متابعة ـ محمود الهاشمي ||
يُشارك جهاز المخابرات العامة المصري بشكل ما، فيما يحصل من عدوان إسرائيلي على المقاومة في غزة، وهذا ما تبيّنه الكثير من المعلومات، ومسار الأحداث منذ ما بعد معركة سيف القدس عام 2021.
فقد كشفت مصادر للخنادق، بأن جهاز المخابرات العامة مارس الضغوط على حركة الجهاد الإسلامي لمنع الرد على عمليات الاغتيال الإسرائيلية. كما مارس الضغوط أيضاً على حركة حماس لمنعها من التدخل الى جانب حركة الجهاد، والمشاركة في الرد والمعركة القائمة.
كما تتحدث العديد من الأوساط، بأن المخابرات المصرية قد تكون أبلغت حركة الجهاد قبل اغتيال الشهداء القادة منذ أيام، بأن إسرائيل لن تقوم بتنفيذ أي اغتيالات، وهو ما يمكن أنها قد أخبرت حركة حماس به أيضاً، لأن الأخيرة رفعت حالة الطوارئ قبل يوم من عملية الاغتيال أيضاً. وهو ما حصل مع الشهداء القادة، الذين توجهوا بعد حوالي شهر من الإجراءات الأمنية المكثفة الى منازلهم، لتوديع عوائلهم قبل الذهاب في رحلة خارجية للحركة بعد حصول الإذن من السلطات المصرية.
وبالتالي تكرّر ما حصل في العام 2022 أيضاً، حينما كان التطمين المصري خدعةً إسرائيلية، أدت الى استشهاد القائد تيسير الجعبري ومن بعده الشهيد القائد خالد منصور. وهذا ما ألمح إليه مسؤول العلاقات الخارجية فيها خالد البطش، حينما كشف بأنهم استجابوا للجهود المصرية من أجل التهدئة قبل اندلاع معركة وحدة الساحات.
وعليه فأمام كل هذه الوقائع، لا يمكن اعتبار موقف المخابرات العامة المصرية بريئاً، بل يمكن اتهامها بالتواطؤ والمشاركة في سفك دماء الشهداء من القادة والمدنيين، أو على الأقل ضرب الوحدة ما بين فصائل المقاومة، لتمكنها من تحقيق إنجاز هدنة تستثمرها خارجياً.
ردّ المقاومة
أمّا حركة الجهاد الإسلامي، فإنه من اللافت قيادتها لهذه المعركة بكل صلابة رغم كل التضحيات، وهي تقود المعركة بتكتيك لا يختلف عن المعارك السابقة من ناحية إيلاء الوقائع الميدانية الأولوية، قبل الحديث عن أيا مساعي ووساطات لوقف المعركة. ومن خلال إظهار جاهزيتها لاستمرار المعركة الحالية لعدة أيام، وربما حتى يوم مسيرة الأعلام في الـ 18 من الشهر الجاري، للتأكيد على أن المعركة مرتبطة أساساً بالقدس المحتلة وبمواجهة الاحتلال، قبل أن تتعلق باغتيال القادة والمجاهدين.
وكذلك الحال مع فصائل المقاومة، التي أظهرت موقفاً موحداً تمظهر ببيانات وجهود الغرفة المشتركة، بحيث هي الآن من تدير معركة "ثأر الأحرار". وقد دحضت كل الفصائل ما يشيعه الكيان المؤقت، من عدم مشاركة بعض الأجنحة العسكرية في الغرفة، أو أن معركته مع جناح عسكري أو فصيل دون الآخرين.
آخر معلومات التفاوض
_ أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري بأن الجهود مستمرة لمحاولة التوصل لوقف إطلاق النار، ولكنها لم تثمر عن أي نتائج حتى اللحظة.
_كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين، بأن الكيان المؤقت لم يوافق على تسليم جثمان الشهيد الأسير خضر عدنان كجزء من وقف إطلاق النار، كما لم يوافق على وقف الاغتيالات للوصول إلى تهدئة، أو على منع إقامة مسيرات الأعلام.
_يبدو أن المعركة ستستمر خلال الساعات المقبلة وربما تستمر أياماً، إلى حين رضوخ حكومة الاحتلال لشروط المقاومة الفلسطينية
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha