ٤٤)
ب: إنجيل لوقا:
جاء في الأصحاح الثاني عشر قوله: ولتكن أوساطكم مشدودة، ولتكن سرجكم موقدة، وكونوا مثل رجال ينتظرون رجوع سيدهم من العرس،…
وأنتم تعلمون أنه لو عرف رب البيت في أية ساعة يأتي السارق لم يدع بيته ينقب، فكونوا أنتم أيضا مستعدين، ففي الساعة التي لا تتوقعونها يأتي ابن الإنسان. (العهد الجديد: ٢٣٨؛ إنجيل لوقا: الأصحاح ١٢: ٣٥ - ٤٠).
ج: إنجيل يوحنا:
جاء في الأصحاح الخامس قوله: لا تعجبوا من هذا، فتأتي ساعة فيها يسمع صوته جميع الذين في القبور، فيخرجون منها، أما الذين عملوا الصالحات فيقومون للحياة، وأما الذين عملوا السيئات فيقومون للقضاء. (العهد الجديد: ٣٠٣ إنجيل يوحنا؛ الأصحاح الخامس: ٢٨).
يتبع لطفاً
ـــــــ
https://telegram.me/buratha