قد لا يخلو يوماً من كشف ملفات فساد جديدة وخروقات مالية كبيرة في الانبار، والتي ظهرت بالآونة الأخيرة على عكس الصورة التي يحاول سياسيوا المحافظة تقديمها.
هذه المرة، الفساد الجديد لم يتعلق بقطع أراضي أو مشاريع عمرانية او خطط استراتيجية بل يختص بمشروع سياحي مهم لمحافظة الانبار وهي "بحيرة الحبانية"، من خلال تسليم جهات سياسية متنفذة مشاريع تطويرها العمراني الى احدى الشركات التي هيمنت على البحيرة بشكل تام.
وتقع بحيرة الحبانية في منتصف الطريق بين الرمادي والفلوجة بالقرب من قاعدة التقدم الجوية في الحبانية بمحافظة الأنبار، والتي هي عبارة عن منخفض لغرض خزن المياه واعادة اطلاقه الى نهر الفرات في موسم الصيهود.
وتعتبر المدينة السياحية في الحبانية أضخم مدينة سياحية في الشرق الاوسط، حيث تقع على طريق بغداد – الرمادي، وقد أقيمت على مساحة تقرب الكيلومتر مربع.
مصدر مطلع، كشف، ملفات فساد جديدة تلاحق رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، في محافظة الانبار، وفيما أكد أن الأخير قام ببيع العراق بحراً وارضاً وجواً، عد القضية الجديدة تفوق "سرقة القرن".
ويقول المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لوكالة / المعلومة /، إن "رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، تلاحقه العديد من الاتهامات السياسية الجديدة؛ إثر ملف التطوير العمراني في بحيرة الحبانية، والذي يفوق مبالغ سرقة اموال الامانات الضريبية أو كما تدعى بـ(سرقة القرن)".
ويضيف، أن "مافيات الانبار بالاتفاق مع رئيس البرلمان، قامت بتسليم عدة ن
من الشركات ملف تطوير الحبانية بموافقة من رئيس مجلس النواب"، لافتاً الى أن "احدى هذه الشركات مسيطرة بالكامل على كل مقومات البحيرة من مياه وفنادق ومطاعم".
ويوضح المصدر الذي فضل عدم كشف أسمه، أن "هذه الشركات تسيطر بشكل كامل على البحيرة"، مشيراً الى أن "الحلبوسي باع قرابة ثلث العراق من خلال تسخير كل الثروات وبيع اراضي محافظة الانبار بشتى الطرق، وأخرها بحيرة الحبانية".
بدوره، اتهم القيادي في تحالف الانبار ضاري الدليمي، رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بالاستحواذ على وارادات مدينة الحبانية السياحية ومبالغ تزوير سندات الاراضي التابعة لناحية الوفاء.
ويؤكد الدليمي في تصريح لـ / المعلومة / أن "حزب تقدم الذي يتزعمه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي يهيمن وبشكل مطلق على مقدرات المحافظة".
ويبين ان "الحزب استحواذ على اغلب استثمارات المحافظة ومنها المرفق السياحي في مدينة الحبانية"، مبينا انه "لو قارنا ما يحصل عليه تقدم من وارادت المدينة السياحية ومبالغ أراضي الوفاء لعادلت مبالغ سرقة القرن".
ويشير الى ان "كل ما يحصل من استحواذ على مقدرات المحافظة لم يكن خافيا على أحد وقد زاد من اتساع النقمة الشعبية اتجاه هيمنة الحلبوسي وحزبه بالمحافظة"، محذرا من "استمرار هذا الأسلوب لكونه سيجرنا الى أمور لا يحمد عقباها".
ودعا الدليمي "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالتدخل الشخصي وزيارة المحافظة لوقف جماعة الحلبوسي في الانبار خشية من توصل خروج الأمور عن السيطرة ".
الى ذلك، طالب تحالف الفتح، رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، بالإطاحة برؤوس الفساد الكبيرة في محافظة الانبار، وفيما عد الانبار المحافظة "الأكبر بالفساد"، حذر من تسويف قضية أراضي منطقة الوفاء.
ويذكر القيادي بالتحالف، محمود الحياني، في حديث لوكالة / المعلومة /، أن "الفساد في محافظة الانبار استشرى بشكل كبير جداً من خلال الاستيلاء على الأراضي والمواقع المهمة"، مبينا أن "هذه الخروقات موجودة بالمحافظة بشكل واسع وكبير لاسيما بعدما كشفت الحكومة والجهات الرقابية تلاعباً كبيراً في قضية تزوير أراضي منطقة الوفاء".
ويلفت الى، أن "ملف الأراضي يتبع جهات سياسية متنفذة في الانبار، وهي وراء العملية"، لافتاً الى أنه "تم القاء القبض على الموظفين الصغار المأمورين، الا أننا نطالب الجهات الحكومية بالإطاحة برؤوس الفساد الكبيرة وتقديمهم للعدالة".
ويوضح القيادي بتحالف الفتح عن الانبار، أن "هؤلاء الفاسدين هم ساهموا بزيادة سقف الفساد في الانبار في ملف الأراضي"، معتبراً "محافظة الانبار هي الأكبر بالفساد في العراق".
ويتساءل الحياني: "لماذا لا يتم الإطاحة برؤوس الفساد الكبيرة واعتقال فقط الموظفين؟"، مشيرا الى أن "هذه السياسة قد تعطي فرصة لحيتان الفساد باستبدال الموظفين والمجيء بغيرهم والاستمرار بعمليات الفساد".
ويحذر من "تسويف قضايا الفساد بمحافظة الانبار عبر القبض على الموظفين والمسؤولين الصغار وترك الحيتان الكبيرة بدون رادع"
https://telegram.me/buratha