حازم أحمد فضالة ||
تسلمت السعودية اليوم، أوراقَ السفير الأميركي الجديد عندها، السيد (مايكل راتني)، بعد أن صادق مجلسُ الشيوخ الأميركي على تعيينه سفيرًا في السعودية، لكن! كيف جرى العرف الدبلوماسي في تسلّم أوراق الاعتماد؟ ولماذا هذه الحركة السعودية الجديدة؟ وما ربطها في دراساتنا التي أشرنا إليها؛ بضرورة أن يُخَفِّض العراقُ تمثيلَه الدبلوماسي مع الغرب، تخفيضًا تبادليًّا؟
قبل البدء، نعيد التذكير بدراستنا هذه المعطوف عليها، تحت عنوان:
العالم الجديد ما بعد حرب الغرب على روسيا في المسرح الأوكراني (ج3- الأخير)(ماذا تريد أميركا - التوصيات) في: 31-تشرين الأول-2022
ذكرنا بها في النقطتين: (1، 2) من فقرة: (التوصيات للدولة العراقية):
(1- اعتماد خطة مرحلية لتخفيض التمثيل الدبلوماسي في قارة أوروبا، نحو: السفارات، القنصليات، الملحقيات الثقافية وغيرها... وكذلك تخفيض التمثيل الدبلوماسي في: أميركا، كندا، أستراليا، اليابان، كوريا الجنوبية.
2- رفع نسبة التمثيل الدبلوماسي في العالم، نحو: دول منظمة شنغهاي، دول بريكس، ماليزيا، القارة اللاتينية: فنزويلا، كولومبيا، البرازيل… إفريقيا: الجزائر، نيجيريا، مالي، تشاد.)
انتهى
الآن، السعودية تُخفِّض (التعامل الدبلوماسي) مع أميركا؛ إذ لم ينهض الملك سلمان، ولا وليّ عهده محمد بن سلمان، من أجل أن يتسلم نسخة من أوراق اعتماد سفير أميركا الجديد في السعودية، السيد (مايكل راتني)! بل تسلَّمها وكيل الوزارة لشؤون المراسم (عبد المجيد السماري)، أي: (وكيل وزير) ولا حتى وزير!
قراءتنا لهذه الحركة السعودية، هي في مسار تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع الغرب، والسعودية هنا في المسار القويم، فالسعودية تصالحت مع الجمهورية الإسلامية، وأوقفت صراعها معها، وقررت فتح السفارات والقنصليات في البلدين، وبدأت تفاوض أنصار الله في اليمن، وذهب وزير خارجيتها فيصل بن فرحان إلى سورية، والتقى الرئيسَ الأسد؛ من أجل إعادة العلاقات، وبدأت السعودية تدافع عن ضرورة عودة سورية للجامعة العربية… إلخ مع هذه الحركة السعودية الجديدة في غرب آسيا؛ نجدها توجه إهانة دبلوماسية إلى السفير الأميركي الجديد عندها ولأميركا نفسها، وتوصل رسالةً، خارجةً من أدبيات العالم الجديد ذي الأقطاب المتعددة، تخبر بها أميركا أنَّ أميركا دولة أطلسية ولم تعد عالمية.
هذا ما ندعو الدولة العراقية إلى تحقيقه، إذ إنَّ النظام العالمي يتغيَّر، والغرب داخل في دوامة صراع وإفقار وإفلاس، والأفضل للدولة العراقية أن تخفض تمثيلها الدبلوماسي مع الغرب، ولا تعول على مشاريعه واستثماراته كثيرًا، بل تتجه نحو منظمة شنغهاي ودول بريكس، وما يماثلها من النوع والوزن.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha