سلطت مجموعة من وثائق البنتاغون السرية التي تم الكشف عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، ضوء جديدا على حالة الحرب في أوكرانيا، حيث أظهرت مدى عمق اختراق الولايات المتحدة للجيش والاستخبارات الروسية، وكشفت أن واشنطن تتجسس على بعض أقرب حلفائها، مثلما تفعل مع خصومها.
وقدمت الوثائق المسربة تقييما لقوة آلة الحرب الروسية، كما أشارت إلى أن الجيش الأوكراني "في حالة يرثى لها"، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
تجسس على الحلفاء
أظهرت التقارير الاستخباراتية أن الولايات المتحدة تتجسس على القادة العسكريين والسياسيين لأوكرانيا، فضلا عن حلفاء أميركيين مهمين آخرين، بما في ذلك إسرائيل وكوريا الجنوبية.
وقد أدت الوثائق المسربة بالفعل إلى تعقيد العلاقات مع الدول الحليفة، مما أثار الشكوك حول قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على أسرارها.
ووصف أحد كبار المسؤولين الأميركيين التسريب بأنه "اختراق استخباراتي هائل".
ما هو معروف عن الوثائق وما هي التداعيات التي سترافق تسريبها لجميع أنحاء العالم
بالنسبة لمعركة باخموت الضارية، ركزت الوثائق على لحظات متصلة بالمعركة، بما في ذلك مناورتان للجيش الروسي عبر الحقول والقرى الواقعة إلى الشمال الغربي والجنوب الغربي للمدينة بهدف تطويق القوات الأوكرانية بقطع طرق الإمداد.
ووصفت الوثائق المداولات العسكرية الأوكرانية الداخلية التي تطرقت لكيفية الرد، حيث قرر القادة العسكريون نشر وحدات النخبة من وكالة المخابرات العسكرية لصد الروس.
الوثائق، حددت النقص الحاد الذي يواجهه الجيش الأوكراني، وقالت بصريح العبارة: "القوات الأوكرانية في 25 فبراير كانت محاصرة كليا من قبل القوات الروسية في باخموت".
فاغنر القوة الضاربة
ما زالت مجموعة فاغنر، المعروفة بمهاراتها في ساحة المعركة، قوة بارزة، لا ينحصر تأثيرها في أوكرانيا، بل يمتد إلى جميع أنحاء العالم، وفقا للوثائق.
وتقول الوثائق إن فاغنر تعمل بنشاط لإحباط المصالح الأميركية في إفريقيا والعمل في هايتي، مباشرة تحت أنظار الولايات المتحدة، مع عرض لمساعدة حكومة ذلك البلد المحاصر في مواجهة العصابات العنيفة.
ووفقا لإحدى الوثائق السرية، التقى مبعوثون من فاغنر سرا بـ "جهات اتصال تركية" في فبراير، متسللين إلى أراضي الناتو بحثا عن أسلحة ومعدات لاستخدامها في أوكرانيا.
الموساد في مأزق
بحسب تقرير نشرته شبكة "سي إن إن"، فإن الوثائق المسربة شملت معلومات سرية حول إسرائيل بشأن استعداداتها لإرسال أسلحة قتالية إلى أوكرانيا.
كما احتوت وثائق البنتاغون المسربة على تأكيد بأن قيادة الموساد، جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي، شجعت المواطنين وموظفيه على المشاركة في الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
ونفى كبار مسؤولي الدفاع الإسرائيليين هذا الادعاء.
ووفقا لواشنطن بوست، قالت وثيقة مسربة وصفت بأنها سرية للغاية إنه في فبراير، دعا كبار قادة جهاز التجسس الموساد مسؤولي الموساد والمواطنين الإسرائيليين للاحتجاج على الإصلاحات القضائية المقترحة للحكومة الإسرائيلية الجديدة، بما في ذلك عدة دعوات صريحة لمعارضة الحكومة الإسرائيلية".
ووفقا للصحيفة، فإن التدخل المباشر في السياسة الإسرائيلية من قبل الموساد، وهو جهاز تجسس خارجي يُمنع من الخوض في الشؤون الداخلية، يعتبر اكتشافا مهما.
خيانة الأصدقاء
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، الأحد، أن الوثائق المسربة تحتوي على تفاصيل حول مناقشات خاصة بين كبار المسؤولين الكوريين الجنوبيين حول الضغط الأميركي على الحليف الآسيوي للمساعدة في إمداد أوكرانيا بالأسلحة وسياسة سول القائمة على ألا تفعل ذلك.
وقالت الصحيفة إن سول وافقت على بيع قذائف مدفعية لمساعدة الولايات المتحدة على تجديد مخزونها من الأسلحة مصرة على ضرورة أن يكون "المستخدم النهائي" هو الجيش الأميركي. لكن كبار المسؤولين في كوريا الجنوبية انتابهم القلق من أن تزود الولايات المتحدة أوكرانيا بها.
وأشارت الصحيفة إلى أن "التقرير السري استند إلى إشارات مخابرات، مما يعني أن الولايات المتحدة تتجسس على أحد حلفائها الرئيسيين في آسيا".
وأحجم المسؤول الرئاسي الكوري الجنوبي عن الرد على أسئلة الصحفيين حول تجسس الولايات المتحدة على البلاد أو تأكيد أي تفاصيل وردت في الوثائق المسربة.
https://telegram.me/buratha