عباس الزيدي ||
خبير إستراتيجي
في مفصل معقد وحساس وشائك تم تسريب وثائق شديدة الخطورة وعالية السرية من البنتاغون •
اكثر من 100 وثيقة تحتوي على معلومات خطيرة فائقة السرية وهي باتجاهات متعددة منها مايتعلق في مسار وسيناريوهات الحرب في اوكرانيا وبعضها يتعلق في غرب اسيا (الشرق الاوسط) ايران ومصر واسرائيل والامارات والاردن والعراق وتركيا ومنها ي يترتبط بالتجسس على الاصدقاء والأعداء•
و بالمجمل ايا كان مصدر تسريب الوثائق فانه يحسب من الاعمال النوعية وباتي ضمن الحرب النفسية وعمليات الضغط والابتزاز ويدخل ضمن التاثير على سياق الخطط والمناورات والتكتيكات المرحلية التي لاتخلو من بعد استراتيجي واستباقي ردعي عميق •
بنظرة سريعة عند فهم الرسائل المتوخات من تسريب الوثائق من الممكن وبقدر غير قليل معرفة مصادرها روسية كانت او امريكية واستشراف المستقبل القريب
اولا _ خطوط عامة ....
1_ تاتي قضية الانتخابات والصراعات الداخلية بين بايدن و منافسيه بالدرجة الاولى
2_ الحرب الاوكرانية وعمليات الفساد كما حصل في عملية غزو العراق والمتنفذين والشركات والمرتزقة والصفقات وعقود التسليح والدعم ...الخ
3_ الصراعات الداخلية ورغبة بعض الساسة والولايات الامريكية بالانفصال وحتمية الانهيار والتفكك الامريكي
4_ لوببات الضغط الخاصة بالاتحاد الاوربي التي اخترقت المؤسسات الامريكية والرغبة للانعتاق من الهيمنة الامريكية التي كلفت اوربا خسائر كبيرة
5_ عمليات الضغوط والابتزاز التي تمارسها واشنطن على حد سواء على اصدقائها واعدائها من خلال عمليات التجسس وغيرها
6_ قضايا تتعلق بالصراع الامريكي الحالي مع كل من الصين وروسبا بخصوص النظام العالمي
7_ المواقف الاخيرة لكثير من الدول حول الحرب في اوكرانيا والتحولات في التخندق والاصطفاف او حتى في ما يتعلق بالارتباط المالي وحجم الاستثمار مع الصين او علاقة تلك الدول بالدولار الامريكي وفك الارتباط معه
ثانيا _ وقفة وتامل ...
مايثير السخرية ان جهاز مثل المخابرات لامريكي وعالم الاستخبارات في البنتاغون وغيرها تظهر فيه وثيقة عن تعاون جهاز المخابرات الاماراتي مع دولة اخرى لتقويص جهود المخابرات الامريكية و البريطانية علما ان الاخيرتين تحتل بقواعدهماأكثر من ثلثي مساحة الإمارات ذات النظام الفيدرال او وثيقة اخرى تشير الى عزم مصر لتزويد الجيش الروسي بقذائف مدفعية لاستخدامها في اوكرانيا وان واشنطن لديها عشرات اوراق الضغط ضد مصر منها ايقاف المساعدات المبرمة مقابل معاهدة كامب ديفيد وملف ليبيا وتشاد وسد النهضة وتنافسها مع كل من تركيا والسعودية ومؤخرا مايحصل في السودان وتاثيره على الواقع المصري ولاتحتاج واشنطن لمثل هذه الوثيقة لردع السيسي صنيعتها والامر ينطبق على زلينسكي ونتنياهو والاحداث في اسرائيل وكذلك الاردن ونظامها الهش قبالة اكبر محطة خارجية للتجسس الامريكي على ارض الاردن في الشرق الاوسط مع ماتعيشه تلك الظول من ازمات اقتصادية بما فيها تركيا وهنا لابد من التنويه على ان روسيا ورجلها المتخصص في عالم الاستخبارات ليس بهذه السذاجة الذي يكشف عن مصادره داخل امريكا او يرسل برسائل رمادية غير محمودة العواقب لان مانشر لايتعلق في جوهر الحرب في مسار الحرب الأوكرانية فقط (رغم مانشر من معلومات كارثية وصادمة _ معلومات استخبارية وخطط واماشار للقوات ) بل في مجمل السياسيات ومصير النظام العالمي وبالتالي مستقبل و وجود روسيا المصيري في داخل ذلك النظام او خارجه ومستقبل العالم برمته
ثالثا _ مستويات اهداف التسريب
1_ المستوى الداخلي
تهدف امريكا الى لملمة وضعها وتعليق أخطائها والتغطية على فساد حروبها ومايفرضه الصراع الانتخابي وحشد وتعبئة الراي العام الامريكي لمواجهة الايام القادمة العصيبة التي تنذر بانهيار وتفكك الولايات المتحدة الامريكية
2_ على المستوى الخارجي
جملة من الضغوط لتغيير مواقف كثير من الدول فيما يتعلق بالانفتاح على الصين وروسيا والموقف من الحرب في اوكرانيا
وايضا ترسل برسائل مفادها بانها واعية ويقظة ومتابعة لما يحصل ومابين الضغط والابتزاز والمماهات تجعل القنوات مفتوحة بينها وبين كثير من الدول التي انقلبت عليها لانها لاتملك خيار التصعيد المباشر معها لان ذلك يعني إفلاسها وهزيمتها وانغلاقها بلحاظ تذمر الاتحاد الاوربي وذهاب كثير من أعضائه نحو الصين بالعلن والتفاهم مع روسيا بالسر والخفاء
3_ (وتلك الاهم ) على المستوى العسكري التكتيكي •
موضوع يتعلق بالهجوم الكبير الامريكي الاوكراني مع الناتو المرتقب الذي يستهدف الاراضي الاوكرانية بما فيها باخموت وصولا الى حدود المدن الروسية وجزيرة القرم وحرمان روسيا من البحر الاسود
والامر الاخر الذي نعتقد فيه جازمين ان واشنطن عازمة على سحب قواتها من الخليج وعامة غرب اسيا لاسباب عديدة لعل من اهمها ....
اولا _ الدخول القوي والمرعب لكل من الصين وروسيا في الشرق الاوسط والابتعاد عن الصدام المباشر معهما في تلك المنطقة لان له اثار مدمرة ويعني نهاية المصالح الامريكية واسرائيل معا وتخلي حلفائها عنها لذلك فهي تلجاء الى حالة الهروب الى الامام وعدم الصدام المباشر في منطقة غرب اسيا
ثانيا _حاجتها لتلك القوات في الحدود القريبة مع كل من روسيا والصين لانها لاتطمئن للناتو بالدفاع عنها
ثالثا _ تشعر بحالة التفكك القريبة لذلك هي بامس الحاجة لعودة تلك الجيوش
رابعا _ القدرات العالية لجمهورية ايران الإسلام ومحور المقاومة احد اهم الاسباب التي تجعل منها تفكر بسحب قواتها قبل الإجهاز عليها لانها بحكم الاسيرة او ضمن دائرة القتل وباريحية عالية •
وسوف تملاء الفراغ في المنطقة عن طريق
1_ وكلائها والانظمة المرتبطة معها
2_ الفوضى والعصابات والارهاب
3_شركات أمنية عالمية ومرتزقة
4_ قوات الناتو التي ستحل بديلا عنها في اجراء تكتيكي يحصل منذ اكثر من سنتين كما في العراق وسوريا لاحقا والخليج تباعا
5_ هناك احتمال اخر يتمثل بالشراكة البريطانية الاسترالية بديلا عن الانتشار الامريكي •
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha