يتوجه الناخبون الاتراك يوم غد الاحد في جولة انتخابات رئاسية جديدة لاختيار احد المتنافسين الرئيس رجب طيب أردوغان ممثل تحالف الجمهور الحاكم ومرشح المعارضة زعيم تحالف الامة كمال كليجدار اوغلو وصراع بين اتجاهين اسلامي يمثله اردوغان وعلماني حامل رايته كليجدار والفاصل بينهما ما تحمله صناديق الاقتراع .
ودعا المعسكران المتنافسان الناخبين الأتراك إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع للتصويت بكثافة في هذه الجولة الحاسمة حيث يبلغ عدد من يحق لهم الانتخاب بالاستحقاق الرئاسي / 64/ مليونا و113 ألفا و941 ناخبا، وفق اللجنة العليا للانتخابات التركية .
وفي الوقت الذي يبدو فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرتاحا لفارق النقاط الذي حققه في الجولة الأولى، يزيد منافسه كمال كليجدار أوغلو من حدة خطابه المتعلق بعدد من القضايا، أبرزها اللاجئون، لكسب مزيد من الأصوات.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه منافسه المعارض كمال كليجدار أوغلو في انتخابات محورية تضع 20 عاما قضاها أردوغان في السلطة على المحك، في حين تشير استطلاعات الرأي إلى أن المنافسة شديدة التقارب رغم ارجحية اردوغان فيها .
أردوغان وعد الناخبين بجعل تركيا قوية ومتعددة التحالفات وخلق ستة ملايين وظيفة، متهماً الغرب بمحاولة الإطاحة به بعد أكثر من عقدين من الزمن في الحكم فيما ينوي منافسه الرئيسي كمال كليجدار أوغلو وبدعم من غالبية قوى المعارضة توجيه هذه الدولة العضوة في الناتو مرة أخرى نحو الغرب وجعلها أكثر ديمقراطية.
واردوغان البالغ من العمر /69/ عاما صعد الى السلطة قبل عشرين عاما كانت حينها تركيا تمر بفترة خيّم عليها ظلام التضخم الا انها وبالتدريج باتت تشهد فجرا جديدا من التطور حتى وصلت الى ما هو عليه الان من نمو وتطور يحسب لحزب اردوغان / العدالة والتنمية/ وتمتعت تركيا في ظل حكمه بازدهار اقتصادي طال مداه، وارتفعت خلاله مستويات معيشة سكانها البالغ عددهم 85 مليون نسمة.
وفاز أردوغان -الأكثر بقاء في السلطة بتركيا في أكثر من 10 انتخابات ورسم مسارا للبلاد في إطار رؤيته لمجتمع متدين ومحافظ له كلمة على المستوى الإقليمي، حتى أن المنتقدين يقولون إنه استغل القضاء لقمع المعارضة.
وخلال الحملة الانتخابية سعى أردوغان إلى استقطاب الناخبين بالترويج لمشروعات ضخمة في البنية التحتية والبناء، واستعراض الإنجازات الصناعية في تركيا، والتحذير من الفوضى في الحكومة في حالة فوز المعارضة.
ومنذ عام 2017، يحكم أردوغان تركيا بسلطات رئاسية كاسحة. من قصره المترامي الأطراف في أنقرة، كرئيس تنفيذي يمكنه إعلان حالة الطوارئ وتعيين وفصل كبار موظفي الدولة.
ورغم ان تركيا جزء من تحالف الغرب الدفاعي /حلف الناتو/ الا ان أردوغان وثق علاقات بلاده مع الصين وروسيا أيضا، حيث اشترت تركيا نظام الدفاع الجوي الروسي أس-400، وافتتحت - قبل الانتخابات - محطة طاقة نووية روسية الصنع، هي الأولى من نوعها في تركيا.
ويدعو أردوغان إلى أن تتبنى تركيا تحالفات متعددة الأطراف بحيث ُينظر إليها على أنها "واحة سلام وأمن"، ويعرض لعب دور الوسيط في الحرب الروسية في أوكرانيا وإذا بقي أردوغان في السلطة سيواصل دفع تركيا بعيدا عن الغرب، دون مغادرة الناتو.
وكانت سنوات أردوغان الأولى نموذجا للنمو الاقتصادي القوي ومشاريع البناء الضخمة. والتزمت تركيا دائماً بشروط اتفاقيات القروض مع صندوق النقد الدولي ولا يزال أردوغان يعد بتحقيق معدلات نمو عالية وإعطاء دفعة كبيرة للسياحة في البلاد .
فيما يرغب خصمه وحلفاؤه في العودة إلى مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتعزيز العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة، مع الحفاظ على علاقات تركيا مع روسيا.
وفي اطار حملة المنافسة بين الطرفين رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرشح "تحالف الجمهور على وعود منافسه مرشح “تحالف الأمة” زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية والتي يقدمها كليجدار أوغلو لمن يطلب دعمه في انتخابات الرئاسة التركية.
وذكرت وسائل الاعلام التركية أن كيلجدار أوغلو وعد/ أوميت أوزداغ / رئيس حزب الشعوب الديمقراطية الداعم لكليجدار بوزارة الداخلية حال فوزه بالجولة الثانية من الانتخابات.
ورد اردوغان على هذا الوعد بمنح وزارة الداخلية/ لاوزداغ / في تغريدة عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قال فيها:”حتى الآن ، لم يجلس أحد على الإطلاق مع رئيس حزب الشعب الجمهوري وغادر دون الحصول على أكثر مما أراد كل من جاء وهو يفكر “ربما يحدث لنا شيء” غادر مع عدد هائل من النواب في جيوبهم ، ومنصب نائب الرئيس ، وثلاث وزارات لكل منهم.”
واضاف اردوغان في تغريدته : “كل من وقف عند باب حزب الشعب الجمهوري ومعه فاتورة فارغة في يده أخذ التوقيع من رئيس حزب الشعب الجمهوري وكتب الرقم عليها بنفسه.
وتابع اردوغان / حسب مانقلته وسائل الاعلام التركية / : “نحن نعلم ما هو الخطأ مع أولئك الذين يتمسكون بالأكاذيب للتستر على تناقضاتهم وافتقارهم إلى المبادئ. مهما فعلت؛ لن تستطيع أن تنسى تعاونك مع المنظمات الإرهابية.”
وواصل اردوغان : “مهما فعلت؛ لن تستطيع أن تجعل الناس ينسون أنك قد طرحت المقاعد البرلمانية لحزبك في السوق من أجل نجاحك الشخصي ، وأنك وعدت بالسلطة والمكانة لمن يسبقك.”
واختتم اردوغان تغريدته مخاطبا منافسه كليجدار : “مهما فعلت؛ لن تنسى أنك جعلت مصالح هذا البلد مسألة مساومة على الساحة الدولية. ستطلب منك أمتنا حساب هذه الأمور في 28 مايو في صندوق الاقتراع”.
وزعيم حزب الشعب الجمهوري كليجدار أوغلو البالغ من العمر / 74/ عاما زعيم تحالف المعارضة الذي يضم 6 أحزاب والذي بقي فترة طويلة محجوبا خلف ظل أردوغان- لم يتمكن من سد الفجوة بين حزبه وحزب العدالة والتنمية في الانتخابات منذ أن تزعم حزب الشعب الجمهوري المنتمي ليسار الوسط في عام 2010.
وخلال الحملة الانتخابية في جولتها الثانية اتهم زعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان بحجب رسائله النصية إلى ناخبيه موجها اصابع الاتهام لهيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية بأنها تنفذ أوامر أردوغان لإلحاق الضرر بحملته .
فقد قال كليجدار اوغلو في مقابلة تلفزيونية أجريت معه ليلة امس الجمعة: "لقد حجبوا (الرسائل النصية) لأنهم خائفون منا".
كذلك جاء في تغريدة أطلقها: "أسألك يا أردوغان، ألا تريدني أن أخوض هذه الانتخابات".
وأعلنت حملة كليجدار أوغلو أنها أرسلت على نطاق واسع رسائل نصية دعت فيها إلى متابعة المقابلة التلفزيونية مع زعيم المعارضة فيما لم تصدر هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية أي تعليق.
ويأتي اتهام كليجدار أوغلو في المراحل الأخيرة من معركة على الرئاسة التركية لا تنفك تزداد ضراوة.
والخصمان منخرطان على مدار الساعة في الحملة الانتخابية التي يقول محللون إنها الأهم التي تشهدها تركيا منذ عقود.
وقدم كليجدار أوغلو وعودا بالازدهار الاقتصادي وباحترام أكبر لحقوق الإنسان وسيادة القانون وتوجيه تركيا العضو في الناتو مرة أخرى نحو الغرب وجعلها أكثر ديمقراطية.
وزعيم المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو اذا ما فاز في الانتخابات فأنه ينوي في اولى قراراته ترحيل ترحيل السوريين المقيمين على الاراضي التركية والبالغ عددهم ثلاثة ملايين و600 ألف سوري حسب دائرة الهجرة التركية وهو توجه ترفضه غالبية الشعب التركي .
وبعد انتهاء عمليات تصويت الاتراك المقيمين في الخارج اعلنت الهيئة المشرفة على الانتخابات ان عدد أتراك الخارج الذين أدلوا بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بلغ مليونا و912 ألفا و30 ناخبا منذ انطلاق التصويت في دول إقامتهم فيما تستمر عمليات الاقتراع في المعابر الحدودية حتى الساعة الخامسة من عصر غد الاحد يوم الاقتراع العام .
وكانت الهيئة العليا المشرفة على الانتخابات في تركيا قد اعلنت عن تأجيل حسم منصب رئيس البلاد الى جولة ثانية حيث لم يستطع اي من المنافسين الحصول على مانسبته 50 بالمئة زائد من مجمل اصوات الناخبين حيث حصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على 49.52 بالمئة من أصوات الناخبين، فيما نال كليجدار أوغلو 44.88 بالمئة من مجمل أصوات المقترعين في الانتخابات الرئاسية
https://telegram.me/buratha