يوسف الكاتب ||
القران الكريم يحمل الصور الفنية الرائعة في اغلب سوره وآياته .
طرح القران الكريم لنا الصورة الفنية بأساليب متنوعة وجديدة تتلاءم مع الزمن وتتجدد معه .
القصص القرآنية رُسمت بأسلوب غاية بالجمال من الشكل والمضمون ، وحددت نقلاتها بدلالة الوعي المعاصر بحيث حينما عرضت كمسلسل فني إستهوت القلوب .
كل الفنون التي تطرح اليوم ، كان القرآن قد طرحها قبلهم وأكد على تفعيلها .
القران الكريم يُعلم الفنان المسلم كيف يرسم لفنه بعداً حضارياً بمساحة كونية يتناول فيها خلق الله العظيم وكيف يتصرف بالكون وفق رؤيا الجمال الإلهي باعتباره كتاب الحياة وكتاب الفن والجمال .
تساؤلات لابد من ان نجيب عليه
١.. لماذا أغلقنا أبواب الفنون إذا كانت هادفة وفق معايير القران ومدرسة اهل البيت (عليهم السلام) .
٢.. أعداؤنا نشروا القبائح بحيث جعلوا الحرام حلالاً والحلال حراماً .
٣ .. رب قائل يقول ليس لدينا أموال لإنتاج الفنون المسرحية .
٤.. والبعض منا يقول إننا لا نمتلك الطاقات والمواهب والاختصاصات الفتية .
٥.. وآخرون يؤكدون أن لا جدوى من الفنون ، ولنكتفي بوسائل التواصل الاجتماعي .. بينما الفن الهوليودي والماسوني والعربي المأجور الفاسد قد تسيّد الساحة وأصبح الرقم الأول في تصدير الفن الداعر والخليع والماجن .
٦ .. الإنتاج اليوم بأموال عربية (إنتاج مدفوع الثمن) لإسقاط اعتقادنا وهويتنا وانتمائنا .
٧ .. إسقاط صورة المرأة عبر طرحها من خلال الفنون بأنها مبتذلة ورخيصة .
سؤال : ونحن ماذا يجب أن نفعل ؟
١.. يقول الإمام علي (ع) والله لا أكون كالضبع تنام على طول اللدم .. ومعنى قوله (ع) : علينا أن لا نصبح كالحيوان المصاب بالنعاس أو كالحيوان الثقيل يكون عرضة للصياد ونصبح تحت هدفه .
٢ .. يجب فتح أبواب الفنون لان الصورة لها التأثير الكبير على الجمهور ، فكيف إذا اجتمعت الصورة وأخواتها من حركة وصوت وإضاءة وسنوكرافيا ؟
٣ .. لدينا طاقات وقدرات بل لدينا قامات في الفنون :
أ . مخرجون
ب . مؤلفون
ج. مصممون
د. ممثلون
ولدينا المزيد من المواهب ، وهم قادرون على خلق موج معرفي اعتقادي فني وجمالي .
٤.. القران الكريم يحدثنا عبر آياته المباركة كقوله تعالى (قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ﴾ ، فالله ورسوله وأئمة أهل البيت (ع) منتظرون للإعجاز الثاني لرسالة السماء ألا وهو ظهور الإمام صاحب الأمر (عج) . لذا من الواجب علينا ترويج الثقافة المهدوية عبر الفنون الجميلة وإعداد العدة لإمامنا (عج) .
٥ .. تاريخنا الإسلامي وبطولات امتنا حافل بالنور ، وما علينا الا إظهاره للأمة فنياً .
٦ .. المقاومة والقادة الشهداء يجب إبرازهم بأساليب جمالية وعبر الفنون المسرحية .. ففي سورة القصص يطالبنا القران الكريم وعبر هذه الآية (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) ، فهل نعي ماذا تحكي لنا هذه الآية ؟ إنها تطلب منا : أن يكون لدينا أئمة أي قادة فوق اختصاص الرجال إن كان في السياسة أو في الاجتماع أو في الحروب .. ولدينا في الفنون كتّاب ومخرجون وسناريت وممثلون نستطيع بهم أن نقدم العطاء باقتدار عال وبإبداع وجمال يدهش العقول .
٧ .. القران الكريم أكد عبر آياته {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } الحج : 5 ، فكما أن الله سبحانه ينزل الماء وسقى الأرض ، فان ذلك النبات ليس له لون واحد وإنما ألوان متعددة كي تسر الناظرين ويخلق منها حياة ذات ذائقة وجمالية .. وما علينا إلا أن نتفنن بإخراج ذلك عبر تعدد الوسائل كالمسرح أو التلفاز أو الفن التشكيلي .
٨.. أضع بين يدي المسؤولين الأفاضل هذا المقترح آملاً منهم أن يعملوا عليه :
ا .. فتح قسم باسم الفنون الجميلة ، أي إنشاء فرقة مسرح إسلامي .
ب .. تبني فرقة إنشاد خاصة لهذا القسم .
ج.. في قسم الفنون هناك فنانون تشكيليون للرسم .
كلي أمل وثقة بان الأخوة المسؤولين يقرؤون هذه الأسطر ويوافقون على مقترحي .
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha