حسام الحاج حسين ||
وقع خبر زيارة رضا بهلوي -نجل آخر شاه لإيران- إلى إسرائيل ردو فعل في إيران، حيث هاجمه عدد من النشطاء معتبرين أنه لا يمثل الشعب الإيراني، وأن ادعاءاته في خطابات سابقة الحرص على حقوق الانسان لا تنسجم مع زيارته لدولة لا ترعى حقوق الأنسان إطلاقا، في حين اعتبر البعض أن هذه الزيارة تاريخية وتحمل رسالة تسامح وصداقة بين الشعبين الإيراني والإسرائيلي والتي كانت تربطهم علاقات وثيقة طوال عقود قبل انتصار الثورة الإسلامية في ايران .
رضا بهلوي كان قد غرد من حسابه في موقع تويتر: “هكذا قال كورش ملك فارس ،” لقد أعطاني الرب كل ممالك الأرض وأمرني أن أبني له بيتًا في أورشليم “. قبل 2500 عام، حرر كورش الكبير الشعب اليهودي من الأسر وساعدهم في إعادة بناء هيكلهم في القدس. وبخوف عميق أزور حائط المعبد (حائط البراق) وأدعو الله ليأتي اليوم الذي يمكن فيه للشعبين الطيبين في إيران وإسرائيل تجديد صداقتهما التاريخية.
يستحضر ولي العهد الإيراني الماضي للتغلب على بعض متغيرات الحاضر ،،! ويستعين باأرث العلاقات التاريخية بين الشاه الراحل وأمريكا وإسرائيل وبعض المتعاطفين معه ،،!
يريد بعض الإيرانيين التعرف على الرسائل والأشارات التي بعثتها هذه الزيارة من خلال تفكيك برامج الزيارة وتتبع اثرها من خلال الأماكن التي تواجد فيها والشخصيات التي التقى بها السيد بهلوي ،،!!!
هناك عده زوايا يمكن ان ينظر اليها من خلال المعطيات الواقعية ،،! الرسالة الأولى شخصية بحته فمن خلال قبول الدعوه التي وجهت اليه من قبل حكومة نتنياهو كان التركيز على شخص ولي العهد وليس على الأفكار التي يمتلكها ،،! وهو لديه بعض المناصرين الداعمين للملكية لكنهم لايكاد يذكرون حتى في الداخل الإيراني ،،!!
الرسالة الثانية عند زيارة حائط المبكى والصلاة مع اليهود دون المرور على المسجد الأقصى والصلاة فيها يعنى ان الدين الإسلامي ومذهب التشيع شيء ثانوي عند ولي العهد وان الوفاء لإسرائيل واورشليم ستكون الأولوية عند ولي العهد في كل الأحوال ،،!!
الرسالة الثالثة هو مفادها ان هناك شريحة ايرانية واسعة مازالت تنظر لليهود على انهم شركاء تاريخيين للفرس حسب نصوص التوراة والتلمود وان دغدغة المشاعر الدينية لدى اليهود يمكن ان ينهال على ولي العهد بالدعم المطلق في صراعه مع نظام ولاية الفقية ،،!!
الرسالة الرابعة هو للعالم الغربي بقيادة الولايات المتحدة من ان رضا بهلوي هو البديل الأمثل للنظام الأسلامي القائم في طهران ، وان عودة رضا بهلوي الى ايران سوف تعني عودة إيران الى الولايات المتحدة وإسرائيل . وان الفئات الأخرى من المعارضة الإيرانية لاتمتلك الوضوح الكامل لنوع العلاقات كما يمتلكها رضا بهلوي ،،! فيمكن للغرب توحيد الجهود لدعم القيادة الموحدة للمعارضة الإيرانية بقيادة رضا شاه الجديد ،،!!!
يمكن للمتابع ان يرى من ان هذا ربما ضرب من الخيال لكن في عالم السياسة لايوجد شيء مستحيل وغير ممكن ،،! فمثلما تفكر ايران باابادة إسرائيل من الوجود تعمل اسرائيل ايضا على تقويض وانهاء النظام الأسلامي في طهران ولكل الطرفين ادواتهم للضغط على الأخر ،،!
ويندرج دعوة رضا شاه بهلوي في هذا السياق المتعارف ،،! رغم ان من المبكر جدا الحكم على مدى تأثير هذه الزيارة على الوضع الراهن في الشرق الأوسط ،،!
تبقى الخيارات المفتوحه على الطاولة بين ايران وإسرائيل في اختيار نوع وشكل السلاح بين الطرفين ،،! اصدقاء الأمس واعداء اليوم ولانعرف ماذا سيكونان غدا ،،؟؟المهم ان الرسالة مفادها ان المستقبل في ايران اذا تغير قطعا ستكون لصالح الغرب وعلى رأسهم إسرائيل ،،!!
ـــــــ
https://telegram.me/buratha