مع اقتراب موعد الانتخابات التركية في 14 مايو الحالي، أظهر تحليل مطول نشرته صحيفة "واشنطن بوست" أن خطابات الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، تعكس ضغوط ومخاطر الانتخابات.
وقالت الصحيفة إن إردوغان أطلق وابلا من الرسائل السلبية في الأسابيع والأيام الماضية التي تسبق الانتخابات التركية، متهما خصومه بصلاتهم بجماعات "إرهابية" وقوى غربية لم يذكر اسمها يقول إنها تحاول تقسيم البلاد.
وقال مراقبون للصحيفة إن خطابه، الذي كان "أكثر حقدا" من أي خطاب في الماضي، ويعكس "ضغوط ومخاطر" الانتخابات المقبلة، على عكس أي انتخابات أخرى واجهها خلال عقدين من حكمه في تركيا.
ويقول خصومه إن لغة إردوغان تظهر ببساطة أنه قد يخسر السباق ضد منافسه الرئيسي، كمال كليتشدار أوغلو. واعتبر آخرون أن تكتيكات حملته الانتخابية، التي تشمل إغراءات مالية للجمهور ونداءات تتعلق بالكرامة الوطنية، قد تكون علامات على اليأس.
وتلفت الصحيفة إلى أن المعارضة التركية أصبحت أقوى وأكثر تماسكا ويصعب صرف النظر عنها، وإلى أن كليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري الوسطي، متحالف رسميا مع خمسة أحزاب أخرى، وهو مدعوم من حزب الشعوب الديمقراطي الذي يقوده الأكراد.
وتضيف أن إردوغان استغل دعم حزب الشعوب الديمقراطي لمنافسه، والذي قد يمنح ملايين الأصوات لكليتشدار أوغلو، لاتهام المعارضة بالصلات بجماعة كردية محظورة.
وقال إردوغان في مدينة ماردين بجنوب شرق البلاد، الأربعاء، في تصريحات أصبحت عنصرا أساسيا في خطابه "أولئك الذين لديهم تحالف مع الإرهاب لا يمكن أن يكون لهم تحالف مع الأمة". وأضاف "لم نسمح أبدا لأي قوة أخرى غير أمتنا بمحاولة تقسيم الجغرافيا أو تغيير المصير واستخدام الإرهاب كوسيلة لذلك".
وحذر الرئيس التركي، الجمعة، مؤيديه من أنهم قد يدفعون "ثمنا باهظا" في حال صعود منافسه العلماني إلى السلطة في الانتخابات المقررة نهاية الأسبوع.
ويحاول إردوغان حشد أنصاره قبل الانتخابات، الأحد، التي تضع على المحك مسيرته في الحكم الممتدة لعقدين، وفقا لفرانس برس.
وتظهر استطلاعات الرأي أن منافسه العلماني، كمال كليتشدار أوغلو، يتقدم عليه بفارق طفيف، وبأنه على وشك تجاوز عتبة الخمسين في المئة من الأصوات اللازمة لتجنب دورة ثانية في 28 مايو.
وما ساهم في تعزيز مواقع المعارضة انسحاب المرشح، محرم إنجه، الذي يمثل حزبا ثالثا، الخميس، كونه كان يمكن أن يضعف فرص كليتشدار أوغلو لإلحاق أول هزيمة انتخابية بالرئيس التركي.
وتجنب إردوغان على غير عادته توقع نتيجة الانتخابات الأشد تنافسية في تركيا في العصر الحديث، حين رد على سؤال من صحفي على التلفزيون ما إذا كان سيفوز في الانتخابات بالقول "صناديق الاقتراع ستقرر الأحد".
كما أقر إردوغان (69 عاما) بأنه يواجه صعوبة في استمالة القاعدة الناخبة من الشباب الذين لا يتذكرون الفساد والفوضى الاقتصادية التي كانت سائدة في ظل الحكومات العلمانية في تركيا في التسعينيات.
وصرح في ظهور إعلامي آخر هذا الأسبوع "هناك جيل في بلادنا لم يعايش أيا من المشكلات التي عايشناها".
وقال، الجمعة، في تجمع في إسطنبول لأنصاره الذين لوحوا بالأعلام: "لا تنسوا... قد تدفعون ثمنا باهظا إذا خسرنا".
واعتبر أن الحكومات الغربية تستخدم المعارضة لفرض رؤيتها على المجتمع التركي، مضيفا "أيها الغرب، أمتي هي التي تقرر".
https://telegram.me/buratha